بعد تهجير أهلها.. "إسرائيل" تريد طمس هوية لفتا للأبد


  • الثلاثاء 1 يونيو ,2021
بعد تهجير أهلها.. "إسرائيل" تريد طمس هوية لفتا للأبد
  تسعى دائرة أراضي "إسرائيل" إلى بناء حي استيطاني جديد على أراضي قرية لفتا المهجرة الواقعة إلى الشمال الغربي مدينة القدس وتعتبر بوابة القدس الغربية، والتي هُجّر سكانها عام 1948، وتحيط بها قرى عين كارم والمالحة ودير ياسين وبيت إكسا وبيت حنينا. مخططات قديمة حديثة لتهويد لفتا ويقول أحد أبناء لفتا المهجرّين وعضو جمعية لفتا زياد غصني للجرمق، "المخطط الذي يدور الحديث عنه هو سعي "إسرائيل" بناء منتجع سياحي لرجال أعمال أوروبيين وأمريكان، بالإضافة لطرح مخطط ترميم المباني القديمة والاستيلاء عليها وهي ذاتها المباني التي حاولت "إسرائيل" هدمها ولم تستطع". ويضيف غصني، "هذا المخطط قديم حديث فقد تم طرحه قبل سنوات، وأعادت "إسرائيل" تفعيله الآن بعد الهبة الجماهيرية التي امتدت في فلسطين، فجاء هذا المخطط كخطوة تصعيدية منهم ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه". ويتابع، "تصدينا نحن أهالي لفتا من قبل للعديد من المخططات المشابهة، واستطعنا انتزاع قرار من محكمة العدل العليا بعدم المساس بالقرية وبأبنيتها، وتسجيل القرية كمنطقة أثرية من الطراز العالمي". ويلفت غصني إلى أن "إسرائيل" كدولة لا تهتم بالقانون والمواثيق الدولية تتابع مساعيها في الاستيلاء على القرية. ويُشير في حديثٍ للجرمق إلى أن إحدى المخططات التي نفذتها "إسرائيل" في السابق هو إقامة مقبرة ما بين لفتا وعين كارم، وبيع المقابر فيها إلى "يهود" أوروبيين وأميركيين أصحاب رأس المال المتنفذيين في الخارج بحجة أن هذه الأراضي هي ما تُسمى "أرض الميعاد". ويتابع، "نحن نعمل بشكل مستمر للحفاظ على القرية باعتبارها شاهد حضاري وتاريخي على الشعب الفلسطيني، التي تعتبر أيقونة في الفن المعماري". ويلفت إلى أن هذا الفن المعماري في لفتا وجد في قرًى أخرى لكن تم هدمها وترميمها، فبذلك بقيت لفتا على حالها فيجب حمايتها. ويضيف غصني، "ما يُميّز منازل قرية لفتا هو أنّ أهاليها قديمًا كانوا يعملون في الزراعة ونحت الحجر، فنحتوا محجارة منازلهم وبنوها بأنفسهم، فهي مميزة بالقباب والأقواس القديمة". ويتابع زياد أن أهالي قرية لفتا في الوطن والمهجر قد بدأوا بحملة تغريد على هاشتاق أنقذوا لفتا، فيقول إن ما يحدث في لفتا هو مسلسل بدأ من الشيخ جراح وسلوان ويمتد إلى لفتا  في مخططات استيطانية "إسرائيلية". وفي إشارة إلى تميّز قرية لفتا فقد أطلق فنانون اسم معرض لفتا على إحدى المعارض الفنية الذي بدأ في أعمال فنية عن القرية لخصوصيتها ثم انطلق إلى قرى فلسطينية أخرى. قرية لفتا..عملٌ فنّي أساسه الحجارة والصبّار شكّلت قرية لفتا بطرازها المعماري المميز إلهامًا للفنانة نسرين طحان من القدس وربى فراونة من النقب، واختارت الفنانتان النباتات والحجارة في قرية لفتا المهجرّة لتكون أساس عملهن الفنّي، بعد أيام من البحث وجدتا فيها أن قرية لفتا مبنية على شكل طبقات من الحجارة، فكان الحجر هو المكون الأساسي، تقول طحان "اخترنا الحجر لأنه بالدرجة الأولى يشكل المادة الأساسية لكل بيوت القرى الفلسطينية قديمًا، وبالدرجة الثانية لأنه قرية لفتا قائمة على طبقات من الحجارة والصخور". وأسست طحان وفراونة العمل الفني على الحجارة المعلقة بأجزاء من نبات الصبار الجاف الذي يعتبر المكون الثاني لعملهن الفني، فالصبار هو النبات الذي ينتشر في كل القرى الفلسطينية، بالإضافة إلى رمزيته بالصمود والقوة. تضيف طحان للجرمق "لقد صُدِمنا من نوع النبات المنتشر في لفتا، الصبار الجاف منتشر بكثرة ويغطي مساحات شاسعة من الأرض والحجارة في القرية" وهذا ما ظهر جليًا في اللوحة من خلال الحجارة المعلقة بأجزاء الصبّار الجاف الذي يمثل رمزًا للديمومة وطول العمر كالفلسطيني الدائم ذا العمر الطويل في بلاده. وتعتبر اللغة البصرية إحدى أدوات التواصل، وأيضًا إحدى لغات التوثيق، تقول طحان "الأرشيف الفلسطيني بحاجة إلى إغناء فنّي، ليصل إلى الجيل القادم". وعُرض هذا العمل الفنيّ خلال معرض فنّي نظم له حراك صدى الذي يضم طلبة هندسة معمارية وفنانين يهتمون بعرض آرائهم بالبوسترات واللوحات الرافضة، ويعد أحد الحراكات الطلابية التي تهدف إلى استثمار الفن في مواجهة آلة الحرب "الإسرائيلية". ويعتبر هذا المعرض الذي حمل اسم لفتا والقرى المهجرة هو المعرض الثاني للحراك، والذي كان مخصصًا في البداية عن قرية لفتا قضاء القدس لكنّه اتسع ليشمل قرىً أخرى وهو الحالة الطبيعية نتيجة لترامي القرى التي جاء منها أعضاء الحراك.
. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر