بات الأطفال الفلسطينيون في أراضي48 يخشون الذهاب إلى المدرسة، وكذلك الناس هناك أصبحوا يخافون الذهاب إلى العمل، لأن المنظمات الإجرامية تفعل ما يحلو لها، مقابل عدم وضع حدٍ لها من قبل الشرطة الإسرائيلية، المسؤولة عن فرض النظام والأمان هناك.

ووفقًا معطيات نشرها موقع "واينت" العبري في تقرير نشره موقع الجرمق الإخباري، فقد وُجهت لوائح اتهام في 8% فقط من جرائم القتل، منذ بداية العام الحالي 2023 حتى منتصف أبريل.

ويشير الموقع العبريّ إلى أن الجريمة آخذة في الارتفاع أيضًا داخل المجتمع الإسرائيليّ، لكن معدل كشف الجناة هناك وتقديم لوائح اتهام أكبر بكثير، وعندما تضيف إلى هذه الأرقام الكئيبة المستوى المنخفض لكشف قضايا القتل من قبل الشرطة الإسرائيلية، لدى الفلسطينيين بأراضي48، تصبح الصورة أكثر كآبة.

وتكبد الداخل الفلسطينيّ منذ بداية العام الحاليّ، 102 قتلى، والنبأ السيئ هو أن الرقم قد يرتفع، ومن المتوقع أن ينتهي عام 2023 بسجلٍ سلبيّ للقتلى في هذا الإرهاب الإجرامي المنتشر داخل أراضي48.

معطيات الشرطة الإسرائيلية حول نسبة كشف قضايا القتل لعاميّ 2022 و 2023 ترسم صورة قاتمة للفشل 

ويكشف موقع "واينت" معطيات الشرطة الإسرائيلية، حول نسبة حلّ قضايا القتل لعاميّ 2022 و 2023 وفقًا للتقسيم إلى مناطق، والتي رسمت صورة قاتمة للفشل شبه الكامل في قضايا القتل العمد، من قبل الشرطة الإسرائيلية في التعامل مع الجريمة المتصاعدة، وتدني حلّ القضايا مقارنة بالحلول في المجتمع الإسرائيلي.

وبحسب المعطيات، فمنذ بداية العام 2022 وحتى إبريل من العام الجاري، تم حلّ 75% من حالات القتل لدى الإسرائيليين، مقابل 19٪ فقط لدى فلسطينيي 48.

كما أظهرت المعطيات التفاوت المريع في عدد جرائم القتل، بين الإسرائيليين وبين فلسطينيي48.

وفي عام 2022، فكت الشرطة الإسرائيلية لغز خمس جرائم قتل في المجتمع الإسرائيليّ، وست جرائم قتل في أراضي48، وظلت 28 جريمة قتل دون حل.

وفي عام 2023 حتى منتصف إبريل، كان هناك 12 جريمة قتل، تسعة منها في أراضي48، تم حلّ قضية واحدة فقط.

وفي منطقة المركز: وقعت 35 جريمة قتل في عام 2022 - 25 منها لدى فلسطينيي 48

وفي منطقة المركز وقعت 35 جريمة قتل في عام 2022 - 25 منها لدى فلسطينيي 48. ومن أصل 10 جرائم قتل في المجتمع الإسرائيليّ تم حل 9 قضايا قتل في عام 2022. ولكن من بين 25 حالة قتل لدى فلسطينيي 48، تم حل خمس قضايا فقط. 

في عام 2023، كان هناك 15 جريمة قتل في منطقة المركز، ستة منها في المجتمع الإسرائيليّ، و 9 بين فلسطينيي 48. 

بالنسبة لكشف الجناة في المجتمع الإسرائيليّ، حققت الشرطة الإسرائيلية نسبة نجاح تقارب 100٪ حيث تم تقديم خمس لوائح اتهام من أصل ست جرائم قتل، ولكن من بين تسع قضايا قتل بين فلسطينيي 48، لم يتم كشف الجناة في أي من جرائم القتل التي حصلت.

منطقة الشمال: عام 2022 وقعت 24 جريمة قتل، منها جريمة قتل واحدة فقط في المجتمع الإسرائيليّ

تشير بيانات منطقة الشمال لعام 2022 إلى وقوع 24 جريمة قتل، منها جريمة قتل واحدة فقط في المجتمع الإسرائيليّ، وكُشف الجاني فيها. ولدى فلسطينيي 48، تم حل أربع جرائم قتل فقط من أصل 23 جريمة قتل. في عام 2023، حصلت 15 جريمة قتل، اثنتان منها في المجتمع الإسرائيليّ، وقد تم بالفعل حلّ كلتا القضيتين، وتوصلت الشرطة إلى القتلة، بينما لدى فلسطينيي الـ 48 في منطقة الشمال، في عام 2023، لم تُحل أي جريمة قتل، ولم يتم التوصل إلى الجناة.

منطقة الجنوب: وقعت 21 جريمة قتل في عام 2022 - 14 منها بين فلسطينيي 48

في منطقة الجنوب، وقعت 21 جريمة قتل في عام 2022 - 14 منها بين فلسطينيي 48، حُلّت ثمانية منها فقط. ومن أصل سبع جرائم قتل في المجتمع الإسرائيليّ، تم حلها جميعها. الرقم يظهر فجوة كبيرة بشكل ملحوظ عن فلسطينيي 48. في عام 2023، وقعت تسع جرائم قتل، ثمانية منها بين فلسطينيي 48 وجريمة قتل في المجتمع الإسرائيليّ تم حلها بالفعل، مقارنة باثنين فقط لدى فلسطينيي 48.

الأبعاد الخطيرة: تدني حلّ قضايا القتل، يشجع القتلة لمواصلة ارتكاب جرائمهم

ينقل موقع "واينت" ما صرّح به رئيس لجنة الشرطة في نقابة المحامين، المحامي فيني فيشلر، حيث قال: "المعطيات تعتبر شهادة فقر للشرطة، وأن تدني معدل حلّ قضايا القتل، يشجع القتلة لمواصلة ارتكاب جرائمهم، لأنهم يدركون أن فرصة الوصول إليهم بعد القتل ستكون متدنية".

رابط مختصر

اترك تعليق