في ظل العدوان على الضفة وغزة..ما هو المطلوب من فلسطينيي48 في هذه المرحلة؟
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن شن عمليةٍ عسكرية في شمال الضفة الغربية ستستمر لعدة أيام، حيث تأتي هذه العملية العسكرية في مدن جنين ونابلس وطولكرم وطوباس بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويؤكد نشطاء في أراضي48 على أن المطلوب منهم في هذه المرحلة إعادة ترتيب الصفوف وتنظيمها لمساندة أهالي غزة والضفة الغربية، لافتين إلى أن أحد الطرق التي يمكن مساندة أهالي الضفة الغربية فيها هي إنعاش الوضع الاقتصادي عبر التسوق من مدن الضفة.
ويقول الناشط سامي ناشف من الطيبة للجرمق، "المطلوب منا كنشطاء في أراضي48 إعادة ترتيب صفوفنا كما يجب، صحيح أنه جرى اعتقال عشرات النشطاء في بداية الحرب ولكن الآن يجب علينا إعادة هيكلة أنفسنا وإعادة نشاطنا إلى الشارع، من غير المعقول أن تعاني غزة وحدها ونحن ننظر من بعيد".
ويضيف للجرمق، "مطلوب من الأحزاب أن تقوم بفعل حزبي واضح لتوعية جمهورنا، وأن يعمل كل حزب على حدة لتوعية جمهوره، ليكونوا أكثر تضامنا ومساندة لغزة".
ويردف، "انطلقت حملة لإسناد غزة قبل مدة ولكن لا أحد يعرف من أين خرجت وكيف، وكانت فيها مشاركة واسعة من قبل الجماهير وهذا شيء جيد ولكن يجب أن تقوم الأحزاب بهذه الحملات إلى جانب العمل السياسي فمعظم قيادات الأحزاب هم أعضاء كنيست ويجب أن يخرجوا عن صمتهم، فيكفي ما يحدث من حرب إبادة في غزة وقمع وإبادة بدأت في الضفة".
ويقول للجرمق، "بالنسبة لنا كنشطاء في أراضي48 أو كسياسيين، الضفة مفتوحة لنا، صحيح أنه يتم إغلاق بعض المدن من قبل الاحتلال عند اقتحامها ولكن يتم الانسحاب منها في اليوم التالي وبالتالي نستطيع الذهاب إلى المدن في الضفة والتسوق منها وإنعاش اقتصادها فنحن نعلم أن جزء كبير من الاقتصاد في الضفة قائم على دعم أهالي 48، ويجب ألا نتوقف عن دعم الأسواق في الضفة".
ويردف، "هذه الحرب الهمجية على غزة والاعتقالات والقمع في الضفة تدل على هستيريا تعيشها إسرائيل، وتدل على أنها بدأت تفقد السيطرة على الرغم من الدعم الذي يصلها إلا أنها لا تستطيع السيطرة سواء في الداخل أو الخارج".
ويضيف للجرمق، "جميع دول الجوار تعيش حالة من عدم الهدوء بعيدا عن الحكومات الرسمية التي لا نعوّل عليها، ولكن الشعوب المحيطة بنا قاطعت البضائع التي تدعم الاحتلال منذ بدء الحرب ويدعمون الشعب الفلسطيني بكل ما يملكون".
ويردف، "هناك تآكل داخلي إسرائيلي كبير، نتنياهو كان يحصل على 70% من المقاعد ولكن الآن إن وصل إلى 45% فهذا جيد بالنسبة له، وبالتالي هناك حرب أهلية قد تحدث في إسرائيل عند أول احتكاك".
ويختم، "نحن في الضفة والداخل علينا أن نصبر ولكن ليس بصيغة الاستسلام، الذي سببه القيادة السياسية سواء في البلديات أو الأحزاب".
ومن جهته، يقول الصحفي والناشط رشاد عُمري من حيفا، "العملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في جنين وطولكرم وطوباس وغيرها، مستعينة بقوات كبيرة من حرس الحدود والطائرات والجرافات، هذا فإن دل على شيء فيدل على حالة اليأس والإحباط التي يعيشها الاحتلال من رئيس حكومته إلى أصغر الوزراء تفكيرا وذكاء، بعد الفشل من تحقيق أي من أهداف الحرب على غزة، باستثناء هدف القتل من أجل القتل ولاشباع رغبات عرقية عنصرية".
ويضيف للجرمق، "لقد سبق حكومة إسرائيل اليوم ’اليمينية’ حكومة ما تسمى "حكومة الوحدة الوطنية الصهيونية" التي قادها "سيّد الأمن" آنذاك، الجنرال أريك شارون وشيمعون بيرس الذي كان بنظر بعض العرب يساريا، إذ اجتاحت قوات الاحتلال حينها جنين ومدن أخرى بالضفة الغربية في العام 2002, وارتكبت مجازر فظيعة وعلى وجه الخصوص ارتكبت مجزرة في جنين راح ضحيتها مئات الشهداء، واستعملت حكومة وحدة اليمين واليسار، الطائرات لقصف مخيم جنين وهدمت جزءا كبيرا منه، ولكن بالنهاية خرج شارون وبيرس من المخيم كل منّهم يذلذل جبروتهم، وبقي المخيم يقاوم لعدالة قضيته بالحرية والعودة".
ويردف، "لقد دفع أبناء شعبنا بالضفة الغربية ثمنا غاليا منذ السابع من أكتوبر سواء في القطاع أم بالضفة، ومع ذلك لم ولن يرحل شعبنا عن ارضه، مهما تمادى الاحتلال بجرائمه".
ويوضح للجرمق، "ما يحصل في غزة والضفة، كان يجب أن يحرّك الداخل الفلسطيني، ليس فقط لأننا جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، بل لأن صمتنا لا يستثنينا عن مخططات الحركة الصهيونية، التي تشمل هذه المخططات الكل الفلسطيني، بمن فيه الداخل والشتات".
ويستدرك، "للأسف ما حذّرنا منه بعد هبة الكرامة مباشرة، فبدلا من استثمار الهبة الشعبية، تخلّت الأحزاب ولجنة المتابعة عن معتقلي هبة الكرامة، تاركة الساحة والميدان لانتقام الأجهزة الأمنية والمحاكم الإسرائيلية من شبابنا، جنبا إلى جنب ضخّ الملايين من الدولارات لمشاريع الأسرلة ولاستبدال النضال الشعبي، بالصمت وبعض المسيرات المنسقة مع شرطة بن جفير، ولم يخلُ الأمر من زعبرات بالكنيست الإسرائيلي، لجمع "اللايكات" بالفيسبوك، في مخطط خبيث لفصلنا عن شعبنا، نرى نتائجه منذ العدوان على غزة، وخلال الـ326 يوما من الكارثة المستمرة في القطاع".