هل تنجح الجهود السياسية من دول العالم بثني إيران ولبنان عن الرد على الاغتيالات في طهران وبيروت؟
الجهود السياسية

قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إن، بكين تدعم طهران في الدفاع عن سيادتها وأمنها وكرامتها الوطنية، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري، حيث أكد وانغ يي إدانة بلاده لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
للمزيد من أخبار الترجمة العبرية تابعوا قناتنا على تليجرام "الجرمق الإخباري/ترجمات عبرية"
وتأتي هذه التصريحات في ظل مواصلة دول أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية جهودها للضغط على إيران و حزب الله في لبنان لمنعهم من الرد على "إسرائيل" أو لتقليص الرد قدر الإمكان.
وقال وانغ يي إن الضربة انتهكت سيادة إيران وهددت الاستقرار الإقليمي.
وأضاف بحسب البيان، "الصين تدعم إيران في الدفاع عن سيادتها وأمنها وكرامتها الوطنية وفقا للقانون، وفي جهودها الرامية للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، وهي مستعدة للحفاظ على تواصل وثيق مع إيران".
دلالات تصريحات الخارجية الصينية؟
ويقول المحلل السياسي صالح لطفي إن، "منطقة الشرق الأوسط عمومًا منطقة حساسة بالنسبة للعالم القائم اليوم، وذلك في المحورين الكبيرين، وهما محور واشنطن لندن باريس مقابل محور موسكو بكين، وواضح أنه منذ أقل من 20 عاما هناك صعود مراكم لمحور موسكو بكين ويشكل واقع جغرافي سياسي قومي جديد، ومنطقة الشرق الأوسط جزء لا يتجزأ من هذه المدافعات القائمة بين القوتين أو الحضارتين القائمتين".
ويتابع للجرمق، "إيران حسمت موقفها منذ زمن بعيد أنها مع محور موسكو بكين وبالتالي التصريح الصادر من وزير الخارجية الصيني أمس والذي سبقه تصريحات صدرت عن موسكو وعن كبار الموظفين في الخارجية الصينية كلها تشير إلى قضيتين أساسيتين، أن هذا المحور يريد أن يكون له دور في مرحلة ما بعد غزة على اعتبار أن ما حدث هو فلقة في السياسة الكونية ليست تأثيراتها على الشعب الفلسطيني فقط وإنما على المنطقة عموما وعلى العالم وهذا ما يريد أن يمنعه المحور الغربي لإبقاء سيطرته على المنطقة الغربية وإبقاء إسرائيل كرأس الحربة في هذه المنظومة التي سقطت بشكل غير مسبوق ومفاجئ للعالم أجمع على أرض غزة".
ويضيف، "السياسة الغربية المحمومة التي جسرها بعض الدول العربية والتي تحاول منع إيران أو حزب الله من ضرب العمق الإسرائيلي، لا بد له من ثمن، والغرب يريد أن يكون الثمن متحمل بالنسبة إسرائيل ويتقبله الغرب وهذا ما لا تريده إيران وحزب الله أو المقاومة الإسلامية في العراق أو المقاومة في فلسطين ولا المنظومة التي تقف ما وراء موسكو بكين".
ويقول للجرمق، "نحن أمام تدافع سياسي من المهم جدا أن نلتفت إلى جزئياته الصغيرة التي تذوب في القضايا الكبرى كهذا التصريح الصيني الصادر أمس ويشير بشكل لافت إلى أنه إذا قامت إيران "بحرب" على إسرائيل ستكون الصين ممن سيدافعون عنها وهذه رسالة إلى محور واشنطن لندن باريس وللرئيس بايدن، وباعتقادي أنه في الأيام القادمة ستتكشف حقائق دولية تفضي إلى واقع جديد سيصب بشكل أو آخر بمصلحة غزة والفلسطينيين".
هل تنجح الجهود في منع حدوث رد؟
ومن جهته، يقول الباحث والكاتب أنطوان شلحت للجرمق، "الانذارات ترهن مطالبة إيران بعدم الرد على إسرائيل بموضوع صفقة التبادل، فالدول الأوروبية تحذر إيران بالأساس ألا ترد على عملية اغتيال إسماعيل هنية خوفا من أن الرد قد يعطل التوصل لصفقة تبادل لذلك أعتقد أن التحرك جاء على خلفية ربما تقدير لدى هذه الدول العظمى أن هناك صفقة تبادل في الأفق يمكن أن تؤدي لإنهاء حرب الابادة على قطاع غزة، وليس أبعد من ذلك، بخلاف الولايات المتحدة التي تقول لإيران إنه ليس من حقها الرد على إسرائيل وتعلن أنها تقف لجانب إسرائيل في حال تعرضها بحسب ما تصفه الولايات المتحدة اعتداء من جانب طهران".
ويتابع، "موقف الدول الأوروبية مختلف بعض الشيء وهذا لا يعني أن موقفهم مناهض لإسرائيل وإنما مختلف بعض الشيء عن موقف الولايات المتحدة بحسب ما أقرأ بين السطور، وباعتقادي أن إيران تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار أن ردها قد لا يؤدي لوقف الحرب على غزة في حال كان هناك إمكانية لوقف الحرب لأنه منذ البداية إيران أعلنت وحزب الله أعلن أنهم يعتبرون أنفسهم بمثابة جبهات إسناد للمقاومة في غزة وستظل تخوض حروب استنزاف ضد إسرائيل طالما استمرت الحرب على قطاع غزة وفي اللحظة التي تتوقف فيها الحرب ستتوقف جبهات الإسناد من خوض حرب الاستنزاف".
ويقول للجرمق، "الآن كل الجهود تبذل للوصول لصفقة تبادل ووقف إطلاق نار ما يؤدي لوقف الحرب على غزة في حال حدوث ذلك سيتم وقف كل الحروب في كل الجبهات الأخرى، أما مسألة الرد وعدم الرد هذه متعلقة بالطرف الذي يقرأها بالتأكيد إيران لديها نية للرد لأن سيادتها انتهكت، وحزب الله كذلك لديه نية للرد لأنه جرى الاعتداء على مقراته".
ويردف، "لكن بالتأكيد هناك حسابات عند الجهات التي تنوي أن ترد ألا تصل الأمور لتصعيد يمكن أن يؤدي لمفاقمة الحرب الإسرائيلية على غزة، لأن كل ما تقوم به هذه الجبهات من عمليات مقاومة هدفها الحول دون استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة".
ويتابع شلحت للجرمق، "الجهود التي تبذل الآن، بعيدا عن جهود الولايات المتحدة تبذل من أجل تقليص الرد، ولم نرّ في بيان الدول الأوروبية طلبا لإيران أنه امتنعي عن الرد هم يتمنون ذلك ولكن الجملة المهمة التي قالوها في البيان أنهم يطالبون إيران بالامتناع عن الرد بالشكل الذي يعرقل اتفاق بين إسرائيل وحماس هذا روح البيان الصادر".
وفي السياق، يقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي، "إيران منذ اليوم الأول أعلنت أن الاغتيال اعتداء على سيادتها وطلبت من الولايات المتحدة الأمريكية أن تصدر بيانا بذلك ولم يحدث، وهاجمت (إيران) الاتحاد الأوروبي واتهمت أمريكا بالتواطئ المطلق في الجريمة التي تم فيها اغتيال اسماعيل هنية وبناء على التصريحات الايرانية والتي كان آخرها تصريح صدر عن المنظومة الايرانية الذي يقول إن إيران ستدافع عن سيادتها وفي الوقت ذاته ستعمل أن يكون الرد مناسبا يحفظ ماء وجه إيران".
ويتابع، "بالتالي باعتقادي هناك صفقة تدور الآن ومقوماتها على النحو التالي، وقف الحرب على قطاع غزة وقفا مطلقا وشاملا وفقا للشروط التي وضعتها المقاومة دون أي عائق وخروج الجيش الإسرائيلي بشكل مطلق من غزة والإعمار وإحالة مجرمي الحرب إلى لاهاي الدولية وهذه باعتقادي الشروط التي تسربت بشكل أو بآخر عبر الفضائيات التي لها صلة بالمحور الإيراني".
ويردف، "بالمقابل إسرائيل أدركت أنها وقعت بورطة كبيرة عندما قتلت هنية وشكر واعتقدت بشكل أو آخر أنها ستفلت من العقاب بحكم أن خلفها قوة الولايات المتحدة الأمريكية ودول التطبيع العربي والمحور القائم على ذلك لكن ما حصل على أرض الواقع مختلف".
ويردف، "التجرية تفيد أن إيران قصفت إسرائيل في أبريل الماضي وحزب الله يوسع بشكل مستمر وتدريجي المسافة الجغرافية لقصفه حيث وصلت أول أمس إلى شواطئ طبريا وهضبة الجولان وهذا معناه أن الجليل الأعلى إذا تمت مواصلة قصفه سيتم تفريغه أيضا وهذا سيشكل انتكاسة كبيرة لإسرائيل".
ويوضح، "إيران تريد أن تحقق إنجازا سياسيا يرفع من مقامها في العالمين العربي والإسلامي وإيران وحزب الله بالنسبة للفلسطينيين والشعوب المستضعفة في العالم العربي والإسلامي الوحيدان هم الجهات الوحيدة التي وقفت مع قطاع غزة وبالتالي أي إنجاز ستحققه إيران أو حزب الله يصب في صالح أهالي القطاع سيكون بالنسبة لها الراية الخضراء أمام العالم أجمع في تحقيق الحق لهذا الشعب المستضعف".
هل ما ينطبق على إيران ينطبق على حزب الله في الرد؟
ويقول صالح لطفي للجرمق، "لا شك هناك تنسيق مطلق بين الأطراف جميعها، لكن إيران دولة ذات سيادة وتعمل وفق المنظومة الدولية وللمواثيق والاتفاقيات والمنظومة السياسية الفاعلة في العالم، بالمقابل حزب الله والحوثيون جيش قائم بذاته، وحزب الله أعلن بشكل واضح والحوثيين أن ردودهم ستكون بناء على الحدث ، أي بناء على ما حدث في الحديدة وبناء على ارتقاء شكر وباعتقادي الضربات التي سيتلقاها الاحتلال من هذين الجيشين ممكن أن يتحملها الجيش والمجتمع الإسرائيلي بناء على توصيات وضغوطات من أطراف مختلفة بما فيها إيران".
وبدوره، يقول الباحث أنطوان شلحت، "الأطراف الثلاثة أي إيران والحوثي وحزب الله مرتبطون ومنفصلون، بالتاكيد هناك تنسيق بينهم هذا ليس سرا وإذا كان سرا فهو سر مفضوح وأظن أن الصورة غير واضحة هل سيكون الرد ثنائي أو كل طرف سيرد من جهته، الشيء المؤكد أن هناك نية للرد كيف سيكون الرد لا نعرف".
ويتابع شلحت للجرمق، "التأخير في الرد جزء من الرد، وإيجاد أجواء نفسية لحروب اليوم هي ليست حروب قوة وذخيرة وإنما جزء منها حرب نفسية وهذا يُدخل إسرائيل والولايات المتحدة في رعب وحالة لهاث من أجل الدفاع عن إسرائيل وإرسال غواصات ومدمرات وحاملات طائرات وهذا جزء من الرد أيضا، حزب الله لا يخفي ذلك والتأخير جزء من محاولة التأثير نفسيا على إسرائيل ومجتمعها".
للمزيد من الأخبار تابعوا قناتنا على تليجرام "الجرمق الإخباري"