هل يُفاجئ نتنياهو وزراءه في الحكومة الإسرائيلية بالتنازل عن أحد أهداف الحرب المعلنة مقابل إبرام صفقة تبادل؟

كرر رئيس الحكومة


  • الاثنين 5 فبراير ,2024
هل يُفاجئ نتنياهو وزراءه في الحكومة الإسرائيلية بالتنازل عن أحد أهداف الحرب المعلنة مقابل إبرام صفقة تبادل؟
نتنياهو

كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال جلسة اجتماع الوزراء إعلانه أنه، "لن ننهي الحرب قبل استكمال جميع غاياتها، القضاء على حماس وإعادة المخطوفين وضمان ألا تشكل غزة بعد الآن خطر على إسرائيل. والجهود من أجل تحرير مخطوفينا مستمرة طوال الوقت".

ويأتي ذلك في ظل استمرار المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس التي لا تزال تشترط على "إسرائيل"، إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار الشامل، حيث يوجد في كل مقترح تقدمه حماس إشارة واضحة ومباشرة إلى وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة، وتقديم ضمانات تؤكد التزام الاحتلال بإنهاء الحرب في نهاية أي عملية تبادل للأسرى والمعتقلين، فإلى أين تتجه المفاوضات بشأن الصفقة، وهل يمكن أن يتنازل نتنياهو عن أحد أهداف الحرب لإبرامها؟

ويقول المحلل السياسي فايز عباس، "نتنياهو لا يريد الصفقة بشروط حماس، لأنهم في "إسرائيل" سيعتبرونها هزيمة إذا وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب دون أن تحقق إسرائيل أهدافها، فهذا يعني فشل إسرائيل بشكل كامل في هذه الحرب، فهدف إسرائيل هو القضاء على حركة حماس عسكريًا وكسلطة في قطاع غزة، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، ولكن إذا جرى التوصل لصفقة من شأنها أن تنهي الحرب دون تحقيق الأهداف الإسرائيلية، فهذا يعتبر فشل لإسرائيل ورفع الراية البيضاء ولا يمكن في هذه المرحلة على الأقل أن تقبل حكومة إسرائيل بذلك".

ويضيف للجرمق، "لا تزال الحكومة تردد بعد أن دخلنا في الشهر الرابع من هذه الحرب أنها ستنتصر وفي طريقها للانتصار ولكن مع دخولنا في الشهر الرابع إسرائيل لم تحقق أي إنجاز يذكر في الحرب يمكن أن يعتبر إنجازًا كبيرًا بالنسبة لها".

ويردف، "أعتقد أن هناك الآن معارضة داخل الحكومة الإسرائيلية لصفقة التبادل ويريدون صفقة بدفعة واحدة وليس على عدة دفعات كما هو مقترح، وحتى الآن إسرائيل لم تعط ردًا رسميًا على الصفقة كما أن حماس لم ترد ولكن كل من هو مقرب من نتنياهو يعلم أنه لا يريد صفقة، كما أن وزيره بن غفير أعلن مع باقي الوزراء معارضة الصفقة يعني أن نتنياهو يعارضها ولكنه لا يجرؤ على رفضها بشكل مباشر في هذه المرحلة لأن هناك ضغط من عائلات المحتجزين الإسرائيليين والولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن تضغط لإنجاز الصفقة لأن بايدن يريد إنجاز من هذه الحرب ويعتبر أن إتمامها وإعادة المحتجزين الإسرائيليين إنجاز للإدارة الأمريكية".

ويتابع، "في هذه المرحلة يريد نتنياهو من خلال تصريحاته التي يتحدث عنها أن يعلن أنه يرفض شروط الفصائل الفلسطينية وهذا يعني أنه يرفض الصفقة لكنه سيختبئ خلف وزرائه ويقول أن الحكومة هي التي ترفض الصفقة".

ويوضح فايز أن، "سموتريتش وبن غفير لن يوافقا على الصفقة مهما كانت فهما يريدان مواصلة الحرب وإنهائها بالانتصار في قطاع غزة كما يريدان للتخطيط على الفور بإعادة الاستيطان الإسرائيلي في القطاع، ولا يريدان وقف إطلاق النار أو التوصل لصفقة تبادل أسرى التي هي بالمفهوم الفلسطيني تعني إطلاق سراح آلاف الأسرى من السجون ووقف الحرب، كما أن بن غفير أعلن بشكل واضح أنه يرفض الصفقة وأنه في حال وافق نتنياهو عليهاـ فإنه سيدفع ثمنًا وهو حل الحكومة الإسرائيلية وانسحاب بن غفير وحزبه منها، وهذا يعني إسقاط الحكومة الإسرائيلية".

ويتابع للجرمق، "أنا على قناعة أن تصريحات بن غفير أدليت بالتنسيق مع نتنياهو لأنه أيضًا غير معني بالصفقة أكثر من بن غفير ولكنه لا يجرؤ بالإعلان عن ذلك".

ومن جهته، يقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي، "هذه الصفقة يحكم وجودها من عدمها وتقدمها من عدمها ونتائجها من عدمها، 3 نقاط أساسية كلها تتعلق بالسياسة الإسرائيلية، أولًا هو مستقبل الحكومة الإسرائيلية في ظل وجود سموتريتش وبن غفير وخطوطهم الحمراء الواضحة بالإجهاز على غزة وتدمير حماس والحديث عن ترانفسير لخارج البلاد والتفاوض مع دول من الممكن أن تستوعب ملايين الفلسطينيين من غزة وومستقبلًا من الضفة".

ويتابع للجرمق، "النقطة الثانية هي جدل العلاقة السياسي القائم بين مجموعة غانتس ونتنياهو في إطار تمرير الصفقة من عدمها والتقدم نحو حل سياسي مستقبلي، والحديث عن دولة فلسطينية كما تتحدث الولايات المتحدة الأمريكية".

ويضيف، "النقطة الثالثة، تتعلق باليمين نفسه في حزب الليكود، فقد بدأ يتكشف أن هناك نصف أعضاء الكنيست تقريبًا من الليكود يتحدثون عن حرب مستمرة لا تنتهي في عام 2024 على غزة حتى لو كان الثمن مقتل جميع الرهائن لسببين هي أن نتنياهو يعمل بسياسة الموافقة بمعنى أنه إذا كان هناك من يدعم عائلات الرهائن في الشارع الإسرائيلي ويدعم إطلاق سراحهم، هناك من يدعم نتنياهو بالحرب على قطاع غزة".

ويقول للجرمق، "إذا كان هناك أشخاص يطالبون بوقف إطلاق النار بشكل فوري ويخرجون للشوارع، فهناك من يطالب باستمرار الحرب، فهناك من يريد المفاوضات المباشرة مع المقاومة للحصول على منجز سياسي وهناك من يطالب بالحرب اللانهائية مع حركة حماس".

ويردف، "كل القضية تتعلق بالمجتمع الإسرائيلي ولكن المفتاح مع الولايات المتحدة الأمريكية ويتعلق بشخص بايدن نفسه، المعروف بأنه صهيوني بامتياز ومتأثر بالحركة الصهيونية العالمية وقلق على مستقبله السياسي في ظل التداعيات التي تركتها حرب غزة على مجمل الأقليات غير البيض في أمريكا التي تعتبر الخزان الحقيقي الأصوات وتصوت لصالح الديمقراطيين وبايدن".

ويضيف، "لا أعتقد أن نتنياهو سيفاجئ وزراءه ويقبل بصفقة ولكن نتنياهو أيضًا أشار حين اجتمع مع عائلات الرهائن والجنود أنه سيتجه لصفقة حتى لو أدى ذلك لإسقاط حكومته، كما أنه تحصّل على دعم خارجي من حزب لبيد، كما أن غانتس عضو في كابينت الحرب، ولذلك السؤال المركزي هنا ه هل لدى نتنياهو استعداد للتنازل عن اليمين الذي يقود إسرائيل حاليًا بشكل مركزي ويقوم بعملية تغيير جذرية بالمجتمع الإسرائيلي ومؤسسات الدولة، وهل نتنياهو مستعد عن اللحظة التاريخية التي لن تعود مرة ثانية في تاريخ السياسة الإسرائيلية؟".

ويتابع، "أعتقد أن نتنياهو يعيش حالة من التناقض الداخلي والقرار الذي سيتخذه سيؤثر على مستقبله السياسي الذي يعتبر هو الحاكم في اتخاذ القرار".

ويقول للجرمق، "إذا ضمن نتنياهو وجوده السياسي برئاسة الحكومة الإسرائيلية سيقوم بصفقة وإذا كانت لديه مستويات من القلق عالية بمسألة عدم قدرته على العودة للحكم وأنه سيعود للمحاكمات التي ستؤدي به للسجن فلن يبرم صفقة".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر