اللجنة الشعبية في كفر قاسم تحيي الذكرى الـ 67 لمجزرة المدينة

مجزرة كفر قاسم


  • الأحد 29 أكتوبر ,2023
اللجنة الشعبية في كفر قاسم تحيي الذكرى الـ 67 لمجزرة المدينة
كفر قاسم

أحيت اللجنة الشعبية في كفر قاسم الذكرى الـ 67 للمجزرة، حيث أكدت على أهمية استمرار إحياء ذكرى مجزرة كفرقاسم.

وقالت اللجنة في بيان أصدرته: "كما في كل عام أحيت جماهير كفر قاسم اليوم الاحد 29.10.2023، الذكرى الـ 67 لمجزرة كفر قاسم، فكانت هذه الجماهير عند حُسْنِ الظن بهم، حيث ضربت أروع الأمثلة في التزامهم بميراث الذكرى الاصيل و بوصية الشهداء الخالدة".

وأضاف البيان، "كما في كل عام أيضًا فقد شارك عدد كبير من أهلنا من المجتمع العربي الفلسطيني ومن أصدقائنا اليهود المحبين للسلام والأخوة بين الشعوب، الذين دأبوا على مشاركة أهل كفر قاسم في ذكرى المجزرة في كل عام، تأكيدًا منهم على أن الطريق واحدة، وأن المصير واحد وأن المسير أيضًا واحد".

وأردف، "نُثَمِّنُ هذه المشاركة المستمرة منذ 67 عامًا، ونسجل اعتزازنا بهذه اللحمة الشعبية والالتفاف الوطني المحلي والقطري، والتمسك الأسطوري بالأمل في مستقبل أفضل بالرغم من غياب العقل بفعل ضغط الأوضاع الأمنية السائدة في هذه الفترة".

وقال بيان اللجنة الشعبية: "لم يكن هذا اليوم ليخرج إلى النور لولا جهود أطراف كرست حياتها لخدمة ذكرى مجزرة كفر قاسم: بلدية كفر قاسم، لجنة إحياء ذكرى المجزرة، اللجنة الشعبية، وطواقم المنظمين وطواقم المرشدين الذين أهلتهم اللجنة الشعبية لدور جليل ومقدس، فعملوا بلا كلل ولا ملل لتقديم الإرشاد في المدارس على مدار الأسابيع الماضية التي سبقت يوم الذكرى".

وأردف، "كان لعمل كل هؤلاء كطاقم منسجم انسجامًا كاملًا الفضل الكبير - بعد فضل الله تعالى - في إخراج هذه المسيرة في ظل الظروف الصعبة والتقييدات التي أعلنت عنها الجبهة الداخلية بسبب تصاعد الحرب على قطاع غزة، والتي اشترطت عددًا محدودًا للمشاركة في مثل هذه المناسبات".

وأضاف، "حافظنا على إحياء الذكرى ضمن الفقرات الأساسية المتعارف عليها، إلا أننا ومن باب المسؤولية الوطنية تجاه سلامة المشاركين، عملنا على اختصار الفقرات والكلمات قدر المستطاع لتكون محلية فقط، أملًا منا في تجاوز هذا اليوم دون أحداث من أي نوع، انتهى يوم الذكرى بنجاح، وعاد الجميع إلى بيوتهم سالمين غانمين يحملون رسائل الذكرى وذكرياتها إلى أبد الدهر".

أحداث المجزرة..

ووقعت مجزرة كفر قاسم بتاريخ 29/10/1956 في أعقاب العدوان الثلاثي الذي شنته كل من بريطانيا وفرنسا و"إسرائيل" على مصر، حيث فرضت "إسرائيل" آنذاك حكمًا عسكريًا على العرب، حيث أعلنت في حينه قيادة الجيش الإسرائيلي حظر التجول على قرى أراضي48 من الساعة الـ5 مساءً حتى الساعة الـ6 صباحًا والقرى هي: كفرقاسم، وجلجولية، والطيبة، والطيرة، وقلنسوة خشية وقوع معركة على الحدود الأردنية.

حيث أوعز قائد كتيبة الجيش المرابطة على الحدود الفلسطينية الأردنية "شدمي لمالينكي" بتنفيذ حظر تجوال الفلسطينيين وكان القرار حازمًا إذ صدرت أوامر باستخدام القوة ضد المخالفين، فيما جرى إبلاغ مختار كفر قاسم وديع أحمد صرصور قبل نصف ساعة فقط من الحظر، ولم يكفي ذلك الوقت لإبلاغ الفلسطينيين الذين يعملون خارج القرية.

وفي تمام الخامسة مساءً بدأت مذبحة كفر قاسم، إذ توزعت أربع فرق من قوات حرس الحدود على مداخل القرية، وبدأوا يطلقون النار على كل من تواجد خارج منزله، وخلال ساعة واحدة استشهد في الطرف الغربي من القرية 43 شخصًا، ووقع في شمال القرية 3 شهداء، وشهيدين داخلها، حيث كان بين الشهداء 9 نساء و16 طفلًا أعمارهم دون الـ18، و5 دون الـ10 أعوام، فيما جرح 18 فلسطينيًا.

وبلغت نسبة القتلى من قرية كفر قاسم في تلك المجزرة 2.5% من السكان، حيث لم يكن يتجاوز عدد سكانها في ذلك الوقت الـ2000 نسمة، وقتل طفل من الطيبة، ورجل ستيني من الطيرة، وشاب من باقة الغربية.

"إسرائيل" تتهرب من المسؤولية

حاولت السلطات الإسرائيلية برئاسة ديفيد بن غوريون آنذاك التهرب من مسؤوليتها بارتكاب مجزرة كفر قاسم، وفي أعقاب ذلك بدأت أخبار المجزرة تتسرب، حيث نشر أول خبر عنها بعد أسبوع، فيما منعت "إسرائيل" نشر أي خبر عن تفاصيلها للرأي العام حتى تاريخ 17/12/1956.

أصدرت السلطات الإسرائيلية بيان في أعقاب تسرب الأخبار للرأي العام يفيد بإقامة لجنة تحقيق في المجزرة، استمرت المحاكمة الشكلية لمدة عامين، وبتاريخ 16/10/1958 أطلق سراح آخر المتهمين في المجزرة، بينما حوكم "شدمي"وهو صاحب الأمر بارتكاب المجرزة فقد صدر بحقه حكم بالتوبيخ ودفع غرامة مالية قيمتها قرش إسرائيلي.

وبحسب ما تم الكشف عنه لاحقًا فقد كانت مجزرة كفر قاسم من ضمن خطة إسرائيلية تهدف لترحيل الفلسطينيين في منطقة المثلث عبر ترهيبهم في خطة أطلق عليها اسم خطة "خلد".

التنكيل بالشهداء..

بعد أن أنهت قوات حرس الحدود المجزرة في كفر قاسم، قامت بجمع جثث الـ49 شهيدًا ووضعها في شاحنة وإلقائها في منطقة قريبة من مركز شرطة بلدة رأس العين، وبعد يومين من المجزرة، استدعت القوات الإسرائيلية أفراد من القرية للتعرف على الجثث حيث تقرر دفنهم في القرية، وتم تشخيص 47 جثة، فيما لم يتمكن أحد من التعرف على جثتين لامرأتين بسبب كثرة التشويه.

وبتاريخ 31/10/1956، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن نهاية حظر التجول، ليخرج أهالي كفر قاسم إلى مداخل القرية التي كانت لا تزال مصبوغة بلون دماء ضحايا المجزرة، لينطلق عقب ذلك الأهالي في القرية في مسيرة نحو بيت مختار القرية صرصور مطالبينه بعدم السكوت عما حدث في قريتهم.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر