لو بقي عيدن نتان زادة حيًا ربما كان اليوم وزيرًا يحكم مع تياره

مجزرة شفاعمرو من


  • الجمعة 4 أغسطس ,2023
لو بقي عيدن نتان زادة حيًا ربما كان اليوم وزيرًا يحكم مع تياره
شفاعمرو 2005

مجزرة شفاعمرو من الرابع من آب 2005، وكما المجازر الصهيونية الإسرائيلية بحق شعبنا وكما النكلة هي ليست ماضيا كان، وإنما هي واقع يبقى حاضرا يشهد التحولات والتتناقضات، وفي كل نظرة تاريخية نجد ان ما كان يبدو على هامش المجتمع الإسرائيلي بات التيار المركزي السائد في اسرائيل.

انتمى المجرم نتان زادة الى مستعمرة تبواح التي أقامتها دولة الاحتلال في العام 1978 في موقع استراتيجي يطل على طريق نابلس رام الله، وعلى أراض قرية ياسوف الفلسطينية، واعتبرت المستعمرة المقر اللا-رسمي لكن الفعلي للتنظيم الإرهابي كهانا حاي والذي انتمى اليه ونشط فيه الجندي نتان زادة، وفي رسالته التي تركها لاهله اعتبر ان خطة فك الارتباط مع غزة وشمال الضفة ولإخلاء المستوطنين وهدم المستعمرات هي ما تدفعه للتفكير فيما قد يقوم به من موقف تجاه الجيش ومن ردة فعل على إخلاء المستوطنين.

فعليا نتان زادة مقترف مجزرة شفاعمرو كان عقائديا وخطط لجريمته بشكل عقلاني وبدم بارد. وهو ابن التنظيم الإرهابي كانا حاي والذي خرج منه تنظيم نوعر هجفاعوت (شبيبة التلال) المحميين من مجلس المستوطنات والجيش والدولة والقضاء، وهم الذين يقومون تحت هذه الحماية بحرق حوارة وترمسعيا وأم صفا وبأعمال الإبادة تجاه أهالي مسافر يطا وفي معظم أنحاء الضفة الغربية.

انهم التنظيمات ذاتها التي نشأ فيها سموتريتش وبن غفير، وهم الذين تواصلوا بشكل حثيث مع الوزيرين والمقربين منهما أثناء القيام باعتداءاتهم الإرهابية في القرى المذكورة وغيرها.

لم يأت عيدن نتان زادة من فراغ، ولم يحصل اي فراغ في التنظيم الارهابي اليهودي بعد مقتله، بل أن التيار الذي انتمى اليه بات سيد الحكومة الحالية والحكم في اسرائيل، وبات اكثر قناعة بضرورة معركة الحسم مع الفلسطينيين وسحق وجودهم، بدلا من ادارة الاحتلال. انه التيار الذي يحتل مواقع مفصلية حاسمة في الدولة في كل ما يتعلق بفلسطين وبالفلسطينيين اينما كانوا، أنه التيار الذي لم ينجز مشروعه بعد، "نحو أرض إسرائيل الكاملة" و"دولة الشريعة اليهودية" في كل فلسطين، بل على قناعة بانه مجرد بدأ في تنفيذ مشروعه، والآتي أعظم..

بالمقابل، لا بد من التأكيد بأن مشروعنا نحن الفلسطينيين لم ينجز بعد، ولن نسلم به مهما كان، حتى وإن بدت اللحظة محبطة لكن شعب المسافات الطويلة من التضحية والنضال لا تتوقف مسيرته بسبب بؤس اللحظة الراهنة.

لن ننسى المجزرة ولا القاتل الارهابي ولا المنظومة التي وقفت وراءه.

المجد والخلود للشهيدين والشهيدتين ميشيل بحوث ونادر حايك وهزار تركي ودينا تركي

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر