ماذا سيُحل بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى وقضية إنهاء الحرب مع اقتراب الانتخابات الأمريكية؟

 


  • الخميس 12 سبتمبر ,2024
ماذا سيُحل بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى وقضية إنهاء الحرب مع اقتراب الانتخابات الأمريكية؟
هاريس وترامب

من المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 من نوفمبر/تشرين ثاني المقبل حيث يتنافس المرشح الجمهوري دونالد ترامب مع المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس على رئاسة البيض الأبيض للأعوام الأربعة المقبلة، ولكن تأتي هذه الانتخابات في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فما الذي سيُحل بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى التي تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية نفسها وسيطا فيها؟

ويقول المحاضر في العلوم السياسية د.سليم بريك، "الأمريكيون عمليا في مفاوضات الصفقة لم يكونوا وسيط وإنما هم شركاء لإسرائيل والهدف هو تطويل فترة المفاوضات أولا لإعطاء وقت لإسرائيل للاستمرار بالحرب على قطاع غزة وإبعاد ضربة انتقامية لإيران، لأن هناك تهديدا إيرانيا كان موجودا فأرادت الولايات المتحدة الأمريكية إبعاده ورأينا ذلك بتحرك القوات الأمريكية في المنطقة".

ويتابع للجرمق، "الأمريكيون من ناحية أخرى يريدون وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى والمحتجزين وهذا قد يؤدي لنجاح كاملا هاريس في الانتخابات وبايدن ملتزم بهذا الأمر ولكن إذا فشل، فإن هذا سيؤدي لفشل الحزب الديموقراطي".

ويردف، "فشل الديموقراطيين يعني هدية بيد ترامب، وهذه هي المشكلة أن نتنياهو يريد إعطاء تراكب الفرصة وليس لبايدن وهاريس وباعتقادي نتنياهو غير معني بصفقة، ولكن المخطط الأمريكي من البداية كان هو إلقاء اللوم والمسؤولية على حركة حماس وأنها السبب في فشل المفاوضات ولكن هذه المرة نرى موقف قطري مصري مستقل عن الأمريكيين تقريبا".

ويقول للجرمق، "حتى هذه الفترة رأينا القطريين والمصريين يخضعون للولايات المتحدة الأمريكية لأنها دولة قوية وتهيمن على الشرق الأوسط وعلى العلاقات الاقتصادية ولكن عندما اتضح للعالم أجمع أن نتنياهو هو من يمنع الصفقة والأمريكيين يريدون إلقاء اللوم على حماس، رأينا موقف مستقلا لمصر وقطر".

ويوضح أن، "القضية الأخرى التي لا تقل أهمية هي أن المصريين بدأوا يفهمون أن إسرائيل تخطط لاحتلال غزة بشكل مطلق وهذا السبب في تعنت إسرائيل بقضية محور فيلادلفي لذلك ترى مصر نفسها مهددة وهذا السبب وراء التقارب المصري التركي غير المسبوق بسبب الموقف الأمريكي الإسرائيلي

القضية الثانية الي لا تقل اهمية، ان المصريين بداوا يفهموا ان اسرائيل تخطط لاحتلال غزة بشكل مطلق، وهذا السبب بالتعنت بقضية فيلاديلافيا، لذلك ترى مصر ان هذا تهديد لمصر نفسها ولهذا نرى تقارب تركي مصري غير مسبوق وباعتقادي بسبب الموقف الاسرائيلي الامريكي".

سيناريوهات فوز ترامب أو هاريس 

ويقول بريك للجرمق، "في حال فاز ترامب سنعود للاستراتيجية الخشنة، وسيفرض على السعودية التطبيع بالقوة مع إسرائيل دون أن يعطي السعودية أي شيء، فبايدن كان مستعدا أن يعطي السعودية كلام فارغ عن  حل الدولتين وكان سيتحدث مستخدما الشعارات والتصريحات التي نعرف أنها غير حقيقية، لكن ترامب حتى هذا لا يريده، هو يريد أن يفرض على الدول العربية أن تخضع للهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط، لأن مخطط ترامب ونتنياهو هو هيمنة إسرائيل على كل الشرق الأوسط أمام إيران لوضعها في خانة الدولة الملاحقة اقتصاديا وعسكريا وبهذه الطريقة إضعاف حزب الله وعدم الدخول بحرب إقليمية".

ويتابع للجرمق، "في حال فازت كامالا هاريس، سترغب بوقف إطلاق النار فورا، وإعادة الاسرى والمخطوفين وهي غير معنية بحرب وتفضل التعامل مع إيران بنفس الطريقة التي تعامل فيها بايدن خلال إدارته، أما فوز ترامب جائزة لنتنياهو ليس فقط بإطار الحرب وإنما في إطار فرض الشروط الإسرائيلية على مصر، في قضية محور فيلادلفي، فربما ترامب سيفرض على مصر الضعيفة اقتصاديا على الرغم من قوتها العسكرية أن تفتح الباب أمام مهجرين من غزة في سيناء مثلا مقابل استمرار الدعم الأمريكي فمصر دون الدعم الأمريكي ستنهار اقتصاديا". 

ويضيف للجرمق، "ترامب على السعودية التطبيع فورا مع إسرائيل وربما على دول أخرى نحن لا نعرف، وسيؤيد إسرائيل في نهجها مع الأردن، نحن نعلم أن هناك علاقات متوترة بين إسرائيل والأردن بسبب تغيير الوضع في المسجد الأقصى، وترامب سيكون ليس هدية فقط لنتنياهو وإنما بالأساس لسموتريتش وبن غفير".

هل يمكن أن تحدث انفراجة قبل الانتخابات الأمريكية؟

ويقول د.سليم بريد للجرمق، "نحن لا نعرف ماذا سيحدث، مازال بايدن يجلس في البيت الأبيض ربما بنقطة معينة يتذكر ما حدث لجيمي كارتر، أن سبب سقوط كارتر في الانتخابات هو عدم تحرير الأسرى في طهران، والآن بايدن باعتقادي سيضغط بكل الطرق لتحقيق صفقة ووقف إطلاق النار".

ويتابع، "السؤال يتعلق مرة أخرى بموقف الوسطاء إذا استمر الوسطاء أي مصر وقطر بتوجيه اللوم فقط لإسرائيل وأن البيت الأبيض لا يقوم بواجبه تجاه المفاوضات مع أنه يستطيع أن يضغط على نتنياهو ولكنه لم يضغط بأي طريقة وإذا استمر موقف مصر وقطر بشكل مستقل دون الخضوع للموقف الأمريكي والرواية الأمريكية أن حماس مسؤولة عن كل شيء، فمن الممكن أن يحدث اختراق بالمفاوضات".

ويردف للجرمق، "القضية الثانية تصريح حماس الجديد، فحماس تقول إن موقفها ليّن وأنها تؤيد مقترح بايدن من الذي طرح في 31 مايو أي أن حماس أعادت الكرة إلى ملعب بايدن، لذلك سنرى كيف سيرد بايدن والأمريكيين على هذه المبادرة من حماس وعلى هذه التصريحات الإيجابية في الأيام الأخيرة"ز

ومن جهته، يقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي، "هذه الحرب لن تنتهي في الوقت القريب العاجل المتعلق بالانتخابات الامريكية كما يروج البعض سواء فاز ترامب أو فازت هاريس، الحرب تتعلق ب 3 محددات هي التي ستنهيها في منطقتنا، الأول هو المحدد العربي، المتعلق بموقف الدول العربية تحديدا مصر، مصر هي الفاعل الأول والأساس بسؤال الحرب على غزة أي قرار تتخذه الحكومة المصرية تجاه إنهاء الحرب سينهيها، لا الولايات المتحدة ولا أي دولة عربية أخرى تستطيع أن تنهي الحرب".

ويتابع للجرمق، "الأمر الثاني الذي سيحدد ماهيات الحرب، هو داخل المجتمع الإسرائيلي أي المكون الإسرائيلي بشقيه السياسي والاجتماعي، وواضح أن هناك منذ 7 من أكتوبر إجماع إسرائيلي يتجاوز البعد الأيديولوجي والسياسي في إتمام هذه الحرب شريطة إنهاء قضية المحتجزين بيد المقاومة".

ويقول، "في هذه المسألة على الخصوص ثمة محادثة أخلاقية داخل المجتمع الإسرائيلي الذي بات مقتنعا أنه لا يمكن إعادة الرهائن دون إنهاء الحرب وهذا هو أحد مفاتيح الأزمة الداخلية في المجتمع الإسرائيلي".

ويضيف، "أما المحدد الثالث صبر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، الصبر على التضحيات المدنية التي يتعرض لها أهل القطاع، وصبر المقاومة التي باتت إمكانياتها محدودة في مواجهة محتل مدعوم دوليا وعربيا وأمريكيٍا".

ويتابع للجرمق، "السياق الثاني الذي ينظر له أنه متعلق بالانتخابات الأمريكية، لو افترضنا أن الذي سيفوز هو الحزب الديمقراطي، فنحن سنمضي في نفس السياسية القائمة اليوم ولو افترضنا العكس، أن الذي سيفوز هو ترامب فنحن سنمضي بصفقة تجارية بمنطقة الشرق الأوسط ستعيد المنظومة الترامبية وإحياء كافة الطروحات السياسية التي طرحها على حساب الشعب الفلسطيني، وكافة التصورات والطروحات التي بين يديه في المستقبل القريب هي طروحات "سيئة"".

أوراق الضغط المصرية لإنهاء الحرب

ويردف، لطفي للجرمق، "نحن شهدنا بشكل واضح وصريح وكُتب على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام موقف الرئيس السابق لمصر محمد مرسي عندما طالب إسرائيل عام 2012 خلال فترة زمنية قصيرة إنهاء العدوان على غزة وهذا الذي حدث وبعدها أرسل كافة هيئته الوزارية إلى القطاع".

ويتابع، "رئيس الدولة في مصر الآن عبد الفتاح السيسي هو القادرعلى إنهاء الحرب وعدا ذلك كل ما يجري الآن سواء في الساحات العربية أو المفاوضات سواء كانت وتيرة الخطاب مرتفعة أو منخفضة لا تسمن ولا تغني من جوع أمام طفل يذبح ويقتل وتذهب أشلاؤه أدراج الرياح على أرض غزة".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر