تسييج دير وكنيسة مار إلياس في حيفا..وناشط للجرمق: نخطط لتشكيل حراسة مشددة على الدير وتنظيم الدخول له

أقام القيّمون على كنيسة ودير مار إلياس في حيفا سياج حديدي مع بوابة مقفلة لمنع أي محاولة للاعتداء على الدير والكنيسة التي شهدت اقتحامات واعتداءات متكررة من قبل جماعات من المستوطنين خلال الأشهر الأخيرة في محاولة لأداء صلوات وطقوس فيها بزعم وجود قبر لـ "النبي إليشع" في المكان.
وجاءت هذه الخطوة بعد ازدياد حدة الاعتداءات على الكنيسة والدير، حيث بدأت الاعتداءات بأعداد قليلة من المستوطنين ثم بدأت الأعداد تزداد يومًا بعد الآخر إلى أن وصلت حافلات تقل مستوطنين في محاولة لتغيير معالم الدير.
ويقول الناشط إبراهيم غطاس حول قرار تسييج الدير، "القرار صدر عن الرهبان الكرمليين القيمين على دير مار إلياس، ونحن كنشطاء تقدمنا بهذا الطلب بعدما رأينا أنه الحل الأمثل والأنسب لمنع تفاقم الوضع أكثر فأكثر".
ويتابع للجرمق، "محيط الدير، والجبل كامل حتى البحر هو بملكية خاصة لدير مار إلياس ومُسجل في سجلات الدولة كملك خاص، ولكن على مدار سنوات طويلة حدثت عملية اقتطاع من ملكية الدير، حتى الشارع الذي يصل للدير هو شارع بملكية خاصة، وكان له بوابة وقفل قرب مدخل شارع عباس، ولكن مع الوقت ومع توالي الضغوطات والتطورات، تم شق الشارع الذي يصل منطقة الدير مع منطقة الكرمل وبذلك أصبح الشارع مفتوح على كل الجهات ولكن الملكية بقيت خاصة".
ويضيف للجرمق، "بحسب عقيدة وإيمان الرهبان الكرمليين، فإن دير مار إلياس هو المدخل للأراضي المقدسة، وهو الدير الوحيد في حيفا بل في كل البلاد الذي لا يوجد حوله سياج، ومن هذا المنطلق ينطلق الحجاج منه".
ويقول، "ولكن الحكومة الإسرائيلية الحالية حكومة فاشية ضمن سياستها الممنهجة تهويد الأرض والمقدسات والدفع بالاستيطان الداخلي، فهي تحاول إيجاد ثغرات دائمًا للاستيلاء على المقدسات كما حدث مع مغارة الخضر التي دخلها المستوطنون بحجة التسييج واليوم هي كالكنيس ويمنع علينا دخوله".
ويتابع غطاس للجرمق، "الاعتداء على دير مار إلياس تكرر 9 مرات وفي نهاية المطاف وصلت حافلات تقل مستوطنين للاعتداء على الدير، ولكن تصّدى الشبان لهذه الاعتداءات وتوافدوا من كل حدب وصوب باتجاه الدير لحمايته ومنعوا اعتداءات المستوطنين وتغيير الأمر الواقع".
ويقول للجرمق، "من الناحية القانون يمكننا استغلال القانون لمواجهة هذه الاعتداءات فالحكومة تحاول بناء مطبات لنا وتوريط الشبان خاصة بعدما تم إقرار قانون التعامل مع قضايا من هذا النوع بحسب القانون القومي وليس الجنائي، ولذلك قررنا أن نفكر بعقلانية ونستغل القانون الذي يقول أن أي حد لملكية خاصة يتم تجاوزه من قبل أحد يجب أن يتم محاسبة المعتدي جنائيًا".
ويضيف للجرمق، "الحدود لملكية الدير ليست فقط السياج وإنما كل الجبال ولكن هذه الطريقة الوحيدة لمنع المعتدين من الدخول للدير"، مشيرًا إلى أن المستوطنين لم يقتحموا الدير منذ وضع السياج قبل عدة أيام.
ويقول، "نحن مستعدون لمواجهة الاعتداءات، ومن المخطط أن يتم وضع حراسة أمنية مشددة على الدير وتنظيم الدخول لحمايته ولحماية الشبان المرابطين فيه".
حشود إسلامية ومسيحية لحماية الدير
ويقول غطاس في حديثه للجرمق، "منذ بداية الاعتداءات توافدت حشود إسلامية ومسيحية ودرزية لحماية الدير، فالجميع شعروا أن هذه القضية تخصهم، فالمقدسات هي جزء من التراث العربي الفلسطيني سواء مقدسات إسلامية أو مسيحية".
ويتابع للجرمق، "علينا أن نحافظ على النسيج المجتمعي وعلى مقدساتنا كشعب واحد لصد السياسات، ومن هنا سأتعاطف مع من قدموا للدير والكنيسة لحمايته، وأدعو الشبان للقدوم والرباط في الدير".
ويقول للجرمق، "يجب علينا أن مواجهة جميع المخططات التي تحاول حرف بوصلة نضالنا، فهناك مجموعات تصل للدير لاستغلال القضية للتشجيع على التجنيد في الجيش الإسرائيلية وهدفها فتفتة المجتمع، حيث تأتي هذه المجموعات مع علم يدعو للتجنيد".
ويتابع للجرمق، "رسالتي للشبان الذين يدعون للتجنيد، كيف تأتون حاملين علم يُشجع على الدخول في جهاز أمني يحمي المعتدين على المقدسات، هذا تناقض صارخ لما نقوله".
ويضيف غطاس للجرمق، "نحن اليوم في مرحلة جديدة يجب أن نتعامل بعقلانية، لأن ما يحدث محاولة لتغيير الأمر الواقع، حتى أن وسائل الإعلام تكتب عن الدير ’منطقة متنازع عليها’ وهذا ظهر فقط خلال الأسبوعين الأخيرين".
ويؤكد للجرمق أن، "دوريات الحراسة لم تنقطع عن الدير خلال الأسابيع الأخيرة، كما أن هناك تحرك عالمي وضغوطات على الحكومة لمنع المستوطنين من العودة للدير".
وبدوره، يقول الناشط حليم حداد للجرمق، "الدير جميعه ملكية خاصة وأنا برأيي أننا لسنا مضطرون للدفاع بشكل مستمر عن هذا الأمر، فلماذا يجب علينا إثبات أن الجبل كامل بما فيه الدير والكنيسة هو ملكية خاصة؟".
ويُشار إلى أن جماعات المستوطنين تواصل الاعتداء على دير مار إلياس منذ عدة أشهر، حيث اقتحمه قبل عدة أشهر بضعة مستوطنين وحاولوا الصلاة في الكنيسة ثم تطورت الاقتحامات لتصل حافلات تقل عشرات المستوطينن إلى الدير.