كيف عقّب طلبة فلسطينيون على مشروع قانون "منع العلم الفلسطيني" داخل الجامعات الإسرائيلية؟


  • الجمعة 26 مايو ,2023
كيف عقّب طلبة فلسطينيون على مشروع قانون "منع العلم الفلسطيني" داخل الجامعات الإسرائيلية؟
توضيحية

استنكر طلبة فلسطينيون وأعضاء في الحراكات الطلابية طرح مشروع قانون إسرائيلي جديد يقضي بمعاقبة أي طالب فلسطيني أو حركة طلابية في الجامعات الإسرائيلية ترفع العلم الفلسطيني أو تعبر عن تأييدها للقضية الفلسطينية.

وتقول سعاد أبو صالح عضو شبيبة أبناء البلد في جامعة حيفا للجرمق، "خطورة القانون تتجاوز بشكل أو بآخر خطورة الاحتلال وأذرعه، الاحتلال ومؤسساته يرون الطالب الفلسطيني كتهديدٍ مباشر على ثقافة هذا الكيان واستمرارية فكره، فمن الطبيعي وغير المفاجئ طرح قانون يعاقب الطالب الفلسطيني أو أي حركة طلابية ترفع العلم الفلسطيني".

وتتابع للجرمق، إن، "تهديدات الكيان الإسرائيلي ما هي الا كلام يُسطر ولا قيمة له، وكما قال الأسير العارضة، هذا الوحش وهم من غبار، الطالب الفلسطيني يعي تمامًا ما مدى خطورة عدم رفع علمنا، وبالمقابل ويعي تمامًا أهمية رفع العلم في كافة المناسبات الوطنية كانت اجتماعية أو سياسية، فكيف إذا كان الحديث عن  رفعه في إطار طلابي شبابي كالجامعات الإسرائيلية التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية؟".

وتضيف، "أكاد أجزم أن رؤية رئيس الوزراء الاسرائيلي فشلت في عدّة مواقف وها هي تفشل هنا، الكبار يموتون والصغار لم ولن ينسوا، وعلى درب الكبار حتّى الحريّة والعودة الكاملة، وبالنسبة للجزء الذي يختصّ بطرق مقاومة ومجابهة قانون عنصري كهذا، فسأبدأ بمقولةٍ تمثّلني أنا شخصيًا، والشعب الفلسطيني عامةً، أن "الحقوق تنتزع ولا تُمنح أو تُطلب"، فحقٍ نفيسٍ كهذا يحتاج لاحتجاج نفيسٍ عظيم إذ لا نتيجة منه الا الانتصار وانتزاع الحق الشرعي هذا".

وختمت للجرمق، "لطالما آمنت بأن الحراك الطلابي الشبابي وخطواتهم مباركة، مباركة جدًا وهنا ستتوظّف هذه العظمة، وفي النهاية، "يا هناك في علاك قاهرًا عداك، قاهرًا عداك"".

وتقول إلين نصرة عضو الجبهة الطلابية في جامعة "تل أبيب" في حديث للجرمق، "الهدف من هذا القانون هو تخويف الطلبة وسلخ الطالب الفلسطيني في الجامعات الإسرائيلية عن هويته ومنعه من المشاركة في فعاليات لها علاقة بالقضية الفلسطينية، وهدف الحكومة منعنا من التدخل في أي أمر سياسي، والحكومة تحاول تخويف الطالب، أن يفقد تعليمه في حال رفع العلم الفلسطيني".

ويضيف للجرمق، "كطالبة وكعضو في الحركة الطلابية فإنني أرى أنه بالرغم من تخويف الحكومة، فإن الطالب لا ينسلخ عن هويته وتاريخ وقضيته".

وتقول، "حتى لو منعنا من رفع الفلسطيني، سنذهب للمقاهي داخل الجامعات ونخوض حوارات ونقاشات ثقافية وسياسية عن القضية الفلسطينية، لزيادة الوعي لدى الطلبة وخاصة  طلبة سنة أولى".

وتردف نصرة للجرمق، "اليوم نحن كحراكات طلابية نحاول أن نفكر خارج الصندوق، فمثلًا نحاول رفع ألوان العلم الفلسطيني دون أن نشكل خطر على الطالب ونقوي ثقته بالحركة الطلابية حتى يشارك معنا".

وتتابع، "كما نقوم بتنظيم حواريات مع أعضاء كنيست ومحللين لتوعية الطلبة عن مخططات الحكومة الإسرائيلية".

وتضيف للجرمق، "الخوف دائمًا موجود لدى الطلبة، والحركة الطلابية واجهت هذه المشكلة منذ سنوات، ولكن بسبب الإنترنت والحديث الذي يدور داخل الفعاليات التي نقيمها هناك وعي كبير ينشأ بين الطلبة يدفعهم للمشاركة في الفعاليات وطرح وجهات نظرهم على الطاولة".

وتضيف للجرمق، "خلال مراسيم إحياء ذكرى النكبة هذا العام شهدنا مشاركة واسعة من قبل الطلبة رغم الاعتقالات التي حدثت العام الماضي، فالتخوف موجود ولكن الطلبة لا تسمح لنفسها بالتقوقع على نفسها والاكتفاء بالخوف".

وبدوره، يقول نمر أبو أحمد عضو التجمع الطلابي-جفرا في جامعة "تل أبيب"، "الدولة النووية لديها رعب وهستيريا من العلم الفلسطيني، هذه الدولة تثبت عامًا بعد عام أنها ليست ديموقراطية وإنما دولة بوليسية تحكم بالحديد والنار، وتخالف ادعاءاتها أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحكم بالديموقراطية".

ويضيف للجرمق، "أثار رفع العلم الفلسطيني في تل أبيب ضجة والآن تصلنا أخبار أن هناك حديث عن قوانين سيتم نقاشها ضد الطلبة العرب والحركة الطلابية الفلسطينية".

ويتابع، "واضح أن سياسة إسرائيل لا تريد السماح للأقلية الأصلانية في البلاد بالتعبير عن هويتها ورفع علمها، وكل عام تحدث ضجة حول هذا الأمر".

ويضيف للجرمق "هذه القوانين هي محاولة لإسكات صوتنا واحتواء التوتر الموجود داخل الحكومة الإسرائيلية، كما أن أفيغدور ليبرمان حاول خلال العام الماضي سن قانون يقضي بمنع رفع العلم الفلسطيني".

ويتابع أبو أحمد للجرمق حول مواجهة هذا القانون، "سنعمل على إحراج الجامعات في البلاد على الساحة الدولية خلال عملية تقييم الجامعات في العالم عند الحديث عن بنود وتفاصيل عن حرية التعبير وحرية الآراء والبعثات الطلابية".

ومن الجدير بذكره أن حركة التجمع الطلابي-جفرا استنكرت اقتراح القانون المزمع عرضه على طاولة اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع يوم الأحد والذي ينص على محاسبة كل طالب أو حركة طلابيّة ترفع العلم الفلسطيني أو تتظاهر في قضايا تدعم القضية الفلسطينية.

وقال التجمع وجفرا في بيان مشترك، "هذه القوانين العنصريّة تأتي كرد فعل مباشر على نشاطات ذكرى النكبة في الأسابيع الأخيرة في جامعات البلاد، وهو ما يؤكد أن رسالتنا وصلت وبقوة كبيرة ونحن جزء من الشعب الفلسطيني وكل محاولات المحو والأسرلة التي استهدفت المجتمع العربي منذ النكبة وحتى اليوم فشلت".

وتابع البيان، "هذه القوانين تأتي للتعبير عن جنون اليمين الفاشي في إسرائيل بعد أن حسم الشباب العربي في الداخل وطلابنا في الجامعات هويتهم وانتمائهم وهم يرون بأنفسهم جزءا من الشعب الفلسطيني ونضاله العادل ضد العنصريّة والظلم والاحتلال وسياسات التهجير والملاحقة لكل ما هو عربي وفلسطيني في البلاد".

وأردف البيان، "ترى جفرا والتجمّع الطلابيّ في رفض هذا القانون من قبل رؤساء الجامعات خطوة إيجابية إلا أن تبريرهم لهذا الرفض بحسب اعتقادهم أن القانون قد يسيء لسمعة الجامعات في العالم يؤكد أن منطلقاتهم ليست مبدئية بل تأتي لمصالحهم الاقتصادية التي تتعلق بالتمويل والميزانيات والدعم العالمي لها".

وأضاف، "عبرت جفرا والتجمّع الطلابيّ عن اعتزازهم بالطلاب الفلسطينيين في الجامعات على نشاطات ذكرى النكبة في الجامعات ورفعهم العلم الفلسطيني الذي بعث الأمل في نفوس أبناء وبنات شعبنا جميعًا في جميع أماكن تواجدهم سواء في الداخل أو الشتات".

وختم البيان بالقول: "مهما ازدادت هذه القوانين العنصريّة والملاحقة للعمل الطلابي والوطني فهذا لن يغير حقيقة كوننا جزء من الشعب الفلسطيني وسنستمر في التعبير عن انتمائنا لشعبنا ولقضيته العادلة وثوابته الوطنية وعلى رأسها العلم الفلسطيني".

ومن جهتها، قالت الجبهة الطلابية، "مستمرون برفع العلم الفلسطيني بالمبادرات والفعاليات في الجامعات رغم الملاحقة، مضيفة، "تنوي الحكومة الإسرائيلية، يوم الأحد القادم، بحث مقترح قانون منع رفع العلم الفلسطيني في الجامعات وإبعاد الطلاب رافعي العلم عن الأحرام الجامعية، في هستيريا واضحة من صعود الحركة الطلابية وشعبيتها وإلتفاف الطلاب المظلّلين في العلم الفلسطيني..حولها في السنوات الأخيرة".

وتابعت الجبهة في بيان لها أن، "هذا التحدّي هو ليس الأول الذي توضع أمامه حركتنا الطلابية، ومنطق التاريخ أن تزداد الشعوب مقاومة وحيوية وجرأة كلّما إزدادت عنصرية المؤسسة، ففي عام 2012، حين سُنّ قانون منع إحياء ذكرى النكبة، بادرت الجبهة الطلابية إلى إقامة مراسيم إحياء ذكرى النكبة الأولى فالتفّ مئات الطلبة حول المراسيم واستنسخت الفعالية في العديد من الجامعات الاسرائيلية والعالمية، وأمست المراسيم نشاطًا سنويا وحدويا يجمع طلابنا وحركاتنا من كل المشارب، وبقي قانون النكبة البائس حبرًا على ورق".

وأضافت، "هذا القانون، بائس وزائل، والعلم الفلسطيني، بوصفه رمزًا قوميا وتعبيرا عن امتداد طلابنا الفلسطينيين التاريخي، باقٍ".

والأحد، ستناقش اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع مشروع قانون يُعنى بتعليق دراسة طالب في مؤسسة أكاديمية إسرائيلية بعد رفعه العلم الفلسطيني أو تعبيره عن تأييد أنشطة مناهضة للاحتلال الإسرائيلي.

 ويُشار إلى أن اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع تناقش يوم الأحد المقبل مشروع قانون يعني بدراسة طالب في مؤسسة أكاديمية إسرائيلية بعد رفعه العلم الفلسطيني أو عبّر عن تأييد أنشطة مناهضة للاحتلال الإسرائيلي.

وقدم المشروع عضو الكنيست الإسرائيلي "ليمور سون هار ميلخ" من حزب "عوتسما يهوديت"، ويقضي بتعليق دراسة طالب جامعي لمدة 30 يوًما على الأقل، بسبب رفع العلم الفلسطيني أو بسبب تأييد أنشطة تعتبرها "إسرائيل" معادية لها.

وبحسب المقترح الذي قدمه عضو الكنيست الإسرائيلي سيتم حلّ أي مجموعات طلابية قد تخالف هذا القانون.

وأضاف في مشروع قانونه، "تكرار المخالفة سيؤدي إلى الإبعاد عن الدراسة إلى الأبد ومنع استحقاق للقب جامعي لمدة خمس سنوات".

وأردف، "مؤسسات أكاديمية تحولت في السنة الأخيرة إلى منبر تحريض مركزي على إسرائيل، ونظم طلاب في جامعات تل أبيب وبن غوريون والعبرية مظاهرات واضحة مؤيدة لانتفاضة".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر