نشطاء في أراضي 48: لا مكان لنا في احتجاجات "الهستدروت" والأجدى أن نعلن إضرابا مستقلا
أثار إعلان اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية وبعض الأحزاب الانضمام للإضراب الذي دعت له نقابة العمال الإسرائيلية "الهستدروت" جدلًا وغضبا في أراضي48، حيث أكد نشطاء سياسيون أن هذا الإضراب الذي جاء بعد مقتل 6 محتجزين إسرائيليين في غزة هو شأن إسرائيلي، لا يتقاطع مع مطالب الفلسطينيين بوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة.
ويقول الناشط السياسي مراد حداد للجرمق، "من المعيب أن تنضم اللجنة القطرية وبعض الأحزاب العربية لإضراب الهستدروت الذي جاء بعد مقتل محتجزين إسرائيليين في غزة لأن هذه قضايا تهم الشارع الإسرائيلي ولا تطالب بوقف حرب الإبادة على شعبنا في غزة والآن في الضفة".
ويتابع، "كان الأجدى أن تجتمع القيادة على مدار 11 شهرا لتنظيم إضراب أو يوم حداد تضامنا مع شعبنا في غزة للمطالبة بوقف حرب الإبادة، ولكن أن تتصدر بعض الأحزاب واللجنة القطرية وراء الشارع الإسرائيلي وتتبنى موقفه لأن في ذلك حماية وراحة هذا معيب لتاريخ شعبنا ونضالاته وتضحياته، كان الأجدى من اللجنة القطرية أن تطالب بتحرير جثمان الأسير الشهيد وليد دقة وأن تعلن اليوم الحداد والإضراب على ذلك ولكن حتى بيان لم يصدر من اللجنة القطرية".
ويردف، "القضايا التي تهمنا الآن هي وقف الحرب على غزة وليست قضية المحتجزين، فتحريرهم مطلب الشارع الإسرائيلي، ونحن مطلبنا إعادة الأسرى الفلسطينيين كافة ومنهم من قضى سنوات طويلة تصل لـ 40 سنة، ولكن أن نتبنى مطالب الإسرائيليين هذا معيب بحق الحركة الوطنية وأحزابنا السياسية وتاريخنا المشرّف على مدار 75 عاما".
ويوضح، "مطلبنا منذ اليوم الأولى للحرب، أن يتحرك الشارع الفلسطيني في الداخل سياسيا، فالقضية ليست قضية إغاثة أو جمع تبرعات مع أهمية ذلك، ولكن هناك موقف سياسي يجب أن نلتحم مع شعبنا بكل أماكن تواجده وعلى شعبنا أراضي الـ48 أن يكون جزءا أصيلا من هذه المعركة وأن يعلن الاضراب والاحتجاجات وأن يكون هناك مشروع نضالي كبير واضح المعالم وقيادة تقود النضال
وختم، "أما آن تختبئ القيادة ولا تصدر أي بيان على مدار 11 شهر، وتُصدر البيان الأول في يوم إعلان الهستدروت الإضراب هذا معيب، ولكن حتى الآن لم يفُت الأوان علينا أن نضع خطة نضالية بمشاركة اللجنة القطرية ولجنة المتابعة وجميع الأحزاب العربية لتنظيم وقفات احتجاجية بكل مكان والإعلان عن يوم حداد في حال كان هناك مُساءلة قانونية حول إعلان الإضراب، مع أداء صلاة الغائب وقرع أجراس الكنائس جزنا على شهدائنا وضد حرب الإبادة في الضفة وغزة.
وبدوره، يقول المحامي جمال فطوم للجرمق، "المنظومة القيادية للجماهير العربية قد سقطت، فمنذ الحرب على غزة لاحظنا أنها لم تنبسّ ببنت شفة رغم الحصار والدمار والتقتيل الذي طال أكثر من خمسين ألف شهيد وأكثر من مئة ألف جريح..والآن تنضم دون أي خجل لإضراب لم يسألهم عن رأيهم به أحد ولن يسألهم لأنهم صمتوا حين كان الكلام والفعل لزاما وفرضا وبذلك فقد خرجوا عن كل سياق".
ويتابع، "الأولى - من باب أضعف الإيمان - أن يعلن الإضراب العام بشكل مستقل لجماهيرنا لإسناد بقية أبناء شعبنا والمطالبة بوقف العدوان على شعبنا الذي طال غزة والآن الضفة وسيطالنا لا محالة".
ويقول للجرمق، "الصمت مكلف أكثر من الفعل، وإن لم نتدارك أنفسنا ستدركنا الويلات وسندفع أثمانا لم نهيئ أنفسنا لها مثلما لم نهيئ أنفسنا حتى للتعبير عن رفضنا لهذا العدوان الذي يطال كل شعبنا، ولذلك يجب إعادة النظر بالمنظومة القيادية لجماهيرنا ولعل الذهاب لانتخابات مباشرة في لجنة المتابعة أصبح مطلبا أساسيا لا يمكن القفز فوقه".
ومن جهته، يقول الناشط والصحفي رشاد عُمري، "لا جديد لدى الاحزاب وأعضاء الكنيست وبعض وكلاء الصناديق الصهيو أمريكية، الذين خرجوا من جحورهم بعد ما يقارب أحد عشر شهرا على الإبادة الجماعية والمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في غزة وفي الضفة، لايقاع أبناء شعبنا في مستنقع الحركة الصهيونية في تل أبيب، بادعاء التأثير لوقف الحرب، والتأثير مع من، مع أبناء وأصدقاء ونفس الجنود والضباط والطيارين باللباس المدني الذين القوا آلاف الأطنان من المتفجرات فوق رؤوس أهلنا في غزة".
ويردف للجرمق، "أحزاب ومرتزقة صناديق صهيو أمريكية يدعون أبناء شعبنا إلى مستنقع الحركة الصهيونية، كجنود لما يسمى اليسار الصهيوني أو الاسرائيلي وهم يعلمون أن هؤلاء، لم يدعو بالسابق ولا يدعون اليوم لوقف الإبادة في غزة ولم ينطق هؤلاء ببنت شفة ضد قتل الأطفال على الأقل، كيف لهؤلاء إدانة الإبادة أبناء وأصدقاء ونفس الجنود باللباس المدني هم الأغلبية الساحقة من الـ360000 ألف جندي الذين اجتاحوا غزة، ألا يُدرَك أن جميع الطيارين الذين شاركوا بالابادة هم من هذا المعسكر نفسه وليسوا من رعاع بن غفير وأمثاله، وهؤلاء كل مطلبهم تحرير أبنائهم من الأسر في غزة، ولن يخرج أحد منهم بعدها لا ضد إبادة غزة ولا ضد تهجير الضفة ولا ضد ارتكاب مجازر بالداخل".
ويتابع للجرمق "كما لم يخرج أحد من هؤلاء للدفاع عن أبناء شعبنا ليس في غزة والضفة، بل في حيفا واللد وعكا، قبل ثلاث سنوات عندما اعتدى المستوطنون عليهم في أحيائهم. وإذا عدنا لآباء هؤلاء فحدّث ولا حرج، فهم بالأصل المسؤولون عن نكبة شعبنا واحتلال ما تبقى من فلسطين وارتكاب أبشع المجازر وليس الرعاع الذين خلف نتنياهو، نحن لسنا بسذّج، ولا يوجد أي مبرر للتعاون مع صهاينة ضد صهاينة، بل بالعكس، علينا تعميق الشرخ بينهم وليس المساهمة بحسم الصراع بين قتلة وقتلة".
ويقول، "ما حصل يوم أمس مع مشجعي فريق سخنين، بالاعتداء المدبّر عليهم، ومحاولة ارتكاب مجزرة دموية، من قِبل جمهور "هبوعيل" بئر السبع، هذا النادي الذي ينتمي بالضبط للمؤسسات الاسرائيلية التي دعت للاضراب مثل "الهستدروت"، أكبر دليل على ضبابية الفروقات بين شقي الحركة الصهيونية، بكل ما يتعلق بالعربي والفلسطيني، فهل يردع ذلك مرتزقة الحركة الصهيونية العرب للخروج من خلفية اليسار الصهيوني؟، لا اعتقد فهؤلاء يحملون مشروع أسرلة العرب ومنهم من استثمرت به الحركة الصهيونية ملايين الدولارات لتشغيلهم وكلاء لها في مجتمعنا، بالضبط مثلما امتثل هؤلاء لتعليمات الشاباك، بعدم التدخّل في ملفات معتقلي وأسرى هبة الكرامة، ولم يرافق أي منهم، أي من معتقلي الهبة لا بجلسات محاكماتهم الحائرة ولا بمساندة أهاليهم".
ويختم، "لقد أثبت شعبنا في يوم الأرض وفي انتفاضة القدس والأقصى وفي هبة إسقاط مخطط "برافر" لمصادرة أراضي النقب وليس من بعيدا فقد أثبت في هبة الكرامة بأن مواقفه الوطنية والعروبية والأخلاقية أعلى بكثير من مواقف وأخلاقيات قيادات منها المنصاعة ومنها المترهلة، وأنا على يقين أن شعبنا لن ينصاع إلى هؤلاء ولن يشارك مع أي من شقي الصراع الصهيوني".
ودوره، يقول الحقوقي وعضو حركة أبناء البلد يوسف إبراهيم للجرمق، "منذ عشرة أشهر ونحن نحاول بكل طريقة ممكنة أن نتوصل لاتفاق مع المتابعة وكوادرها والأحزاب السياسية لتنظيم إضراب حتى لو جزئي، وبالرغم من كل المجازر وحرب الإبادة التي تمارس بشكل ممنهج ضدنا لم تر المتابعة وأحزابها أنه من الضروري تنظيم إضراب أو مظاهرة، حتى أعلن الجيش الاسرائيلي عن عثوره على ست جثث تعود لأسرى يهود في غزة، وإعلان نقابة العمال الإسرائيلية إضرابا عاما، فهبت متابعتنا وأحزابها لأرواح الأسرى اليهود بعد 40 ألف شهيد في غزة وأكثر من 60 شهيد داخل سجون إسرائيل".