صافرات الإنذار تدوي في غلاف غزة بعد 269 يومًا..فهل ادعاءات "إسرائيل" بنجاحها في تدمير قدرات المقاومة حقيقية؟


  • الاثنين 1 يوليو ,2024
صافرات الإنذار تدوي في غلاف غزة بعد 269 يومًا..فهل ادعاءات "إسرائيل" بنجاحها في تدمير قدرات المقاومة حقيقية؟
غزة

دوّت صافرات الإنذار في غلاف غزة بعد 269 يومًا من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان قوات جيش الاحتلال عن انتهاء عملياتها العسكرية البرية التي تشنها منذ نحو شهرين على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، والانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب على القطاع.

ويُشير محللون سياسيون إلى أن انطلاق نحو 20 صاروخًا من قطاع غزة باتجاه غلاف غزة يدل على أن "إسرائيل" حتى الآن فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة وهي القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة.

ويقول المحلل السياسي والكاتب جمال زحالقة للجرمق إن، "إسرائيل تتحدث عن حرب لسنوات طويلة، وهذا ما قاله نتنياهو وغانتس وأيزنكوت وقيادات الجيش عمومًا، فهم لا يتحدثون عن حرب ستنتهي خلال أسابيع وإنما يتحدثون عن مرحلة مكثفة من الحرب ستنتهي خلال أسابيع ولكن هم يعلمون تماما أنهم إن فشلوا في القضاء على المقاومة الفلسطينية ولم يستطيعوا تفكيك قدرات المقاومة كما قالوا، فإن هذا سيدفعهم للمزيد، وهناك البعض من يعتقدون أن إسرائيل إذا فشلت ستوقف الحرب وهذا سيقلل من الدمار والفظائع في غزة ولكن على العكس، كلما فشلت إسرائيل، كلما استمرت بالحرب لتحقيق الهدف الذي لم تستطع تحقيقه ولذلك أعتقد أن الحرب ستكون طويلة وسيكون فيها مراحل مكثفة وأخرى أقل كثافة".

ويتابع للجرمق، "الصواريخ التي أطلقت خير دليل على أن إسرائيل فشلت في مهمتها ولم تحقق هدفها إلى الآن، ولكن هل الفشل قد يُنهي الحرب أو يقلل الفظائع؟ على العكس تماما فإسرائيل ربما تعوض فشلها بقتل المزيد من المدنيين والشيوخ والأطفال وقد تستمر بالتدمير".

ويقول للجرمق، "هذا الوضع سيستمر إذا لم تتوقف إسرائيل، فنحن نتحدث عن الوضع القائم حاليًا في هذا الزمن العربي الرديء وفي ظل حالة الانقسام الفلسطينية المستمرة ورداء الحالة العربية، وطالما لا يوجد فعل عربي يمنع المجازر فالحرب ستستمر،  ولكن إن كان هناك تحرك عربي إسلامي ربما ستتغير الأمور".

ويضيف للجرمق، "نتنياهو بالنسبة له طالما لم يكن هناك ما يقنع الشارع الإسرائيلي بأنه حقق إنجازا عظيمًا يؤهله للعودة إلى كرسي رئيس الحكومة فسيبقى وسيستمر في ذلك، وبالنسبة له كلمة الانتصار لها استعمال سياسي للأداء العسكري العيني بمعنى أنه يقول نحن نريد النصر المطلق وهذا يتطلب حربا طويلة ووقتا طويلا وهذا يعني إبقاء العمليات العسكرية ما دام هو على كرسي الحكم".

ويوضح للجرمق، أن، "الإسرائيليين ابتعدوا عن 7 من أكتوبر ويلتصق في أذهانهم ما يرونه الآن وليس 7 من أكتوبر، ونتنياهو يريد أن يوازن الصورة بمعنى أن إسرائيل تلقت ضربةفي 7 من أكتوبر ونحن وجهنا ضربة موجعة، وهذه سياسة نتنياهو فهو له أهداف شخصية ولكن المؤسسة بالمجمل تريد أن تستمر الحرب حتى تتحقق أهداف الحرب المعلنة وهي تقويض القدرات العسكرية لحركة حماس".

ويتابع للجرمق، "لا أعتقد أن إسرائيل ستوقف الحرب قبل أن تحقق ذلك إلا إذا اضطرت ولكن إذا تُرك الحبل لإسرائيل على غاربه فستستمر بالحرب بلا توقف".

ويردف زحالقة للجرمق أن، "الحكومة الإسرائيلية تحظى بأغلبية في الكنيست الإسرائيلي وهناك 64 عضو كنيست ولا أحد منهم يريد وقف الحرب، فهناك إجماع على مواصلتها ومن يعارض، ويقول إنه يريد صفقة ووقف للحرب، فهو لا يقصد وقف دائم للحرب وإنما هؤلاء يريدون استئناف العمليات العسكرية بعد الصفقة".

ويقول للجرمق، "الحرب ستستمر لسنوات وأنا لا أرى من سيوقف نتنياهو وإذا لم يكن هناك ضغط جدي عليه لن يوقف القتل والمجازر، ولكن باعتقادي أن العرب قادرون على تفعيل الضغط على نتنياهو ولكنهم لا يريدون".

وبدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، "كان من غير المتوقع والمفاجئ نوعا إطلاق هذا الكم من الصواريخ كما كتبته الصحف  العبرية اليوم، والشيء الأساسي أن الجيش وفقًا لتقديراته يحتاج لعامين إضافيين ليقضي على قدرات حماس، ولكن ما يقوله الجيش الآن هو أنه سيطر عملياتيا على قطاع غزة أي أنه احتلها كما احتل الضفة الغربية ولكن بظروف أصعب على الجيش الإسرائيلي".

ويتابع مخول للجرمق، "هناك عمليات ستبقى ولكن هذا لا يعني الإبقاء على قوات كبيرة من الجيش وإنما قوات محدودة حيث سيتم نقل القوات للجبهة الشمالية وفقًا للتحليل العسكري".

ويردف للجرمق، "الوضع بالنسبة للجيش الإسرائيلي ربما يتوقعون فيه مثل هذه العمليات وسقوط صواريخ ولكن الشيء الأساسي أنه الجيش احتل غزة، وبالمقابل الرسالة التي وجهها الجيش للحكومة هي أن كل إنجازات الجيش تكتيكيًا تصبح عبثًا استراتيجيًا إذا لم يتم حكومياً التعامل مع الإنجازات ولم يتم التوصل لقرار ماذا تريد إسرائيل من غزة، فكل يوم هناك مقترح جديد، هناك من يريد تقسيمها 24 جزءًا وهناك من يريد أن يقسمها شمالا وجنوبا وهناك من يريد أن يستوطنها لذلك لا يوجد في إسرائيل قرار واضح ماذا يريدون من غزة".

ويتابع للجرمق، "الواضح أن الجيش والحكومة يريدون الاستمرار بالتواجد في غزة واستمرار الحرب بكل ما أمكنهم من قوة ولذلك لم تكن هناك مفاجأ ة بإطلاق الصواريخ استراتيجيًا ولكنها تؤكد الورطة الإسرائيلية في غزة التي لا زالت تدور حول نفسها وتتعمق وهذا الشيء يواجهه الجيش في العمليات".

ويردف للجرمق، "حماس لم تعد كما كانت من حيث القدرات حيث استنزفت قدراتها كما استنزفت قدرات الجيش التي تم تعويضها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لاحقًا، وهذه طبيعة حرب الاستنزاف التي قد تستنزف كل إنجاز إسرائيلي من وجهة نظر الجيش".

ويتحدث مخول عن حديث نتنياهو الدائم عن الانتصار في غزة قائلًا، "نتنياهو تحدث عن انتصار على بعد خطوة ثم تراجع عن هذا الخطاب عندما أدرك أن الانتصار كان سرابا وليس كما أراد".

ويتابع، "بالمقابل يتحدثون عن انتصار على الجبهة الشمالية وهذه طبيعة الخطابات الموجودة لأنه لا يوجد مخرج حقيقي لإسرائيل من الوضع الراهن خاصة أنها تريد الحل العسكري ولكن لن تحقق به أي شيء إيجابي من وجهة نظرها ولن تحقق أي تحول استراتيجي في المنطقة بل على العكس، أصبحت إسرائيل مأزومة أكثر في المنطقة عما كانت عليه من قبل".

ويقول مخول عن تهديدات بن غفير بتفكيك الحكومة، "تهديدات بن غفير تشبه تهديدات الانتصار التي تحدث عنها نتنياهو ولكن هذه التهديدات لن تفكك الحكومة لأنه لا يوجد بديل لبن غفير وهذه التهديد هي نوع من تقاسم الأدوار مع نتنياهو وهذا بات مفضوحا حتى بالمفهوم الإسرائيلي لذلك لم يعد له أثر يشغل الرأي العام تماما وبالتالي لن تأتي هذه التهديدات بنتيجة.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر