مسؤولون إسرائيليون يدّعون تدمير نصف قدرات حزب الله وآخرون ينفون..ما دلالات هذا الجدل؟

ادّعى مسؤولون عس


  • الأربعاء 25 سبتمبر ,2024
مسؤولون إسرائيليون يدّعون تدمير نصف قدرات حزب الله وآخرون ينفون..ما دلالات هذا الجدل؟
توضيحية

ادّعى مسؤولون عسكريون إسرائيليون أنه "تم القضاء على نصف قدرات حزب الله العسكرية" أو "نصف صواريخ حزب الله" خلال الضربات المتتالية لجنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي شكك به مسؤولون عسكريون آخرون حيث قالوا إنه، "حتى لو دمرت 50% من قدرات الإطلاق لدى الحزب، لا يزال لديه أكثر من 100,000 صاروخ وقذيفة جاهزة للإطلاق على الجبهة الداخلية في إسرائيل. هذا شيء لا ينبغي التهاون معه".

ادعاءات وليست حقائق

ويقول المحلل السياسي والباحث أنطوان شلحت إن، "هذا هو ادعاء، وكثير من التقارير الإسرائيلية في وسائل الإعلام تقول إن الإدعاء غير صحيح والتقديرات السائدة في المؤسسة الأمنية تناقض هذا الادعاء وأغلب المحللين الإسرائيليين السياسيين وبالتحديد العسكريين يقولون إنه تم توجيه ضربات ألحقت الأذى بحزب الله سواء على مستوى قيادته أو على مستوى قدراته الحربية لكن هذا لا يعني أنه قلل من قدرته على توجيه ضربات ضد إسرائيل سواء على الجيش أو على المنشآت الحيوية أو الجبهة الداخلية".

ويتابع للجرمق، "كل التصريحات التي تصدر الآن عن مسؤولين إسرائيليين يجب أن نأخذها بشكل محدود الضمان لأنه من الواضح أن التقارير التي تنشر فيها قدر كبير من المبالغة وما يبرر ويفسر المبالغة أنه حتى الآن حزب الله لم يلجأ لاستعمال كامل قوته وليس لديه قرار بالدخول في مواجهة شاملة مع إسرائيل".

ويردف، "اليوم صباحا تم قصف تل أبيب باستخدام صواريخ بعيدة المدى لأول مرة منذ بدء المواجهة في 8 من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بين حزب الله وإسرائيل وهذا إن دل فهو يدل على القدرات التي يمتلكها حزب الله والتي يعترف بها أغلب المحللين والخبراء العسكريين والمسؤولين العسكريين السابقين أن لدى الحزب ترسانة عسكرية في لبنان في حال تطورت المواجهة إلى مواجهة عسكرية شاملة يمكنها أن تلحق الكثير الكثير من الأذى بإسرائيل".

ما الهدف من هذه الادعاءات؟

ويقول، "أخطر جانب في الحرب الدائرة حاليا فيما يتعلق بغزة وبالأساس في الجبهة الشمالية، الجانب النفسي، الحرب الحديثة اليوم هي ليست حرب ذخيرة واشتباكات وقصف متبادل، ولكن فيها شيء نفسي يؤثر على الرأي العام لأنه في الأزمان الغابرة كانت الحروب تدور في الميادين والرأي العالم لم يكن له دور فهو لا يعرف تفاصيل ولكن الآن الوضع مختلف، فالرأي العام يعرف عن الحرب على مدار الساعة من خلال وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية أي البديلة أو من وسائل التواصل الاجتماعي، والرأي العام مهم لأن الحروب الحديثة، مسألة الانتصار أو الحسم فيها غير مشروطة بالنتائج الحقيقية للوقائع التي تجري في الميدان وإنما مربوطة بالوعي".

ويتابع، "كل التصريحات التي تستهدف الدفع قدما بأهداف كي الوعي أو السيطرة عليه وخلق أجواء نفسية تؤثر على الطرف الآخر، وإسرائيل في هذه الحرب استخدمت كما قال الكثير من المحللين القوة الخارجية ضد المقاومة في غزة ولبنان ومواقع أخرى، واستخدمت القوة تجاه الداخل من حيث نشر الأكاذيب والتزوير ومحاولة قمع كل الأصوات المناهضة للحرب وكذلك شن حملة غير مسبوقة على حرية التعبير".

ويقول للجرمق، "أعتقد أن كل هذه الادعاءات الهدف منها الهروب إلى الأمام من الإخفاقات التي يمكن أن تلحق بالجيش الإسرائيلي في هذه الحرب وخصوصا في الجبهة الشمالية لانها واضح أنها أكثر تعقيدا من قطاع غزة، فالاشتباك على الجبهة الشمالية يخلق واقعا غير مسبوق منذ إقامة إسرائيل، هذا الواقع يمكن حزب الله والمقاومة في لبنان أن يقيم هو حزاما أمنيا داخل أراضي إسرائيل تعتبرها ضمن سيادتها لأول مرة في الحروب الإسرائيلية".

مستقبل الحرب في الجبهة الشمالية

ويقول أنطوان شلحت للجرمق، "هناك اختلاف بين الطرفين أي (إسرائيل وحزب الله) حول مستقبل الحرب، أعتقد أن حزب الله معني أن تكون الحرب طويلة الأمد تستمر بكونها حرب استنزاف لأن هناك إدراك عند الحزب أن حرب الاستنزاف أصعب حرب يمكن أن تخوضها إسرائيل لأنها تستنزف قدرات الجيش والاقتصاد والمجتمع وستجد إسرائيل صعوبة في الوقوف امامها ومواجهة تحدياتها".

ويتابع للجرمق، "بالنسبة لإسرائيل تريدها ليست حرب استنزاف، فهي قامت بالتصعيد لوضع حد لحرب الاستنزاف ولكي تحقق فك الارتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة، بمعنى أن إسرائيل أرادت وقف جبهة لبنان، ولكن مع استمرار العمل في جبهة غزة بحسب الخطة الموضوعة حتى لو حدثت صفقة تبادل أي أن الصفقة لا تعني إنهاء الحرب على غزة، هذه هي أهداف إسرائيل من وراء الحرب والأيام هي الكفيلة أ، تظهر لنا إن كانت ستنجح في تحقيقها أم أنها ستخفق".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر