ما الفرق بين نظام "البجروت" الإسرائيلي ونظام "التوجيهي" الفلسطيني؟


  • الجمعة 21 يوليو ,2023
ما الفرق بين نظام "البجروت" الإسرائيلي ونظام "التوجيهي" الفلسطيني؟
توضيحية

احتفل مئات آلاف الطلبة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة باجتيازهم مرحلة الثانوية العامة (التوجيهي) الذي يتمثل بتقديم اختبارات تُجريها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لهم، حيث يتأهل الطلبة الذين يجتازون هذه الاختبارات للدخول إلى المرحلة الجامعية.

وبينما يحتفل الطلبة الفلسطينيون في الضفة وغزة باجتياز المرحلة الثانوية (التوجيهي)، يتقدم عشرات آلاف الطلبة الفلسطينيين في أراضي48 لاختبارات مرحلة "البجروت" وهي الاختبارات التي تؤهلهم للدخول للمرحلة الجامعية، حيث تتوزع اختبارات مرحلة "البجروت" التي تجريها وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية على مدار 3 سنوات في الصف العاشر وتستمر حتى الصف الحادي عشر.

ما الفرق بين التوجيهي و"البجروت"؟

تعتمد وزارتا التربية والتعليم الفلسطينية والأردنية على حد سواء على اختبارات "التوجيهي" كشرط لحصول الطالب على شهادة الثانوية العامة وهي المرحلة الدراسية الأخيرة في فلسطين (الضفة الغربية وغزة) والأردن حيث يتأهل الطالب عند اجتيازه هذه المرحلة للدخول للمرحلة الجامعية، كما يتنسى له الالتحاق في بعض الكليات التي تتطلب شهادة ثانوية عامة.

وتأخذ مرحلة "التوجيهي" صخبًا وضجة في الشارع الفلسطيني والأردني وذلك لأنها المرحلة التعليمية المدرسية النهائية التي ستحدد إمكانية التحاق الطالب بالمرحلة الجامعية أم لا، حيث تتم مرحلة "التوجيهي" خلال شهرين فقط يتقدم خلالها الطالب لامتحانات في مواضيع متعددة تندرج تحت تخصصات "العلوم الإنسانية أو التخصصات العلمية أو التكنولوجية أو الصناعية..".

أما في أراضي48 يضطر الطلبة الفلسطينيين للتقدم لاختبارات "البجروت" وهو نظام تتبعه وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، حيث تنقسم اختبارات مرحلة "البجروت" على 3 سنوات تبدأ من الصف العاشر وتنتهي في الصف الثاني عشر، وهناك إمكانية لإعادة الاختبارات أو رفع العلامة في أحد المواد التعليمية خلال السنوات الثلاث.

ويحصل الطلبة الفلسطينيين في أراضي48 على علامة البجروت بناء على علامة تسمى العلامة "المركبة" وهي تتضمن النتيجة النهائية لاختبارات وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وعلامة أخرى تسمى "العلامة الواقية" وهي اختبار داخلي تجريه المدرسة، حيث تحسب علامة البجروت بناء على المعدّل بين العلاميتن الواقية والبجروت.

ويعد نظام البجروت الوسيلة الأساسية والمركزية لجهاز التربية والتعليم الإسرائيلي لمنح طالب شهادة إنهاء المرحلة الثانوية بعد اجتياز امتحانات في مجموعة من المواضيع الأساسية والتخصصات. 

وأُجريت اختبارات البجروت زمن الانتداب البريطاني ضمن جهاز التربية اليهودي (العبري) المستقل في فلسطين، بالرغم من أن حكومة الانتداب البريطاني وضعت شروطا ومقاييس ومواصفات لاستحقاق شهادة الإنهاء الفلسطينية. 

وبحسب تقرير لمركز مدار فقد، "نجح الضغط الصهيوني من خلال اللجنة الوطنية (فاعاد لئومي) في الييشوف اليهودي في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي في تحقيق استقلال تام لجهاز التعليم اليهودي، ما أدّى إلى إجراء امتحانات البجروت للطلاب اليهود بصورة مستقلة عن بقية طلاب فلسطين، وهم في معظمهم من العرب".

وإبّان النكبة، استمرت "إسرائيل" في اتباع نفس الطريقة في تقديم امتحانات الثانوية العامة، ولكن ضمن إطار وزارة التربية الاسرائيلية مع إحداث تغييرات وتعديلات متواصلة في المواضيع التي يُمتحن بها الطالب، وكذلك في المناهج التعليمية.

وفي أعقاب إجراء الإصلاح التعليمي في مطلع السبعينيات في اسرائيل أُحدثت تعديلات جذرية على عدد المواضيع التي يتوجب على الطالب في "إسرائيل" التقدم إليها بصورة إلزامية كأساس لتركيب شهادة إنهاء المرحلة الثانوية "البجروت"، وهي : اللغات العبرية والعربية والانجليزية والرياضيات والتاريخ والمدنيات.

 وبحسب هذه التغييرات، أصبح على الطالب أن يختار موضوع تخصص واحد وبالإمكان أكثر ليتوسع في دراسته وبالتالي يزيد من نقاط (أو وحدات تعليمية، إذ يقاس كل موضوع وفق وحدات تعليمية تتناسب وحجم المادة التعليمية المقررة)، ما يؤهله أكثر للانتساب إلى معاهد التعليم العالي في إسرائيل. ويدرس الطالب مجموعة من المواضيع الاختيارية من قبل المدرسة، ويتقدم فيها إلى امتحانات مدرسية وتحتسب النتائج رسميًا وتسجل في شهادة الإنهاء المصادق عليها من قبل مديرية الامتحانات في وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية.

ويستطيع الطلبة الفلسطينيين في أراضي48 الذين حصلوا على شهادة الثانوية العامة في "إسرائيل" الالتحاق في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية كجامعة النجاح والجامعة العربية الأمريكية وجامعة بيرزيت، بحيث تقوم هذه الجامعات بمعادلة شهادة "البجروت" مع شهادات "التوجيهي" حيث ترصد الجامعات معدلات الطلبة من أراضي48 بعد معادلتها، وتبّلغهم بإمكانتهم الالتحاق بالجامعة التي تقدموا لها، وبذلك يستطيع الطالب من أراضي48 الدراسة في أي من التخصصات التي يريدها مع الأخذ بعين الاعتبار معدلات القبول في الجامعة.

أما عن الطالب الفلسطيني في أراضي48 الذي يريد الالتحاق بإحدى الجامعات الإسرائيلية، فعليه التقدم لاجتياز اختبار "البسوخومتري" وهو امتحان مشترك تعترف به الجامعات الإسرائيلية كشرط إلى جانب شهادة البجروت للقبول في الجامعات حسب المعدل التراكمي للثلاثة علامات (البجروت والواقية والبسوخمتري)  بنسب تختلف من جامعة لأخرى.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر