هل تنفذ الولايات المتحدة "تهديداتها" بفرض قيود على "إسرائيل" في حال اجتاحت رفح؟


  • الأربعاء 13 مارس ,2024
هل تنفذ الولايات المتحدة "تهديداتها" بفرض قيود على "إسرائيل" في حال اجتاحت رفح؟
توضيحية

أشار موقع "بوليتيكو" الإخباري الأميركي إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يبحث إمكانية جعل المساعدات العسكرية لإدارة تل أبيب مشروطة، إذا ما قررت تل أبيب المضي قدما بخطط الهجوم البري على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع ورود تقارير حول جدية الولايات المتحدة الأمريكية بإنهاء حماية إسرائيل دوليًا أمام مجلس الأمن الدولي وهيئات الأمم المتحدة المختلفة في حال قررت شن هجوم بري على رفح.

وجاء في تقرير أورده موقع "واللا" الإلكتروني أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الأيام القليلة الماضية، حدّدا "خطوطا حمراء" متعارضة، في ما يتعلّق بالحرب على غزة وعمليّة إسرائيليّة واسعة مُحتملة فيها، فهل الولايات المتحدة الأمريكية جدّية في تهديداتها لـ "إسرائيل"؟

ويقول الباحث والمحلل السياسي أمير مخول في حديث للجرمق، "الولايات المتحدة الأمريكية لن تنفذ تهديداتها، إدارة بايدن تصعد من لهجتها لأنها تفعل القليل فقط بخصوص الحرب، ولكن لو أرادت أن تفرض أمرًا لفرضته، ولكنها تتبع أسلوب تصعيد اللهجة ولكن بالمقابل تواصل إمداد إسرائيل بالأسلحة صباحًا وإنزال المساعدات على الفلسطينيين مساءً وكأنه المن من السماء، هذه لعبة تلعبها الولايات المتحدة الأمريكية".

ويتابع للجرمق، "الولايات المتحدة الأمريكية انصاعت لمصالحها المتوافقة مع إرادة إسرائيل، ولم تلزمها بإدخال المساعدات عبر الشاحنات من البر وتحديدًا عبر مصر، ولم تلزمها بفتح المعابر بعدما أغلق المستوطنون معبر كرم أبو سالم، بالمقابل تواصل تزويدها بالذخيرة وبكل ما تحتاجه للفتك ا بالفلسطينيين، وتقوم في آخر اليوم بإرسال الأغذية لقطاع غزة، وحتى ما تروج له الولايات المتحدة الأمريكية حول قضية إنشاء ميناء عائم، هو تكملة للمشروع الإسرائيلي للسيطرة على شمال قطاع غزة".

ويضيف للجرمق، "إسرائيل لديها مشروع المساعدات الإنسانية الذي لا يوجد فيه شيء إنساني سوى التسمية، ولكن كل شيء آخر بعيد عن الإنسانية، ولذلك الإدارة الأمريكية ليست بخلاف مع إسرائيل، وإنما هناك صراع فقط بين إدارة بادين التي ترى أن نتنياهو يضر بمصالح إسرائيل وهذا نوع من الخطاب في نهاية المطاف، ولكن الموقف الأمريكي عمومًا عزز نتنياهو ولم يضعفه إسرائيليًا".

ويقول مخول حول تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية بعدم حماية "إسرائيل" أمام مجلس الأمن الدولي إن، الحديث عن عدم استخدام حق النقض الفيتو، "هو كلام للإعلام وما يصدر للإعلام هو للإعلام فقط، وليس لحكومة إسرائيل، إن أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تتحدث مع حكومة إسرائيل تستطيع ذلك عبر الكم اللانهائي من المستشارين والمسؤولين والبعثات السرية وغير السرية وما يقوله المسؤولون الأمريكيون هو لتبرير الموقف الأمريكي وليس للضغط لتغيير الموقف الإسرائيلي".

ويوضح، "لو أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تُغيّر لغيّرت، فمرة تلو الأخرى نسمع أن الولايات المتحدة تهدد و وتحذر ولكن لا يحدث شيء، ولن تقوم بأي خطوة لأنها عندما تريد أن توقف إسرائيل ستوقفها وليست حتى بحاجة مجلس أمن دولي".

ويردف، "حتى الآن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل أقوى من أي رئيس أمريكي أو إسرائيلي، فالولايات المتحدة لا تزال تؤيد القضايا الجوهرية وهي استمرار الحرب ورفض وقف إطلاق النار ورفض الانسحاب الإسرائيلي من سيناء ولا تتحدث عن حل بعد الحرب وتستمر بتزويد إسرائيل بالأسلحة التي تفتك بالشعب الفلسطيني".

وبالمقابل، للمحلل السياسي فايز عباس رأي مختلف، حيث يرى أن تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية جدية بعض الشيء، فيقول للجرمق، "هذا التهديد الأمريكي جاء بعد محاولات من قبل الإدارة الأمريكية اقناع نتنياهو شخصيًا بأن يُبرم هدنة لعدة أيام تتضمن وقف إطلاق نار لإتمام الصفقة، ولكن نتنياهو هو الذي عرقل كافة المحادثات حول الصفقة عبر طرح شروط جديدة في الوقت الذي كان يعبر فيه الوسطاء عن تفاؤل حذر".

ويتابع للجرمق، "إسرائيل وعدت الولايات المتحدة أن الحرب ستستمر شهر أو شهرين أو 3 أشهر كحد أقصى ولكن الحرب الآن تدخل شهرها السادس ولم تنته، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت نتنياهو أن احتلال رفح خط أحمر بالنسبة له ولكن تهديد نتنياهو أنه سيجتاح رفح بهدف القضاء على ما يسميه نتنياهو بالبنية التحتية لحماس وإنهائها كليًا من غزة ومواصلة هذه التهديدات ربما تكون مبنية على معلومات استخباراتية أمريكية أن نتنياهو يريد أن يبدأ بحرب على رفح".

ويقول، "أعتقد أن التهديد جدي بالفعل لأن هناك 36 عضو كونغرس أمريكي من اليهود يطالبون الإدارة الأمريكية بفرض قيود على استعمال السلاح الأمريكي في قطاع غزة خاصة بعد التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح".

ويضيف، "هذا يعني أن هناك أشخاص في الإدارة الأمريكية يطالبون بعدم خوض هذه المعركة الجديدة في رفح وهذا إن دل فيدل على أن الولايات المتحدة فقدت السيطرة على نتنياهو كليًا".

ويقول، "تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي نشر حول الخطر الذي يحيط بحكومة نتنياهو في حال انتهت الحرب أثار ردود فعل غاضبة لدى الحكومة الإسرائيلية وبخاصة نتنياهو حيث أشار التقرير إلى أن سلطة نتنياهو في خطر في حال توقفت الحرب بسبب المظاهرات التي ستجتاح إسرائيل بعد ذلك، وكان رد إسرائيل على هذا التقرير أنها دولة مستقلة وليست تحت رعاية أمريكية وإنما دولة ديموقراطية ومن ينتخب رئيس الحكومة الإسرائيلية هو المجتمع الإسرائيلي وليس غير ذلك وأيضًا قال نتنياهو أنه كان يتوقع من الأصدقاء أن يطالبوا بإنهاء حماس في غزة وليس بإسقاط حكومة إسرائيل المنتخبة وهذا يدل على أن عدم ثقة إدارة بايدن بنتنياهو ارتفعت ولذلك استقبل غانتس في البيض الأبيض مؤخرًا رغم معارضة نتنياهو".

ويضيف عباس للجرمق، "الخلافات بين نتنياهو والإدارة الأمريكية بازدياد، ولكن هل ستقوم الولايات المتحدة برفع دفاعها عن إسرائيل، لا نعرف، ولكن التهديد الأمريكي جدي بالنسبة للإسرائيليين ولكننا لا نراه عبر وسائل الإعلام التي تحذر الحكومة من مثل هذه الخطوات ولكنه مرّ عليها مرور الكرام رغم خطورتها، فمجرد صدور هذه التصريحات من الإدارة الأمريكية، فهذا يشكل صراعًا داخل المجتمع الإسرائيلي حول دور الولايات المتحدة في الحرب".

ويختم عباس حديثه أن تهديدات واشنطن بعدم حماية إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي أمر مهم أيضًا فيقول، "ربما تمتنع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت على قرار يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولكن المطلوب الآن تقديم اقتراح لمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة وهنا يمكن للولايات المتحدة أن تبرهن مدى جدية تهديداتها لإسرائيل، أعتقد أن وضع الإدراة الأمريكية على المحك وهي أمام امتحان، ولذلك المطلوب تقديم طلب عاجل لمجلس الأمن لوقف إطلاق النار ولنرى كيف سيكون الموقف الأمريكي".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر