في حال هاجمت "إسرائيل" إيران..هل يتحول التقارب الروسي الإيراني إلى تحالف عسكري ضد "إسرائيل"؟


  • الأربعاء 17 أبريل ,2024
في حال هاجمت "إسرائيل" إيران..هل يتحول التقارب الروسي الإيراني إلى تحالف عسكري ضد "إسرائيل"؟
توضيحية

تُشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن التحالفات العسكري بين إيران وروسيا أمرًا تضعه "إسرائيل" بالحسبان في ظل حديث قيادات عسكرية إسرائيلية عن رد إسرائيلي على "الرد الإيراني" الذي استهداف "إسرائيل" ليلة 14 من أبريل/آذار.

ووفقًا لتقرير نشرته القناة 12 الإسرائيلية فإن إيران ورسيا بينهما تعاون عسكري ظهر جليًا في أعقاب الحرب في أوكرانيا، حيث باعت إيران آلاف الطائرات المسيرة لروسيا، وخلال السنة الأخيرة، أقامت روسيا وإيران مصنعا أمنيا في إقليم تتارستان الروسي، ويتم فيه تصنيع الطائرات المسيرة الإيرانية وتطوير سرعتها وقوتها لصالح الجيش الروسي.

تقارب روسي إيراني ولكن..

ويقول د.سليم بريك المحاضر في العلوم السياسية للجرمق، "المخاوف الإسرائيلية حول تعاون عسكري روسي ضدها حقيقية ولكن مبالغ فيها، نعم، هناك تعاون إيراني روسي واضح ورأيناه في الحرب على أوكرانيا فإيران تزود روسيا بالمسيرات ولكن في ذات الوقت روسيا لا تريد أن تكون طرف في النزاع الإيراني الإسرائيلي ولا العربي الإسرائيلي، ولذلك نرى أن روسيا لا تساعد سوريا في صد الهجمات الإسرائيلية المستمرة على دمشق".

ويتابع للجرمق، "كذلك الحال بالنسبة لإيران، فمثلًا روسيا تزود إيران بدفاعات جوية إف 300 وإس 400، وأعتقد أنها زودتها بشكل محدود بـ إف 300 ولكن حتى الآن لم تزودها بـ إس 400 وهذا يدل على أن روسيا لا تريد أن تكون طرفًا في صراع إيراني إسرائيلي، وإسرائيل لا يقلقها هذا الأمر لأن هناك نوع من التنسيق الإسرائيلي الروسي في هذه الأمور في الشرق الأوسط".

ويضيف للجرمق حول احتمالية اندلاع حرب إقليمية، "الحرب الإقليمية بعيدة وغالبية الدول غير معنية بها، بدءًا من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحتى إيران نفسها ولكن روسيا في نهاية المطاف لن تقف ضد إسرائيل بشكل واضح لعدة أسباب منها أسباب تاريخية في العلاقات بين روسيا وإسرائيل كما أن جزء كبير من سكان إسرائيل هم روس ومن أصول روسية كما أن لروسيا مصالح مع إسرائيل".

ويضيف، "إذا أرادت إسرائيل أن تساعد أوكرانيا بشكل جدي أكثر بكل ما يتعلق بالقبة الحديدية وغيرها سيسبب ذلك ضرر لروسيا ولذلك العلاقات الروسية الإسرائيلية ما زال على مستوى معين تمنع تعاون روسي إيراني مكثف أو جدي ضد إسرئيل، وبالتالي لا يوجد قلق إسرائيلي حول هذا الأمر لأن هناك تنسيق واضح بين روسيا وإسرائيل".

ويتابع للجرمق، "تقسيمة الشرق الأوسط بين الدول العظمى أي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوروبا تقسيمة واضحة ولكن ما يقلق إسرائيل حاليًا هو أن تفقد الائتلاف الذي ساعدها في صد الهجمة الإيرانية الأخيرة ونحن نتحدث عن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والسعودية والأردن ومصر حيث دعمت هذه الدول إسرائيل ووقفت معها ضد إيران ولكن من الممكن تفقد إسرائيل هذا التحالف بشكل جزئي إذا بادرت لضربة قوية انتقامية ضد إيران".

ويُشيرإلى رفض روسيا إدانة الرد الإيراني على "إسرائيل"، قائلًا، "هذه تصريحات سياسية دبلوماسية فروسيا والصين تعتقدان أن الرد الإيراني كان رد محدود ومنطقي في أعقاب قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، وحتى لو أننا نرى تقارب روسي إيراني وصيني إيراني ولكن ليس لدرجة أن تتكون تحالفات عسكرية بين هذه الدول ضد إسرائيل، ولن نصل لهذه النقطة وإسرائيل تهتم ألا تصل لهذه النقطة".

وفي المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي إيهاب جبارين أن التحالف العسكري بين إيران وروسيا تستند على معايير عدة أهمها طبيعة الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني ووقته وأهدافه.

ويقول جبارين للجرمق، "علينا العودة إلى تقرير الاستخبارات العسكرية ما قبل قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي يُظهر أن الإسرائيليين لم يكونوا متوقعين حجم الضربة الإيرانية التي حدثت بعيد الاستهداف وهذا يعني أن القراءات الإسرائيلية نوعًا ما باتت مركبة بالذات بعد 7 من أكتوبر وهناك كثير من الأخطاء تتفاقم في هذا المشهد، وباعتقادي أن القراءات باتت بعد ليلة 14 من أبريل أكثر حذرًا".

ويضيف للجرمق، "هناك قواعد جيوسياسية بدأت تختلف في المشهد الشرق أوسطي واللاعبين بدأوا بالتغيُّر، كما أن إسرائيل منذ عام 2006 بدأت تخسر هيبة الردع إلى حد ما، وهذا المشهد التراكم جعل إسرائيل أكثر حذرًا حتى لو كانت التوقعات مبالغ بها"..

ويقول جبارين للجرمق، "التحالفات ممكنة وكل شيء يتعلق بحجم وكيفية الرد وحجمه ومكانه وتوقيته، فهذه العوامل هي التي ستغير قواعد اللعبة فمن الممكن أن يكون الرد الإسرائيلية بقصف منشأة عسكرية هامشية في إيران يدفعها لهضم الرد دون أن ترد على إسرائيل، ولكن ربما يكون الرد في مكان آخر، وهذا يعتمد على المكان والزمان والأشخاص المستهدفين، فإيران يمكن أن تتعامل مع بعض الأهداف بـ ’لطف’ ولكن مع أهداف أخرى قد يكون الرد مغاير تمامًا وهذا بالطبع يؤثر على طبيعة التحالفات أيضًا، تحديدا أننا نعيش الآن على مشارف عالم متعدد الأطراف والولايات المتحدة خسرت الكثير من هيمنة القطب الواحد خلال 10 سنوات الأخيرة على الأقل".

ويتابع، "هناك فرص لأطراف ودول أخرى يمكن أن تنتهزها وتدخل الخط ودون أدنى شك واحدة من أهم الساحات هي الشرق الاوسط الذي يمكن أن تدخله روسيا وتثبت وجودها".

ويضيف للجرمق، "طبيعة التحالفات تعتمد على طبيعة رد إسرائيل وكيفية تعامُل إيران مع هذا الرد، فروسيا لن تُهيئ جيوشها عند قصف منشأة إيرانية هامشية مثلًا، ولكن يتغير الحال في حال اغتالت إسرائيل شخصية إيرانية رفيعة كما حدث في القنصلية وأعتقد أن روسيا قد تظهر كلاعب حقيقي وواضح أكثر في مضمار اغتيالات".

الرد الإسرائيلي على "الرد الإيراني"

ومن جهته، يقول د.سليم بريك للجرمق، "إسرائيل التزمت بالرد وتصريحات المسؤولين العسكريين والسياسيين ملزمة ولكن السؤال هو حول قوة الرد وهل سيضع الرد إيران بحالة تضطرها للرد عليه، أم سيكون بشكل سري، يعني مثلًا أن إسرائيل تستطيع أن تقصف مصالح إيرانية في سوريات كما اعتادت وربما يمر هذا مرور الكرام إذا لم يكن هناك قتلى إيرانيين".

ويتابع، "الإمكانية الثانية أن تقوم إسرائيل بشكل سري كما فعلت في الماضي بضرب مصالح إيرانية في قلب إيران تتعلق بالسلاح النووي والمشروع النووي ومصالح تتعلق بالنفط الإيراني ويمكن أن توجع إيران ولكن أن تتم بشكل سري من غير أن يضع إيران بحالة للدر على الرد والوصول لحالة من التصعيد".

ويضيف للجرمق، "هناك احتمال ثالث أن لا ترد إسرائيل ولكن أن تقوم بابتزاز أوروبا والولايات المتحدة لفرض عقوبات على إيران يمكن أن توجعها أكثر من الرد الإسرائيلي".

وفي المقابل، يقول المحلل السياسي إيهاب جبارين، "في عام 1991، هضمت إسرائيل بأوامر أمريكية الضربات العراقية وأجلت ردها إلى سنوات وظهر في 2003 عند سقوط بغداد وذلك قد نشهد رد سريع من إسرائيل ممكن أن يكون مجرد قصف لمواقع عادية ولكن إذا امتد العامل الزمني فوارد جدًا تحديدًا إذا هدأت المنطقة أن ترد إسرائيل ردًا يمكن أن يكون أكثر إيلامًا".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر