نتنياهو يُصرّح: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس..فهل اقترب دخول جيش الاحتلال إلى رفح؟


  • الاثنين 22 أبريل ,2024
نتنياهو يُصرّح: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس..فهل اقترب دخول جيش الاحتلال إلى رفح؟
توضيحية

يتوقع محللون سياسيون إلى أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول زيادة الضغط العسكري والسياسي على حركة حماس هي تصريحات ملزمة وتشير إلى اقتراب الاجتياح البري لرفح.

وأمس الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، "في الأيام المقبلة سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحرير رهائننا وتحقيق انتصارنا".

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أنطوان شلحت للجرمق، "التصريحات بالإمكان اعتبارها مؤشرات قوية حول الاجتياح، لأن اجتياح رفح بريا كان ولا يزال مسألة وقت لا أكثر، وإسرائيل مصرّة عليها والولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض دخول رفح ولكن تضع شروط على الاجتياح بأن يتم نقل النازحين الفلسطينيين إلى مكان آخر آمن حتى لا تقع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين بحسب ادعاءات الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أيضًا أن تطّلع على خطط إسرائيل للاجتياح حتى تتأكد بألا يتم قتل المدنيين بشكل كبير".

ويتابع شلحت للجرمق، "على ما يبدو أن مسألة اجتياح رفح مسألة وقت لأن هناك وسائل إعلام أجنبية تحدثت أنه مقابل اكتفاء إسرائيل برد محدود على أول هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، ونزولا عند رغبة الولايات المتحدة الأمريكية التي سمحت لإسرائيل باجتياح رفح عندما تكون متأكدة أن الاجتياح قابل للتطبيق".

ويضيف، "إسرائيل تحتاج أن تجتاح رفح لأن من يراقب السردية الإسرائيلية يلاحظ أن الحديث عن تحقيق انتصار بالحرب على غزة مرهون بوصول الجيش إلى رفح وهناك قناعة أن الجيش يجب أن يغزو رفح بريا وبدون ذلك لن يتم تحقيق الانتصار بحسب التصور الإسرائيلي، حيث أصبح هناك إجماع لدى المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية على ضرورة اجتياح رفح".

ويردف، "نستطيع أن نعتبر أن التصريحات الصادرة عن نتنياهو مؤشر، وأيضا هناك تصريحات وتلميحات تصدر عن سياسيين غير نتنياهو كالوزير غانتس الذي يروج لنفسه أنه مختلف عن نتنياهو برأيه حو وقائع الحرب وسيرها، ولكنه في ذات الوقت يؤيداجتياح رفح ويؤيد الضغط العسكري والسياسي على حركة حماس".

ويقول شلحت للجرمق، "يبقى السؤال حول الجدول الزمني لاجتياح رفح، وهذا سؤال من الصعب توقعه أو الإجابة عليه الآن، ولكن التصريحات الإسرائيلية تشير إلى أن هذه الورقة الأخيرة التي تستخدمها إسرائيل لإطلاق سراح الرهائن وتحقيق الانتصار".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "إسرائيل وحكومة نتنياهو لم تتخلى عن اجتياح رفح ولكن منذ أكثر من شهرين يهدد رئيس الحكومة بالاجتياح ولكنه لم يفعل ذلك رغم وجود الإمكانيات العسكرية بحسب تصريحات قادة جيش الاحتلال ولكن عمليا نتنياهو متردد باجتياح رفح بريا حتى الآن، ولكن ما الذي دعاه إلى إصدار تصريح حول زيادة الضغط العسكري والسياسي؟".

ويتابع للجرمق، "نتنياهو أُجبر بالأمس على عقد اجتماع لكابينت الحرب بضغط من أيزنكوت وغانتس فالمجلس لم يتطرق لقضية رفح منذ نحو أسبوعين ونتنياهو عقد الاجتماع ثم حوله إلى اجتماع لنقل تهديدات لبعض الوزراء بأن هناك من يقوم بتسريب المعلومات من الاجتماعات لأهداف سياسية ويقصد هنا وزير الجيش غالانت لأنه هوجم من قبل مقربين من نتنياهو مؤخرًا، ولذلك قال نتنياهو إن من لا يعجبه كيفية إدارة الحرب والقرارات السياسية بإمكانه أن يترك كابينت الحرب فورًا وهذه رسالة واضحة إلى كل من يعارض نتنياهو في تقديراته".

ويقول للجرمق، "نتنياهو الآن في ورطة لأنه من ناحية هو متهم بإعاقة التوصل لصفقة تبادل ومن ناحية أخرى لم يحقق أهداف حربه على قطاع غزة التي تتمثل بإنهاء حماس عسكريًا ومدنيًا، ولم يفلح بذلك منذ 6 أشهر، ولم يستطع إطلاق سراح أي محتجز بعملية عسكرية ولذلك فشل في تحقيق أهداف الحرب وهو يحاول أن يقول من خلال تهديداته باجتياح رفح أن الهدف هو إطلاق سراح المحتجزين ولذلك نتنياهو يعيش حالة من التخبط دفعته لإصدار هذا التصريح".

ويتابع عباس للجرمق،" الشيء المثير في تصريح نتنياهو أنه تحدث عن ضغط عسكري وسياسي أيضًا على قادة حركة حماس، ونحن نفهم ما يعنيه الضغط العسكري ولكن ما هو الضغط السياسي الذي قصده نتنياهو وكيف سيضغط سياسيًا على حماس"، وهل لذلك علاقة بطلب قطر من قادة حماس مغادرة أراضيها، فبحسب تقارير عربية طلبت قطر من قادة حماس اللجوء لدولة أخرى كتركيا لأنها لا تستطيع حمايتهم من الإسرائيليين".

ويتابع، "هناك تحريض مستمر على قطر من قبل القيادة السياسية الإسرائيلية ومن قبل الخبراء الاستراتيجيين وحتى من قبل عائلات المحتجزين فعلى الرغم من مساعي قطر الكبير للتوصل لصفقة لكن التحريض الإسرائيلي على القيادة القطرية غير مسبوق وهناك من طالب الموساد أن يتحرك في قطر ويقوم بتفجير أماكن داخلها".

ويضيف للجرمق، "هناك تخبط إسرائيلي بكل ما يتعلق بقضية الصفقة وهذا التخبط جدي، فهم لا يعرفون كيف سيتصرفون وكيف سيتابعون الاقتراحات الجديدة لإتمام الصفقة ولكن الشيء المثير أن نتنياهو يتحدث للمرة الأولى عن ضغط سياسي على حماس ولا نعلم كيف سيتم ذلك".

الموقف الأمريكي واجتياح رفح

ويشير الكاتب والمحلل السياسي أنطوان شلحت إلى أن، "إسرائيل تستجيب للضغوط الأمريكية بشأن اجتياح رفح، فعلى الرغم من أن نتنياهو يخرج بتصريحات عبر الإعلام بأنه سينفذ ما يراه مناسبًا ومهم لمصلحة إسرائيل، وأن القرارات الإسرائيلية لا يتدخل فيها طرف خارجي إلا أنه في المقابل يستجيب للضغوط الأمريكية فهذه التصريحات هي للاستهلاك الإعلامي فقط، لأن إسرائيل لا تملك أي وسيلة لعدم تنفيذ الإملاءات الأمريكية وهذا ما يقوله أيضا محللين إسرائيليين، فإسرائيل أثبتت أن في هذه الحرب أنها تابع للولايات المتحدة الأمريكية والبعض قال إنها محمية أمريكية".

ويتابع للجرمق، "إسرائيل ستستجيب للضغوط الأمريكية بما يتعلق في رفح واجتياحها ولو كانت إسرائيل قادرة على عدم الاستجابة لهذه الضغوط لما ترددت بالقيام بالاجتياح حتى الآن، ولكن تأجيل الدخول البري لرفح مؤشر على أن إسرائيل تلتزم وتستجيب للضغوط الأمريكية".

ويشير شلحت إلى أن، "الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لا يتعلق بالحرب وإنما بسير الحرب، فإسرائيل حتى الآن لم تتجاوب مع الطلب الأمريكية باعتماد خطة لليوم التالي للحرب، رغم أن الولايات المتحدة لديها تصور حول هذا الأمر ولكن إسرائيل غير متجاوبة مع المطلب الأمريكي الذي يطالب بأن يكون هناك مسار سياسي يفضي إلى إنشاء سلطة جديدة في قطاع غزة لا تشكل حماس فيها أي خطر أمني على إسرائيل وأن يكون هناك عملية سياسية تفضي لحل الدولتين، فإسرائيل بغض النظر عن قابلية هذا الحل للتطبيق إلا أنها ترفضه حتى الآن ولهذا يوجد خلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة، ولكن على مستوى الحرب بالأخيرة ترى حتى الآن أن هذه الحرب عادلة ودفاع عن النفس".

وبدوره، يقول المحلل السياسي فايز عباس، إن، "الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض دخول رفح وإنما طلبت من إسرائيل خطة لإخلاء المدنيين منها، فهناك أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في رفح والولايات المتحدة طلبت من إسرائيل خطة واضحة لإخلاء المدنيين ولكن إسرائيل لا تستطيع أن تفعل ذلك".

ويقول للجرمق، "يتحدثون في إسرائيل عن شراء 40 ألف خيمة لنصبها لإخلاء رفح من المدنيين ولكن نصب 40 ألف خيمة يحتاح إلى 40 يومًا على الأقل وإن لم يكن أكثر لنقل سكان رفح والنازحين إلى ما يسمونه منطقة آمنة ولكن لا يوجد أي مكان آمن في غزة للغزيين".

ويتابع للجرمق، "الإدارة الأمريكية مؤخرًا سمحت لإسرائيل باجتياح رفح مقابل ألا تقوم بتوجيه ضربة قوية إلى إيران خاصة أن الضربة الإسرائيلية لم تكن قوية كما خططت لها إسرائيل وكان ذلك بطلب من الرئيس بايدن، ولذلك الآن أُعطي الضوء الأخضر لنتنياهو لبدء عملية عسكرية في رفح ولكن السؤال هل سيبدًا نتنياهو بتنفيذ الاجتياح هذا سؤال لا نستطيع الإجابة عليه".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر