فصل طالبة من مدرسة ببئر السبع بعد قولها "في غزة أطفال يموتون قصفا"

فصلت مدرسة في بئر السبع طالبة في الصف السابع الإعدادي بعد التحريض عليها عقب قولها خلال حصة دراسية إن "الأطفال في غزة يُقتلون ويموتون جوعا".
وتعرضت الطالبة للتحريض من قبل معلمة ومجموعات من الطلبة الإسرائيليين الذين ثاروا بعد سماعهم أقوال الطفلة ثم انتقل تدحرج التحريض حتى وصل إلى أن يطالب رئيس بلدية بئر السبع وعائلات الطلبة الإسرائيليين بطرد الطالبة من مدرستها وطرد العائلة والكثير من العائلات "العربية" من بئر السبع.
ويقول المحامي والناشط شحدة بن بري المتابع لملف الطالبة المفصولة، "الطالبة في الصف السابع وتدرس في مدرسة يهودية لأن بئر السبع لا يوجد بها مدارس عربية على الرغم من وجود 10 آلاف عربي مسجلين في المدينة ونحو 10 آلاف آخرين غير مسجلين ولكن لا يوجد مدرسة عربية ليدرس بها أبناء هذه العائلات على الرغم من المطالبات الدائمة بإنشاء مدرسة عربية كي يتعلم بها الطلبة العرب ليتعرفوا على ثقافتهم وتقاليدهم وحضارتهم وديانتهم".
ويتابع، "هذه الطفلة تتعلم في مدرسة يهودية نتيجة النقص لعدم وجود مدارس عربية، فحالة الطالبة ليست حالة فريدة وإنما الكثير من الطلبة العربون يجبرون على هذا الواقع المرير بالانضمام لمدارس يهودية للدراسة".
ويقول للجرمق، "في الحصة الثالثة من يوم الخميس 19 من سبتمبر/أيلول 2023 كانت الطالبة في حصة الجغرافيا وانتقلت المعلمة حينها للحديث عن غزة وعما حدث في 7 من أكتوبر وذكر الطلبة في الصف أن ’اليهود قتلوا ودمرت منازلهم في 7 أكتوبر’ كما قالوا، فقالت الطالبة العربية إن علينا أن نتذكر أن هناك الآلاف من الأطفال في غزة يموتون جوعا ويُقتلون، وهنا ثارت المعلمة ثم الطلاب على الطالبة، وقالوا لها ’كيف لك أن تتتهمي الجيش الإسرائيلي أنه يقوم بالجرائم وتطورت الأمور وتفاقمت ثم خرجت المعلمة من الصف وتركتها وحدها، ثم انضم للصف حوالي 130 تلميذ ليحرضوا وأخذوا يهتفون ويطالبون بحرق العرب والتنكيل بهم وطردهم وهي وحدها أمام هذه المجموعات التي تهتف وتنشد بشعارات عنصرية ومعادية للعرب وهي من أبشع الشعارات التي تسمع داخل أروقة مدرسة".
وأضاف، "بالصدفة مرت إحدى المعلمات كما يبدو أنها عربية أنقذت الطالبة من هناك ونقلتها إلى الإدارة ثم استدعت والدي الطفلة وأتوا وأخذوا ابنتهم وتم إعلامهم من قبل الإدارة حينها أن الطالة مبعدة عن المدرسة من الآن فصاعدا وتم إبعادها عن التعليم، ثم انضم للتحريض أولياء أمور الطلبة في المدرسة عبر مجموعات الأهالي وعبر الواتس أبو ثم انتقل التحريض لنائب رئيس بلدية بئر السبع الذي طالب بطرد الطالبة والأهل والكثير من العرب وسماهم أبناء النخبة أي أبناء حماس، وهذا التحريض ودموي وخطير للطفلة وأهلها ثم تدخلنا كنشطاء في المدينة".
ويضيف للجرمق، "بدأنا بنشر الحقيقة دون تشويه وأن من تم الاعتداء عليها هي الطالبة ثم تم استدعاء الطالبة للبلدية كي يقوموا بجلسة استماع لها وفصلها من المدرسة ثم انتقلت الجلسة لمكاتب وزارة المعارف فطالبنا بحضور الجلسات فرفضت الوزارة، والآن الأمور عادت للهدوء وعدنا للمربع الأول وطالبنا أن تعود الطالبة للمدرسة وأن يتم حمايتها لأن عودتها دون حماية يشكل خطر على حياتها داخل المدرسة".
ويقول للجرمق، "إدارة المدرسة حاولت منذ البداية الضغط على أهالي الطفلة لكي تترك المدرسة وتنتقل لمدرسة أخرى ليقولوا أنها هي من خرجت ولم نقم بطردها، ولكن نحن رفضنا الفكرة فمن يضمن لنا أن الطالبة لن تتعرض للتحريض في المدرسة الجديدة التي ستنقل لها ثم هل هذا يعالج قضية العنصرية في المدرسة أم يُنميها، لذلك على المدرسة أن تقوم بخطوات جدية ضد الطلبة المتطرفين في الصفوف".
ويردف، "الآن هناك خطط معينة يتم تدارسها كي نضمن عودة الطفلة التي لم تعد للدراسة وربما هذا سيتم ولست واثقا ربما ستعود للدراسة بشكل تدريجي بعد أسبوع إذا نجحت الخطط لحماية الطفلة".
ويتابع، "الطالبة تعرضت لكل أنواع التهديد من قطع لسانها وتهديدها بالقتل، فقد كان هناك 400 تعليق في موقع واللا للتحريض عليها وعلى عائلتها، وبشكل علني على وسائل التواصل الاجتماعي ولكن الشرطة لم تلاحق أحدها ولم تعتقل أي من المحرضين رغم تقديمنا شكوى، والآن نريد أن نحمي الطفلة من الاعتداءات التي ربما تمس بحياتها وسلامتها".