الصهيونيّة و"الفرونتير" وأهميّة قطع علاقة "إسرائيل" مع الجماعات اليهوديّة


  • الاثنين 31 مايو ,2021
الصهيونيّة و"الفرونتير" وأهميّة قطع علاقة "إسرائيل" مع الجماعات اليهوديّة
الفرونتير (Frontier) بداية في العربيّة هي "الحدود"، ولكن غير الثابتة، أي أقصى ما يستطيع أن يسيطر عليهِ المستوطنين، أو بالأحرى ما يمكّنهم من استمرار المشروع. في الاستيطان الأوروبي، خصوصًا في الأميركيتيّن، شكّلت "مجانيّة" وسعة الأرض الفرونتير، للأوروبيين، أقصى ما تستطيع الوصول إليهِ غربًا في أمريكا الشماليّة، هي حدودك، إذًا استمر في الاستيطان، والاعتماد على البيض بجانبك، في ظروفٍ صعبة، من أجل تحقيق ذاتك الاستعماريّة. على عكس ما حدثَ في فلسطين، حيثُ أن "الشتات اليهوديّ" أو الجماعات اليهوديّة كتسمية أفضل، هي الفرونتير، للمشروع الصهيونيّ، بما أن الأرض لم تكن مجانيّة وواسعة كما في الأميركيتيّن. ولخص عالم الاجتماع "باروخ كيمرلينج" ذلك بأن التقارب بينَ استمرار الاستيطان واتساع حدود "اليشوف" التجمّع اليهوديّ في فلسطين، وبينَ "الشتات" ضروريّ وبنيويّ، كالتالي؛ مصدر القوى العاملة (المستوطنين اليهود)، وموارد رأس المال (الصناديق القوميّة الصهيونيّة)، والدعم السياسي (تأثير الجماعات اليهوديّة على أولئك الذين يمنحون الاعتراف الدولي في أماكن وجودهم)، التوجهات القيمية (الالتزام الأيديولوجي اليهوديّ للمستوطنين) والتقاليد الثقافية والفكريّة (نموذج لتنظيم المجتمع على أساس الجماعات اليهوديّة، مثل التقاليد الماركسيّة والثوريّة عند يهود أوروبا الشرقيّة ودورها في الاستيطان). أعود الآن إلى ما يجري مؤخرًا في أوروبا والولايات المتحدّة من أحداث لاساميّة (وأقصد فقط حالات العداء الفيزيائيّ، أما من ناحية الهتافات في المظاهرات الفلسطينيّة وسمها بمعاداة اليهوديّة مجردّ دعاية صهيونيّة)، ومن المتوقّع علاقتها فيما جرى داخل فلسطين، إلا أنها على العكس من ذلك، لا أجدها مرتبطة فينا بل تتحوّل للعداء ضدّ كل ما هو غير أبيض، بسبب عشوائيتها وتثبيت المحاولات الجادّة للمراكز الرأسمالية والعنصريّة التي تعمل بشدّة على ربط نقد وجود "إسرائيل" بالجماعات اليهوديّة في العالم، كأمر مفروغ منهُ ووجوديّ، مما يعني أن مصير الجماعات اليهوديّة، يصبح بالتالي مرتبط في مصير "إسرائيل". تثبيت للمقولة الاستعماريّة، وأيضًا تثبيت الفرونتير للصهيونيّة واستدامتها. أمّا من ناحيتنا، أتذكّر مقولة عبد الوهاب المسيري أن "الوسيلة الأفضل لمحاربةِ الصهيونيّة، هي تقوية الجماعات اليهوديّة في العالم ونصحتُ دول عربيّة وإسلاميّة بتشكيل لجان دعم الجماعات اليهوديّة ضدّ العنصريّة في أوروبا وأميركا"، ويعني بذلك أن الدور الأساسيّ أمامنا سواء معرفيًا كما جسدّ ذلك في موسوعة "اليهود واليهوديّة والصهيونيّة"، أو ماديًا، وما إلى ذلك، هو تعزيز الفصل، وضرب الفرونتير الصهيونيّ، كضربةٍ بنيويّة للمشروع الصهيونيّ.
. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر