كاتس وزيرا للجيش الإسرائيلي وساعر للخارجية..ما الذي يريده نتنياهو من هذه التعيينات؟

صدق الكنيست الإسرائيلي ليلة الخميس-الجمعة على تعيين يسرائيل كاتس وزيرا للجيش الإسرائيلي وجدعون ساعر وزيرا للخارجية بدلا من كاتس، في ظل جلسة صاخبة في الكنيست شهدت مناوشات بين أعضاء الائتلاف الحكومي والمعارضة.
وصوت 58 عضو كنيست لصالح تعيين الوزيرين، فيما خرج أعضاء الكنيست من المعارضة من القاعة من دون التصويت.
كاتس وزيرا للجيش الإسرائيلي
ويقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول، "تاريخيا في إسرائيل، لم يكن هناك وزراء حرب مدنيين من خلفية مدنية، وهناك كان وزراء حرب من أساس عسكري أو ما يسمى ’مهني’ ولكن هذا لا يؤثر بالجوهر على سياسة الجيش، التعيين الآن ليس الهدف هو كيف ستدار الحرب أو هل هو ناجع أو غير ناجع، المسعى الآن من تغيير وزير الحرب، فوزير الحرب مسؤول عن تعيين قائد الأركان وهذه صلاحيته، وهذه صلاحية مهمة جدا في إحداث الانقلاب في النخب الإسرائيلية، ونتنياهو يعرف أنهم عيّن وزير حرب قد يكون آهل أو غير آهل بالوظيفة، ولكن هو موالي شخصيا لنتنياهو وسيدعم موقف نتنياهو بخيار الحرب المفتوحة وسيدعم موقف نتنياهو في تجاوز مفهوم الصفقة واحتياجات الصفقة، وسوف يوفر لنتنياهو صيغة مقبولة على الحريديم للتجنيد".
ويتابع للجرمق، "وهذه التغييرات تعني استدامة حكومة نتنياهو ولكن بالأساس، من الجانب الآخر ما سيحدث خلال شهرين آخرين، أن يقوم نتنياهو بإقالة رئيس الأركان هليفي ورئيس الشاباك رونين بار وذلك بمفهوم وضع قيادات المنظومات الأمنية أن تكون موالية لرئيس الحكومة وليس ندا له كما يحدث الآن".
ويردف، "النموذج الذي يعتمده نتنياهو هو ما حدث مع وزارة الأمن القومي هو تحويل الشرطة إلى أداة لبن غفير الوزير المسؤول وتحولت الشرطة لتطبيق سياسة بن غفير وليس لسياسة الحكومة أو الدولة، وهذا جديد أي تطبق سياسة الحاكم".
ويوضح، "فلسطينيا، كاتس معني في البُعد السياسي أكثر منه من العسكري، فهو يصلح لريادة القوى الفاشية وهذا مسعاه في سياساته الدائمة وأيضا في مسعاه لتغيير وجهة النخب الإسرائيلية إلى أقصى اليمين والصهيونية الدينية في هذا التحالف ويبدو أن نتنياهو ينجح في مساعيه"
العلاقة مع الولايات المتحدة
ويقول للجرمق، "حتى الولايات المتحدة هي دولة مؤسسات وإسرائيل دول مؤسسات، والعلاقات الأمنية العسكرية الإسرائيلية الأمريكية لا تتأثر بتغيّر الوزير أو رئيس الحكومة، هي أثبت من أي وزير أو رئيس حكومة أو أي رئيس أمريكي"
ويضيف، "التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة هو دعم كامل لإسرائيل سواء كان مباشرة من إدارة الولايات المتحدة أو من خلال وزارة الدفاع الأمريكية أو من خلال القيادة الوسطى للجيش الأمريكي التي تنضوي تحتها إسرائيل"
ويقول، "لن يحدث تغيير في الفعل أو التنسيق الأمريكي الإسرائيلي والدعم الأمريكي، الموضوع الخلافي كان مع نتنياهو ليس على الجيش أو إدارة الحرب وإنما على كيف تخرج من الحرب لاحقا، الجيش لا يحسم بموضوع الصفقة أو لا صفقة ولكن الوزير له دور، وهذا لا يؤثر على التنسيق بين الجهتين، وإدارة بايدن باتت أضعف بكثير مما كانت عليه لأن كل شيء سيلتزم به يعلن ترامب إذا كان سيقبله أم لا وهذا لا معنى له، وأيضا بسبب خسارة هاريس أصبحت إدارة بايدن أضعف بكثير مما كانت عليه قبل الانتخابات"
ويتابع، "الولايات المتحدة القادرة على التعامل مع غالانت قادرة على التعامل مع كاتس، فغالانت ليس أقل يمينية من كاتس وليس أقل وحشية من كاتس، وقد يكون أكثر من نتنياهو في هذا الشأن، وليس رجل السلام فهو لم يكن يسعى لحل أو بديل سياسي لدولة فلسطينية أو حل سياسي، وإنما هو شخص انتهج البلطجية العسكرية الحربية بأبشع صورها وأشكالها، ولذلك غالانت قد يكون تعايش مع أي إدارة أمريكية وكذلك الأمر كاتس، الولايات المتحدة لديها تصريحات أنها لن تتدخل بهوية من يكون في إسرائيل، لأن العلاقات أقوى من مَن يحكم البلدين".
ساعر وزيرا للخارجية
ويضيف مخول للجرمق، "ساعر كما كاتس كما هنغبي، كلهم نشأوا في الليكود على معايير البلطجية السياسية، وساعر ليس ألطف من كاتس، وإنما قد يكون أكثر عقائدية من كاتس بالمفهوم اليميني، ساعر صهيونية دينية في تفكيره، العلاقات الإسرائيلية الخارجية متردية ليست بسبب هوية وزير الخارجية وإنما بسبب إسرائيل وسياستها وحرب الإبادة المفتوحة على المنطقة وتهديد الأمن القومي الإقليمي وتهديد السلام العالمي، لهذا هناك تردي للعلاقات الإسرائيلية الخارجية، إسرائيل موضوعة تحت المساءلة الدولية الآن ومقاطعة تصدير الأسلحة، وقضايا أمام الجنائية الدولية والعدل الدولية"
ويختم، "كل ذلك يعني أن إسرائيل تعاني بشكل كبير جدا وهذا تراجع استراتيجي بسبب الوضعية الدولية وليس إذا كان الوزير ألطف أو أقل لطافة أو أكثر دفاشة، وزارة الخارجية تعمل تحت مسؤولية نتنياهو والعلاقات الأساسية مثل مع بريطانيا والولايات المتحدة هي مسؤولية رئيس الحكومة لذلك يستطيع الوزير أن يطلق التصريحات لكن من يبني السياسة الخارجية لإسرائيل رئيس الحكومة، ديرمر أهم بكثير من وزير الخارجية بالعلاقة مع الولايات المتحدة، لذلك أعتقد لن تؤثر، إسرائيل ستواصل تدهور سمعتها وعلاقاتها مع العالم ما دامت حرب الإبادة قائمة وما دامت لا تبحث عن أي مخرج سياسي مع الفلسطينيين".