ما إمكانية تأثُر المحاكم الدولية بالضغوط لمنع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؟


  • الأربعاء 11 سبتمبر ,2024
ما إمكانية تأثُر المحاكم الدولية بالضغوط لمنع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو&غالانت

دعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى تسريع عملية إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت.

وقال خان إن أوامر الاعتقال ضرورية بسبب "الجرائم المستمرة" و"الوضع المتدهور في فلسطين".

وفي مقابلة أجراها مع "بي بي سي"، يوم الجمعة الماضي، قال خان إنه يتعرض لضغوط من قادة دول من أجل عدم إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت. وذكر أنه أطلع على الأدلة التي يستند إليها قرار إصدار المذكرة، في رده على من انتقدوه على طلبه.

وشدد خان على أنه يجب تجنب معاملة الدول المدعومة، سواء من "الناتو" أو الدول الأوروبية أو الدول القوية، بطريقة مختلفة عن الدول غير المدعومة.

وأوضح أنه تعرض لضغوط من بعض قادة العالم من أجل عدم إصدار مذكرة اعتقال، وقال: "أخبرني كثير من القادة وغيرهم، ونصحوني وحذروني". 

وبدوره، يقول المحلل السياسي والباحث جمال زحالقة إن، "كلام كريم خان جاء بعد أن استمعت محكمة الجنايات الدولية للتحفظات على اعتقال نتنياهو وغالانت، وهذه التحفظات قدمها قادة دول وقضاة وإسرائيل بذلت جهدا كبيرا حتى يكون عدد المتحفظين كبير جدا".

ويتابع للجرمق، "المحكمة أنهت الاستماع للتحفظات، والإسرائيليون يدّعون أن نصف هذه التحفظات التي ُدمت لصالح إسرائيل، وفي المقابل هناك دول ومنظمات دعم مطلب كريم خان بإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت".

ويضيف، "بعد أن انتهت المحكمة من الاستماع للتحفظات، طالب كريم خان باستعجال إصدار القرار لأن الحرب لا تزال جارية والآن كل شيء أمام المحكمة وعليها فقط أن تقرر"، مردفا، "يجب الأخ1 بعين الاعتبار أن هناك ضغوطا كبيرة جدا على المحكمة الدولية من قبل أطراف دولية وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن هناك تطور لافت دعم موقف خان وساعد في تقويته وهو انسحاب بريطانيا من تقديم التحفظات بعد الانتخابات في بريطانيا وفوز حزب العمال".

ويتابع للجرمق، "كريم خان يتأثر بموقف بريطانيا كثيرا لأنه جاء من القضاء البريطاني وهناك ترعرع وتعلم وهو مواطن بريطاني أصلا".

ويوضح، "أعتقد أن المحكمة ستصدر قرارها خلال أسابيع ولا أحد يعرف ماذا سيكون القرار ولكن الآن من الصعب التنبؤ، ولكن أرى من الناحية القضائية أنه يجب إصدار مذكرات الاعتقال ولكن لا أحد يعلم ماذا سيكون مفعول الضغوط السياسية على المحكمة".

ويضيف للجرمق، "إسرائيل بذلت جهودا كبيرا جدا لخلق الوهم أنه لا حاجة لتدخل المحكمة الدولية لأنها أي (إسرائيل) تقوم بالتحقيق في التجاوزات في عمل الجيش الإسرائيلي، ولكن الآن علينا أن ننتظر لأن المنطق يقول أن المذكرات يجب أن تصدر ولكنها قد لا تصدر في حال حدوث تطورات جديدة".

ويتابع، "اذا قررت المحكمة عدم إصدار أوامر الاعتقال لن تقول أنها تعرضت لضغوط هي تقول إنها ستعطي القضاء الإسرائيلي الفرصة حتى يحل بنفسه هذه المشاكل".

ويردف، "هذا مبدأ مهم بالقانون الدولي وهو مبدأ الاستكمال، أي أن المحاكم الدولية لا تتدخل إذا كان القضاء المحلي يقوم بواجبه وإسرائيل تدعي أن لديها قضاء مستقل وقوي وسيحقق مع الجيش".

ويتابع للجرمق، "المستشارة القضائية في إسرائيل طالبت لنتنياهو في رسالة مفاجئة بإقامة لجنة تحقيق حكومية رسمية فورا وحذرت أن عدم إقامة هذه اللجنة سيضر بإسرائيل في المحكمتين الدوليتين في لاهاي، وهما محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية وقالت إنه إذا كانت هناك لجنة تحقيق رسمية برئاسة قاضي كما هو متبع فهذا سيردع المحكمة الدولية من إصدار قرار وستقول المحكمة حينها أنهم ينتظرون قرارات لجنة التحقيق الإسرائيلية، ولكن نتنياهو رفض الطلب وهذا يُضعف الموقف الإسرائيلي".

ويقول، "نتنياهو الآن، يرفض إقامة لجنة تحقيق رسمية وهو يريد تشكيل لجنة تحقيق حكومية يتحكم هو بأعضائها، لجنة التحقيق الرسمية تُسلم للمحكمة العليا والقاضي في المحكمة العليا هو يقرر من يكون القاضي الذي يترأس اللجنة وليس نتنياهو، ولكن (نتنياهو) يريد كل شيء تحت سيطرته ولهذا يتهرب من إقامة لجنة تحقيق".

ومن جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، "كريم خان لم يكن له الموقف الأفضل في البداية ولكنه الآن أصبح هو من يضغط على محكمة الجنايات الدولية لإصدار مذكرات الاعتقال، يبدو أن هناك ضغوط دولية كبيرة عليه، ومحاولات التأثير على مواقف القضاة، ومن الواضح أن إسرائيل متخوفة من هذه القرارات إذا صدرت، لأنه إذا صدرت لن يُعلن ذلك ولكن ستقوم المحكمة الدولية بإرسالها للدول الموقعة على المعاهدة".

ويتابع للجرمق، "كريم خان كان يتماثل مع إسرائيل وكان عليه نقد كبير فلسطينيا وعربيا وحقوقيا بسبب تلكؤه،الآن هو من يستعجل لإصدار الطلبات، وهذا معناه أن المحكمة لا تقوم بدورها، وهذه ظاهرة خطيرة".

ويتابع، "كما يبدو الوضع متأزم داخل المحكمة بسبب الضغوطات الدولية، وأعتقد أن المحكمة ستضطر للاستجابة لطلبه لأن تصريحات تشكل قوة ضاغطة".

ويردف للجرمق، "الإسرائيليون غاضبون جدا بسبب نزعتهم الاستعمارية وضع محمد ضيف والسنوار بصف نتنياهو وغالانت، لكن هذا هو الوضع في المحكمة، ولكن الأساس أن إسرائيل متخوفة من أنها أصبحت دولة متهمة دوليا سواء صدر القرار أو لم يصدر، فهي موبوءة دوليا، وفي حال لم يصدر قرار سيجعل الاتهام أكبر على المستوى الشعبي بأن المحكمة الدولية خانت الأمانة كما يقال".

ويتابع حول دعوات المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا لنتنياهو بإقامة لجنة تحقيق رسمية لمنع صدور مثل هذه المذكرات، قائلًا، "من الصعب توقع موافقة نتنيهاو على هذا الطرح، لأنه غير معني بتشكيل لجنة بتاتا ولا يأبه بقرارت المستشارة القضائية ولا يريد موقفها، ولا يريد محكمة الجنايات الدولية أن تقوم بدورها ولا أن تقوم لجنة تحقيق رسمية، إلا إذا وضع شخصية موالية له في رئاستها".

ويقول للجرمق، "في حال صدر قرار من محكمة الجنايات الدولية لن تتوقف الأمور هنا، ستصدر قرارات لاحقة ضد ضباط في الجيش المتهمين بشكل مباشر بارتكاب جرائم حرب وهذا أصعب، فعلى المستوى الحكومي السياسي لدى المسؤولين نوع من الحصانة الدبلوماسية أما المستوى العسكري لا حصانة لهم وبالتالي ستحصل بلبلة داخل الجيش وهذا ما يخشاه نتنياهو غالانت أكثر".

ويردف للجرمق، "هذه المحاكم بطبيعة الحال جدية ومهمة جدا ولكن للتوازنات الدولية والأثر السياسي وزن، كما رأينا في قضية أوكرانيا كيق أصدرت المحكمة قرارا".

ويوضح، "الآن الموضوع منوط بموقف القضاة هل سيقبلون بالضغوط أولا أو جزء منهم سيقبل أم لا، الضغط الدولي قد يمنعها أن تتخذ قرار وقد تتخذ قرار وكل الإمكانيات واردة في حال اتخذت قرار كما هو متوقع منها ستكون خطوة جريئة وستكسر الترهيب الأمريكي الدبلوماسي عالميا".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر