هل تُشكل الانتخابات الأمريكية تاريخا مفصليًا يمكنه أن يؤثر على سير الحرب؟

تعقد يوم غد الثلاثاء 5 من نوفمبر/تشرين ثاني الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن ملايين الأمريكيين أدلوا بأصواتهم مبكرا، ومع انتهاء فعاليات التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد، أدلى أكثر من 62.7 مليون ناخب بأصواتهم بحلول يوم الخميس 31 أكتوبر/ تشرين الأول.
ويعد التصويت المبكر هذا العام هو الأعلى مقارنة بعام 2016 حين كان الرقم 47.2 مليون صوت، وعام 2012 - إذ كان 46.2 مليون صوت، أما عام 2020 فكان استثناءً، بسبب تفشي وباء كورونا والإجراءات المتبعة آنذاك، ما دفع أكثر من 101.5 مليون ناخب للادلاء بأصواتهم مبكراً تجنباً للاقتراع في المراكز المزدحمة.
هل تؤثر الانتخابات الأمريكية على سير الحرب؟
ويقول الباحث والمحلل السياسي جمال زحالقة للجرمق، "تأثير الانتخابات الأمريكية على الحرب يأتي بالدرجة الثانية بعد الانتخابات الإسرائيلية، وهي قريبة جدا من التأثير لأن الولايات المتحدة شريكة في الحرب وتزود بالسلاح والذخيرة وتعطي المظلة السياسية والدبلوماسية والعون الاقتصادي وأيضا هناك قوات أمريكية متواجدة في إسرائيل للدفاع عنها، فالولايات المتحدة متورطة بالحرب بشكل كبير جدا"
ويتابع، "السؤال، ماذا سيكون موقف الإدارة الذي سيؤثر على السياسة الأمريكية، هل ستضغط الولايات المتحدة للتوصل لحل لوقف إطلاق النار، ترامب سيضع جهود للتوصل إلى حل أو وقف إطلاق النار في لبنان عبر الاتفاق 1701 وعبر إعطاء اتفاق أمريكي إسرائيلي إضافي لا تدخل به لبنان أو حزب الله وهذا الاتفاق يعني أن الولايات المتحدة ستدعم حق إسرائيل بالتدخل في حال إدخال أسلحة لحزب الله وفي حال عودة قوات حزب الله للجنوب، وإسرائيل تعرف أن لبنان لن توافق على هذا الأمر، ولكن الدعم الأمريكي للموقف الإسرائيلي سيسهل عليها التوصل لاتفاق".
ويضيف للجرمق، "السؤال، هل سيتم فك الارتباط مع غزة، بالنسبة لغزة، ترامب باعتقادي أيضا يريد وقف الحرب، ولكن الثمن سيكون باهظ عبر ضم مناطق من الضفة الغربية مقابل وقف الحرب، وهذه ستكون صفقة لأن ترامب يحب الصفقات ومولع بها وأعتقد أن السياسات الأمريكية ستتغير بالتأكيد إذا جاء ترامب، أما إذا جاءت هاريس لن يكون هناك تغيير ولكن ربما ستضغط أكثر لإدخال المساعدات أما الأمور الأساسية ستبقى كما هي".
ويقول للجرمق، "إدارة هاريس في حال فازت، لن تكون كإدارة بايدن تماما، بالنسبة لإسرائيل، الموقف الأمريكي هو صدى لموقف إسرائيل، الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو تريد التوصل لاتفاق معين في لبنان ومواصلة الحرب في غزة التي ستستمر لسنوات، وهذاهو التوجه الإسرائيلي، ولهذا السبب حتى الإدارة الديموقراطية ستساعد إسرائيل بإنهاء الحرب في لبنان، عن طريق ترامب بإبرام صفقة تشمل أمرين، اتفاق حول قرار 1701 واتفاق ثنائي أمريكي إسرائيلي يلبي المطالب الإسرائيلية، أما في غزة لا أعتقد أن إسرائيل ستقبل بوقف الحرب حتى لو طلبت الولايات المتحدة ذلك لأن السياسة الأمريكية الآن مع إسرائيل هي بطريقة النصائح والتوصيات وليست طريقة الكبس والضغط".
ماذا سيفعل بايدن حتى سيكون هناك رئيس في يناير المقبل؟
ويتابع للجرمق، "هناك فترة قبل تسلّم الرئيس الأمريكي الجديد في يناير 2025، فماذا سيفعل بايدن فيهما، ربما سيلجأ إلى خطوات غير متوقعة خاصة أنه يعتبر نفسه صهيوني ويريد أن ينقذ إسرائيل وقد يدعم ضربة إسرائيلية في إيران وقد يفعل أشياء كثيرة غير متوقعة في هذه الفترة أما عندما ستأتي هاريس لن تقوم بخطوات دراماتيكية"
ويختم، "علينا أن ننتبه ليس فقط لمن يفوز وإنما أيضا ماذا سيفعل بادين في الشهرين المقبلين قبل تسلم الرئيس الجديد".