شاب من حيفا يروي تفاصيل تعذيبه وأسره لـ 8 أشهر في السجون الإسرائيلية خلال الحرب
حيفا

"كسروا يدي، واضطررت لخياطة ملابس من ملابس أسرى نقلوا إلى سجن آخر".. هكذا بدأ الشاب يوسف بشكار من مدينة حيفا حديثه عن فترة اعتقاله التي دامت 8 أشهر.
فترة التحقيق..
ويضيف بشكار في حديثٍ خاص مع الجرمق، "عندما بدأت الأحداث في الـ 7 من أكتوبر، جاء أفراد من الشرطة الإسرائيلية إلى المنزل ليبحثوا عني، وعادوا في اليوم الثاني والثالث من الحرب، وبتاريخ 10/10/2023 سلمت نفسي".
ويتابع، "أنا أضع منشورات عادية على فيسبوك، ولم يسبق أن وضعت أي منشور قد يتم اعتقالي بسببه، فقبل أن أسلم نفسي اعتقدت أن الأمر سينتهي بعد التحقيق وأنه لن يكون هناك اعتقال".
ويردف، "بعد أن سلمت نفسي، تفاجأت من الطريقة التي تحدث بها المحققون معي، وقابلوني بالضرب، تم التحقيق معي لمدة 4 ساعات".
ويقول: "بعد التحقيق سألني أحد المحققين إذا كنت أريد أن أتصل بمحامي، فقلت له إنني لا أحتاج محامي لأنني سأخرج بعد التحقيق، فقال لي لا اتصل بمحامي لأنك ستمكث هنا لمدة طويلة".
ويضيف، "واجهت المحقق، وقلت له إنني رأيت منشورات ليهود يحرضون ضد أهل غزة، لكن لم يتم اعتقالهم أو التحقيق معهم، لماذا إذا قام عربي بنشر آية قرآنية أو دعاء تطلقون علينا لقب محرضين، فقال لي بعد 10 أعوام عندما يصبح لديك أطفال يجب أن تعرف كيف تربيهم على حب إسرائيل".
ويردف بشكار، "حقق معي 10 محققين بينهم 9 قاموا بضربي، وصلت إلى مجيدو قاموا بضربي قبل أن أدخل على القسم، أعادوني إلى قسم الاستقبال بعد صلاة المغرب 12 سجان كلبشوني، اقتادوني لمنطقة بين القسم والزنازين هناك لا يوجد كاميرات، هاجموني جميعهم وقاموا بضربي، كسروا يدي، تشوه وجهي، حتى اليوم لا أرى بعيني بشكل جيد، دخلت بتعب وأزمة نفسية".
فترة الأسر..
ويقول بشكار لـ الجرمق: "كمية الأكل التي كانوا يدخلونها لنا قليلة، أصبح الاسرى يرفضون الطعام كنوع من الاحتجاج، قال أحد الأسرى: لدينا كرامة ولا نريد أن نستلم الطعام، لهذه الكلمة أتوا إليه بقوة مخيفة وقاموا بوضعه في العزل".
ويردف، "جاء إليه معالج نفسي أثناء تواجده في العزل، وسأله لماذا فقدت وزنك؟، كان الطعام يكفي لـ 6 أشخاص فقط، وكان 14 أسير يأكلونه".
عيد الفطر..
ويتابع، "يوم عيد الفطر، كنت أشعر أن شيء ما سيحدث، وبالفعل، دخلت إلينا قوة بشكل مفاجئ، وقاموا بضربنا، بقيت بعد ذلك أكثر من أسبوع وأنا لا أستطيع النوم من الأوجاع".
هذا ما فعله في الأيام الباردة..
ويقول بشكار لـ الجرمق: "هناك ملابس بقيت لأسرى قاموا بنقلهم إلى سجن آخر، قمت بجمعها وأصبحت أخيط منها أكمامًا لملابسنا في الأسر، ولاحقًا قمت بخياطة 60 بلوزة للأسرى".
ويختم بالقول: "مررنا في الأسر بظروف سيئة جدًا، والحمدلله أنني خرجت وأنا الآن مع عائلتي في بيتي، مهما حاولت أن أصف الـ 8 شهور لن أستطيع، مرت كأنها 8 أعوام".