تصريحات للوزير سموتريتش تثير الجدل وغانتس ولبيد يردان ونتنياهو يصمت..فماذا بعد؟


  • الأربعاء 21 فبراير ,2024
تصريحات للوزير سموتريتش تثير الجدل وغانتس ولبيد يردان ونتنياهو يصمت..فماذا بعد؟
سموتريتش&نتنياهو

أثارت تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش جدلًا بين الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث قال سموتريتش إن، "عودة المختطفين ليست قضية مهمة".

ورد رئيس "معسكر الدولة" الوزير بيني غانتس على كلام سموتريتش بأن "عودة المختطفين ليست الأهم"، وقال إن "عودة المختطفين ليست هدفنا فقط في الحرب، بل هي الأهم، واجبنا الأخلاقي كدولة وشعب. هذا هو الشيء الأكثر إلحاحا. ولن نفوت أي فرصة لإعادتهم إلى الوطن".

وأضاف زعيم المعارضة يائير لابيد أن "هذا وصمة عار أخلاقية. لا يمكن للأشخاص الذين لا قلب لهم أن يستمروا في قيادة دولة إسرائيل إلى الهاوية."

وفي المقابل، رد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على منتقدي تصريحاته وقال وفقًا لموقع واينت "الإلكتروني" "لن أتوقف عن قول الحقيقة: يجب أن نهزم وندمر حماس، وفقط بهذه الطريقة، سنتمكن أيضاً من إعادة المختطفين إلى ذويهم وتحرير بلد بأكمله من الأسر".

وكان الوزير سموتريتش قد قال أيضًا، "أنا مصدوم من أن هناك من يستخدم المختطفين لإثارة سياسية". سُئلت في إحدى المقابلات: ما هو الأهم؟ وقلت أنه لا داعي لخلق منافسة، فالطريقة لإعادة المختطفين هي الضغط على حماس".

وأضاف سموتريتش نداء إلى الوزير بيني غانتس، داعيا إياه إلى “وضع السياسة جانبا. شعب إسرائيل متحد، يقاتل، ويدفع ثمنا باهظا وملتزما بالنصر”.

وأمام هذا الجدل الذي أثارته تصريحات سموتريتش التي رد عليها غانتس ولبيد، التزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصمت ولم يُبد أي تعليق على تصريحات سموتريتش أو ردود غانتس ولبيد، فما الذي يريده نتنياهو من هذا الصمت؟

ويقول المحلل السياسي أنطوان شلحت للجرمق، "نتنياهو لا يرد على تصريحات سموتريتش وبن غفير لأنه لا يريد أن يغضبهما لأنه إذا غضبا سيفقد نتنياهو ائتلافه الحكومي فهو يعتمد عليهما لبقاء حكومته لأنه بدونهما ستسقط الحكومة، وأهم شيء لنتنياهو الآن هو أن يحافظ على الحكومة لأنه تضمن له البقاء في سدة الحكم ولكن مع سقوطها سيسقط من سدة الحكم وسيحاسب على كل المسؤولية التي يتحملها عما يجري، سواء من هجوم 7 أكتوبر أو من نتائج الحرب أو قبل ذلك من كل السياسة التي كان يتبعها تجاه القضية الفلسطينية".

ويتابع للجرمق، "نحن لا نستطيع أن نحكم على موقف نتنياهو إلا من خلال تصريحاته العلنية التي يقول فيها أنه مع استمرار الحرب، وهو الهدف الأهم للحكومة، فهو عندما يُسأل عن المحتجزين يقول أن استمرار الحرب والمزيد من الضغط على حماس سيؤدي لإطلاق سراح المحتجزين".

ويضيف للجرمق، "موقف نتنياهو ليس بعيدًا عن موقف سموتريتش وبن غفير".

مستقبل صفقة تبادل الأسرى

ويقول شلحت للجرمق، إن، "مستقبل صفقة تبادل الأسرى غامض جدًا، فهناك حديث عن مفاوضات خلف الكواليس وأنه تم التوصل إلى تفاهمات ولكن لم يتم ترقية هذه التفاهمات إلى مستوى الاتفاق الذي يمكن توقيعه، ومن الواضح أن هذه المفاوضات لا تزال مأزومة ولو لم تكن مأزومة لتم التوصل لاتفاق ولكن على ما يبدو هناك شروط لدى حماس لا تُرضي نتنياهو ولا يستطيع أن يتماشى معها لأنه هذه الشروط تفترض وقف لإطلاق النار لمدد طويلة و باعتقاد نتنياهو أن وقف إطلاق النار لمدة طويلة يترتب عليه انتهاء الحرب وهو غير معني بانتهاء الحرب وإنما معني بإطالة أمد الحرب للأسباب الخاصة به التي تجعله يغلب مصالحه الخاصة والسياسية على المصلحة العامة وتجعله أحيانا يتحدى الموقف الذي  تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية بما يتعلق بمدة الحرب وصيرورتها فموضوع المفاوضات غير واضح وغامض كليا".

ويضيف، "من الصعب أن نستدل على مؤشرات إلى أين تمضي المفاوضات لذلك المتوقع من مثل هذه المفاوضات أنه ربما تنطوي على مفاجأة لأننا لا نعلم التفاصيل، فمن الممكن أن تفضي المفاوضات على إلى صفقة أو ربما تنطوي على انفجار يؤدي إلى تأزم الحرب أكثر فأكثر".

وبدوره، يقول المحلل السياسي أليف صباغ، حول المفاوضات العالقة ورفض نتنياهو إرسال وفد لمفاوضات القاهرة إن، "إرسال وفد للقاهرة كان دائمًا يتم بعد الطلب الأمريكي حتى تستطيع أن تستخدم هذه المفاوضات لإطالة أمد الحرب ومنع اتخاذ قرار في مجلس الأمن لوقف الحرب وهذا بالضبط ما استخدمته كتعليلات عندما رفضت مشروع القرار الجزائري وكانت الوحيدة التي ترفضه، بحجة أن هناك مفاوضات جارية ويجب إعطاءها فرصة ولكن بالمقابل هي تذهب لـ تقدم مشروع قرار لا يفي بالحد الأدنى من وقف إطلاق النار لأنها تقول أنه حين تكون الفرصة سانحة سيتم وقف الحرب وتعبر الفرصة سانحة يمكن أن يطول لشهر أو سنة دون تحديد وقت".

ويتابع، أليف صباغ للجرمق، "نتنياهو منذ البداية يخفي حقيقة موقفه لأنه مثله مثل سموتريتش لا يهتم بالأسرى ولا يريد محتجزين أحرار لأنهم في الواقع ليسوا من الصهيونية الدينية بغالبيتهم وإنما هم من الصهيونية الليبرالية أي من جماعة غانتس ولبيد".

ويتابع للجرمق، "نتنياهو لا يأخذ موضوع الأسرى بعين الاعتبار إلا وسيلة وذريعة من أجل الاستمرار بالحرب فهو يريد الاستمرار بالحرب مهما كلفت النتائح ويريد من الجميع أن يخدمه ولذلك نراه مرة بين أهالي المحتجزين الأحياء ومرة بين المحتجزين الأموات، بين من يطالب بإطلاق سراح ابنه حي وبين من يريدون الانتقام لموت أبنائهم من المحتجزين رغم أن الجيش من قتلهم".

ويضيف للجرمق، "نتنياهو يعد عائلات المحتجزين ولا يفي، يعدم باجتماع معهم ولا يأتي، وهذا هو موقف نتنياهو، ولكن سموتريتش عبّر عن موقف نتنياهو الخفي بوضوح".

مستقبل احتجاجات عائلات المحتجزين

ويقول صباغ للجرمق، "في الوقت الحاضر سيستمر الاحتجاج، ويبدو أن هناك خلط بين مجموعات مختلفة في الاحتجاجات، مجموعات تريد تحرير المحتجزين ومجموعات تعارض الانقلاب على القضاء الذي كان يميًز كل السنة الماضية وهناك مجموعات اقتصادية تريد أن تحمي نفسها من التبعات الاقتصادية للحرب على الطبقات الضعيفة، وقد نجد هنا وهناك بعض المجموعات".

ويضيف، "في الوقت الحاضر كل هذه المجموعات لم تصل إلى مستوى تغيير ميزان القوى وما زال ميزان القوى الشعبي -حتى لو ظهر العكس في الاستطلاعات- يميل نحو نتنياهو".

ويردف، "بيني غانتس نفسه مع استمرار الحرب ولكن لديه شرط هو تحرير المحتجزين ثم الاستمرار بالحرب، وأحيانًا يقوم بالتهديد بأنه إن لم تنجح المفاوضات ستستمر الحرب، وعلى كل الحالات الاستمرار بالحرب والقضاء على المقاومة الفلسطينية هو أحد أهداف هذه الحرب وهو الهدف الأساسي لها".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر