الذكرى الـ 48 ليوم الأرض..أهالي العراقيب مستمرون في مواجهة آلة الهدم الإسرائيلية
قرية العراقيب
يستمر أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب بمواجهة آلة الهدم الإسرائيلية منذ صدور قرار بهدم قرية العراقيب لأول مرة في 27 من تموز/يوليو 2010 بهدم القرية بحجة أنها أراضٍ تتبع "للدولة" والمباني المقامة عليها غير قانونية بحسب مزاعم السلطات الإسرائيلية.
ويمتلك أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب أوراقًا تثبت ملكيتهم للأرض إلا أن المحاكم الإسرائيلية لم تعترف بهذه الملكية وتحاول جاهدة تهجير أهالي القرية من أرضهم.
ووجهت السلطات الإسرائيلية نداءً إلى عائلات القرى المهددة بالتهجير بأن من يملك أوراقًا ثبوتية عليه التوجه للمحاكم الإسرائيلية والاعتراض أمامها، إلا أن أهالي قرية العراقيب يؤكدون أن المحاكم غير صادقة وتحكم دائمًا لصالح الدولة.
كما يرفض أهالي القرية التخلي عن أرضهم رغم خوضهم معارك في أروقة المحاكم الإسرائيلية، حيث أنهم يرفضون حتى الآن ترك أراضيهم، حتى بعد هدمها للمرة 223 في 21 من آذار/مارس 2024.
الهدم الأول لهذا العام
ويقول الناطق باسم أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف عزيز الطوري (أبو مديغم) للجرمق، "جرى هدم العراقيب في هذا الشهر للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في 7 من أكتوبر الماضي، ولكن الهدم مستمر منذ سنوات، وتستخدمه السلطات الإسرائيلية للضغط على الأهالي لمغادرة المنطقة ومصادرة الأرض، ولكن نحن موقفنا واضح لن نتخلى عن العراقيب ما دمنا أحرارًا على قيد الحياة ولن نخذلها، وهذا الموقف اتخذناه منذ الهدم الأولى في 27.7.2010 حينما هدمت السلطات الإسرائيلية العراقيب كاملة لأول مرة".
ويتابع الطوري للجرمق، "حتى لو هدموا العراقيب يومًا بعد الآخر، وهذا حصل في السابق، حيث جرى هدم العراقيب بشكل يومي، إلا أن أهالي العراقيب صدموا وتشبثوا في أرضهم لأن الأرض هي الهوية والانتماء، فمن يتخلى عن أرضه يتخلى عن ذاته وينسلخ عن هويته، لذان نقول بصوت عالٍ هذا حقنا الطبيعي ولن نتخلى عن أرضنا تحت أي ظرف وتحت أي ضغط ومستعدون أن نعيش بين السماء والطارق في سبيل الحفاظ على موروث الآباء والأجداد، فالعراقيب تضم المقبرة الإسلامية المقامة قبل قيام الدولة".
ويقول للجرمق، "نحن نرفض أن نستسلم فالأرض لنا ولن نقبل بأن نتحول إلى عبيد في أيدي هذه السلطة الظالمة فالأرض حقنا الطبيعي ولكن آليات الهدم والدمار وقوات الشرطة عندما تأتي وتهدم تزيدنا إصرارًا وتحد وعنفوان وعزة نفس".
ويتابع حول ضرورة إحياء يوم الأرض في قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف، "هذا اليوم هو الوقت المناسب الذي نقول فيه لأبنائنا وأحفادنا إن من يفرط في أرضه يفرط في نفسه، أما يوم الأرض فهو يوم لشحذ الهمم في نفوس الأطفال وغرس حب الأرض في قلوبهم، ونقوم كل عام بإقامة فعاليات في يوم الأرض حتى يتخلد هذا الموقف في أذهان الأطفال والنساء ويعرفون معنى التشبث بالأرض".
قرار الأهالي بالصمود في الأرض
في 27.7.2010، حينما هُدمت العراقيب للمرة الأولى، اتخذ أهالي القرية قرارًا بصدق النفس مع إصرار عالٍ وكان حاسمًا بـ "إما أن نكون أو لا نكون" واختار الأهالي حينها أن يكونوا ويستمروا في نضالهم وحتى اليوم مستمرون في النضال حتى الاعتراف بقرية العراقيب وانتزاع حقوقنا من السلطات الظالمة".
ويضيف للجرمق، "ادعاءات السلطات بملكية الدولة للأرض كلها باطلة وكاذبة ولا تمت للواقع بصلة، ففي أرضنا دفن آبناؤنا وهنا المقبرة الإسلامية الموجود قبل قيام الكيان، وهنا البوائك وبيوت الطين وهنا الآبار التي حفرها آباءنا".
ويتابع للجرمق، "نحن لا نحترم القانون الذي يسلبنا حقنا وذاكرتنا وكل القوانين التي سنت في عام 1953 ضد الأقلية العربية ومن بينها قانون -أملاك الغائبين- هدفها سلب الأراضي منا بالأكاذيب والخزعبلات ونحن رغم الألم قررنا أن نظل في أرضنا كمواطنين في هذه الدولة التي لا تعطينا حقوقنا وتريد انتزاع أي حق منا وأهمها الأرض التي لن نتخلى عنها".
اعتقالات وغرامات مالية
ويقول عزيز الطوري للجرمق إن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب خاضوا معارك قانونية داخل أروقة المحاكم الإسرائيلية مشيرًا إلى أن التسويات التي كانت تطرحها السلطات الإسرائيلية دائمًا للأهالي غير صادقة كما أن قرارات المحاكم غير عادلة".
ويتابع للجرمق، "خضنا مئات جلسات المحاكم الإسرائيلية إن كانت جنائية أو مدنية أو تتعلق بملكية الأرض أو بمجال الغراما فلا مصداقة في المحاكم".
ويردف، "أتذكر في إحدى جلسات المحاكم الإسرائيلية التي خضناها على إثر هدم سياج ومحتويات مقبرة العراقيب بعد عام 2014 حيث تقدمنا للمحكمة، وأتذكر حديث القاضية عندما سألتنا ’ماذا تريدون’ فأجابها المحامي ’نريد أن نحصل على قرار بأن هذا الهدم حصل بغير وجه حق’، فرد القاضية’ ’أنا لن أعطي مثل هذا القرار بإعادة بناء ما تم هدمه في العراقيب فما هدم غير قانوني ولا يوجد معي صلاحية إعطاء قرار كهذا’".
ويضيف، "فليتخيل العالم أن هذه المحاكم وهمية والقرارات دائمًا جاهزة ضدنا، كما أنه جرى تغريمنا بعشرات آلاف الشواقل بحجة أن البناء غير قانوني".
ويقول للجرمق، "تعرضنا في العراقيب للاعتقالات منذ الهدم الأول في 2010 فكانت هناك اعتقالات وغرامات مالية ومئات الملفات فتحت لأهالي العراقيب، وكان يتم احتجازنا ليوم وليومين والحجة دائمًا الاستيلاء على أرض الدولة أو غزو أرض الدولة أو حيازة أرض الدولة بالقوة، وكلها أكاذيب وكان كلما يتم اعتقالنا يطلقون سراحنا بعد يوم أو يومين".
ويتابع للجرمق، "كان أعنف قرار اعتقال صدر في عام 2015 عندما طالب المدعي العام باعتقال والدي الشيخ صياح الطوري، فكان موقفًا صعبًا، ولا أنساه ما حييت، فقال القاضي للمدعي العام ’ماذا تريد’، فرد عليه ’أريد أن أودع الشيخ صياح في السجن’".
ويشير إلى أنه، "في عام 2018 أودع الشيخ صياح في السجن وحكم عليه بالسجن الفعلي لـ 10 أشهر وغرامة مالية بآلاف الشواقل ولكن بعدها خرج الشيخ صياح مرفوع الرأس والكل يهتف باسمه، ولذلك مهما كانت هذه الممارسات صعبة بحقنا فهي لا تعادل الأرض والبقاء فيها".
ويُشار إلى أن الاعتقالات تطال أيضًا نساء العراقيب، حيث اعتقلت القوات الإسرائيلية عدة مرات سيدات من العراقيب بعد اقتحامها وهدمها.
وقالت السيدة صباح الطوري عن الهدم الأخير لقرية العراقيب، "في رمضان وبعد 7 أشهر من الحرب، قدمت قوات الهدم والخراب وهدمت المباني، هذا حالنا في قرية العراقيب".