فلسطينيو48..هذه هي الفروقات بين أحداث هبة الكرامة 2021 وبين الحرب الحالية
يؤكد نشطاء س

يؤكد نشطاء سياسيون أن سياق الأحداث بين أحداث هبة الكرامة 2021 وبين أحداث الحرب الدائرة حاليا مختلف والاختلاف يعود لعدة أسباب منها الظروف السياسية للفلسطينيين والأحزاب في أراضي48، ولحالة الجماهير التي هبّت عام 2021 لنصرة الأقصى بينما مُنعت وفُرضت عليها حالة من الرعب والخوف خلال الحرب الحالية.
ويقول الناشط السياسي مراد حداد إن، "خلال أحداث هبة الكرامة أو هبة الشيخ جراح أو هبة الأقصى، كان هناك ظروف سياسية تختلف بشكل كامل عما يحدث الآن، فخلال تلك الفترة كان هناك ركود بالعمل السياسي فهناك من كان يريد الإنجرار لآلة التوصيات على مجرمي حرب، وكان هناك أيضا برنامج اندماجي مع إسرائيل، وكان هناك من يريد الذهاب لحكومة إسرائيل ويكون جزء منها كالحركة الإسلامية الجنوبية وكان مشروع الجبهة بالاندماج والتوصيات".
ويتابع للجرمق، "الحالة كانت باتجاه إسرائيل، وجاءت هبة الكرامة، حيث أعطت فرصة للجماهير لتقول إنها ترفض الاندماج بإسرائيل وترفض أن تكون جزءا من حكومات إسرائيل وهذا عبرت عنه الجماهير بعفوية وبوطنية صادقة دون فزلكات ودون أيدلوجيات ودون قراءة كتب، ودون تقسيمات بين إسلامي أو قومي وديموقراطي".
ويردف، "الجماهير حينها عبرت عن حالة عفوية أنها ترفض هذا الشيء وأنها تقف مع المسجد الأقصى والشيخ جراح واتسعت المظاهرات حينها دون دعم سياسي من الأحزاب السياسية ولجنة المتابعة بالتالي لم تكن الهبة منظمة".
ويقول، "إذا أردنا عمل مقارنة بين هبة القدس والأقصى عام 2000 حين كانت هبة منظمة وكانت الأحزاب هي التي تقود الشارع بينما عام 2021 الشاعر من من قاد والقيادات انقادت واضطرت لإعلان الاضراب العام في أيار 2021".
ويضيف، "هبة الكرامة عام 2021 حالة فريدة وبرأيي أنها تحتاج لعدة دراسات حتى نستطيع تحليل نفسية الإنسان الفلسطيني في ذلك الوقت، بعد ما راهنت عليه المخابرات الإسرائيلية أنها استطاعت نزع الروح الفلسطينية الوطنية منه بعد ما وضعت مشاريع الأسرلة كافة أمامه منذ عام 2000 حتى 2021 ، ثم جاءت هبة الكرامة لتقول أننا جزء من الشعب الفلسطيني".
ويردف للجرمق، "أما ما حدث عام 2023 أي طوفان الأقصى كان مفاجأة للجماهير وللسياسيين الوطنيين ولإسرائيل التي فرضت على الفور بعد نشر أول منشور فيه ’لا إله إلا الله’ حالة من الرعب حيث جرى اعتقال كاتب المنشور وتمت ملاحقة النشطاء السياسيين وهناك أشخاص اعتقلوا لأشهر طويلة كالناشط محمد طاهر جبارين من أم الفحم والمحامي أحمد خليفة اللذين لا يزالا في الحبس المنزلي بعدما قاما بتنظيم تظاهرة في أم الفحم".
ويقول، "في بداية الحرب جميع التحركات قُمعت بشكل عنيف جدا ولكن نحن لدينا خصوصية، فنحن موجودون بين أسنان المؤسسة الإسرائيلية، ويستطيعون قمعنا وترهيبنا أكثر من أي جزء آخر من أبناء الشعب الفلسطيني، ففي بداية الحرب تم ترهيب الناس وإخفاتهم، كما أن الأحزاب السياسية صُدمت من هول الحدث، فطوفان الأقصى كان أكبر بكثير مما يستوعبه العقل، وجميع الأجسام السياسية لم تستوعبه في البداية، فالحدث كان مفاجئا للعالم فكيف بأهالي 48 الذين يعيشون بين الإسرائيليين ويناضلون للحفاظ على هويتهم الوطنية ولكن تربطهم في ذات الوقت علاقة مواطنة مع هذه ’الدولة’".
ويتابع للجرمق، "إلى جانب الصدمة، كان هناك شعور بالرعب والخوف على المنجزات الفردية لكل شخص، فمن يعمل بالقطاع العام والخاص شعر بالخوف على عمله ووظيفته، والمجتمع الإسرائيلي في بداية الحرب كان بحالة من الهستيريا فهذه المرة الأولى التي يُتقل فيها 1500 إسرائيلي، فبالتالي أصيب الإسرائيليون بجنون البقر بسبب هذا الأمر".
ويردف، "كل فلسطيني كان يعلم أنه معرّض للاعتقال في بداية الحرب، ولكن بعد مدة لم يعد هناك مبرر للصمت، فالأحزاب العربية كان عليها بعد شهر أو شهرين استيعاب الصدمة وتنظيم نفسها، وأعتقد أن الأحزاب العربية ولجنة المتابعة تخلفت عن دورها بقيادة الشارع، والشيء الوحيد الذي يجب أن نتأكد منه كنشطاء أن النفس الوطني موجود حتى الآن بين الناس، ففي الفترة الأخيرة عندما أتيح للجماهير أن تعبر عن موقفها من غزة، عن طريق التبرعات، رأينا مناظر تقشعر لها الأبدان، وهذه ستكون لحظة فارقة أن الطفل والشيخ والمرأة هبوا لتقديم المساعدات لأهالي غزة فالقضية ليست قضية جمع أموال أو مساعدات وإنما هي قضية إسناد لجزء من الشعب الفلسطيني لرفع الظلم عنه، وهناك عائلات دفعت وقدّمت لإغاثة غزة وهذا دليل على أن الشعب لا يزال متمسكا بهويته الوطنية".
وحول الترهيب والاعتقالات بداية الحرب يقول حداد للجرمق، "لدينا 266 حالة اعتقال ودعوى تحقيق منذ بداية الحرب، ولا يُنشر عن جميع الاعتقالات أو التحقيقات، فقط النشطاء السياسيين من يتحدثون عنها، فهناك حالة رعب فرضت علينا، كما أن الجماهير رأت أنه لا ظهر سياسي تستند عليه وتعلموا من هبة 2021 ورأوا كيف تُرك المعتقلين على خلفية أحداث هبة الكرامة ولم يجدوا من يساندهم سواء لجنة المتابعة أو الأحزاب أو غيرها ماديا أو معنويا".
ويقول للجرمق، "لذلك كان على الأحزاب في بداية الحرب أن تقوي الشارع وتقوده وكان يجب أن تضع خطة فهذه ليست مهمة النشطاء السياسيين، فجميعنا نعترف بشرعية لجنة المتابعة والأحزاب الوطنية ولكن المرجعية الوطنية هذه المرة تخلفت عن دورها".
ويردف، "منذ مدة أدعو لتشكيل مرجعية وطنية جديدة من محزبين ومثقفين ولكن ليس كالمرجعية بشكلها الحالي المهترئ في لجنة المتابعة".