عامان على ارتقاء محمد كيوان من أم الفحم

أم الفحم


  • السبت 20 مايو ,2023
عامان على ارتقاء محمد كيوان من أم الفحم
محمد كيوان

تصادف في هذه الأيام ذكرى ارتقاء الشاب الشهيد محمد كيوان من مدينة أم الفحم، والذي استشهد خلال أحداث هبة الكرامة برصاص شرطي إسرائيلي.

وبتاريخ 19/5/2021، فُجع أهالي أم الفحم وعموم المدن والقرى الفلسطينية باستشهاد الطالب محمد محمود كيوان 17 عامًا، من مدينة أم الفحم متأثرًا بإصابته برصاص الشرطة الإسرائيلية قبل أسبوع من ارتقائه.

غضب وإضراب..

وعم الإضراب الشامل في عموم الحياة بأم الفحم عقب ارتقاء كيوان، حيث أعلنت كل من اللجنة الشعبية وعائلة الشهيد محمد كيوان ولجنة المتابعة العليا وبلدية أم الفحم في بيانٍ مشترك يوم 20/5/2021 يوم حداد وإضراب يشمل المؤسسات العامة والخاصة والمحال التجارية في المدينة كافة.

وفي بيان مشترك، حمّلت عائلة الشهيد محمد كيوان ولجنة المتابعة العليا وبلدية أم الفحم واللجنة الشعبية في المدينة مسؤولية اغتيال الشاب محمد كيوان للشرطة الإسرائيلية، وجاء في البيان، "إننا نحمل مسؤولية اغتيال ابننا للشرطة الإسرائيلية وكافة الأجهزة المرافقة لها ونعتبر ما قامت بها هذه الشرطة جزءًا من جرائم الحرب التي يرتكبها طغاة إسرائيل في غزة والشيخ جراح والمسجد الأقصى والداخل الفلسطيني".

أراضي48 تشييع كيوان..

وشارك آلاف الفلسطينيين بتشييع جثمان الشاب محمد كيوان في حينه، حيث توافدوا من مدن وقرى وبلدات أراضي48 نحو أم الفحم لتشييعه.

وأطلق أهالي أم الفحم اسم شهيد الأقصى على الشاب محمد كيوان، بعد استشهاده خلال فترة أحداث نصرة المسجد الأقصى وغزة، وانطلق تشييع الشهيد من السوق البلدي في المدينة وصولًا إلى مقبرة محاميد محاجنة.

ووصفت جنازته بالمهيبة بعد مشاركة الأهالي من معظم قرى ومدن الـ48، وبعد دعوات كان قد أطلقها شبان وناشطون للأهالي بالتواجد والتجمهر قبيل التشييع بوقت طويل خوفًا من إغلاق الشرطة للطرق ومنع الوصول للجنازة.

غضب شعبي بعد إغلاق ملف التحقيق..

وبعد أشهر من ارتقائه، أعلنت "ماحاش" إغلاق ملف التحقيق بإعدام الشاب محمد كيوان من مدينة أم الفحم، حيث عم الغضب بين الفلسطينيين بأراضي48، أكدت أحزاب ولجان في أراضي48 على أن إغلاق قسم التحقيق مع أفراد الشرطة الإسرائيلية "ماحاش" التحقيق بملف الشهيد محمد كيوان من أم الفحم على أن القرار لم يكن مفاجئًا لهم.

وقالت لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، "لم نتفاجأ من قرار قسم التغطية على جرائم الشّرطة، والمسمى قسم التحقيق مع أفراد الشرطة / ماحش بإغلاق ملف قتل شرطتهم لشهيد هبّة الكرامة الطالب الثانوي، ابن الـ 17 عامًا، محمد كيوان، من مدينة أم الفحم، والذي أصيب برصاصات الشرطة الإسرائيلية التي أطلقت عليه بدم بارد يوم 12.5.2021، ليستشهد يوم 19.5.2021، فقد اعتادت المؤسسة الإسرائيلية بكل أجهزتها على إلحاق الجريمة بجريمة مثلها أو أسوأ منها".

وتابعت، "إننا نتساءل أمام هذا المشهد الذي يتكرر أمامنا منذ عقود، وخاصة منذ هبّة القدس والأقصى: ماذا يعني "إغلاق ملف التحقيق لعدم توفر الأدلة، وما هي الأدلة المطلوبة حتى يتأكد ارتكاب الشرطي لجريمته؟".

وأضافت، "كانت هناك قوة من الشرطة أطلقت النيران على  السيارة التي كان الشهيد داخلها على مفرق البيار (ميعامي). فكيف يمكن إقناع أحد بعدم وجود أدلة على إطلاق الرصاص من سلاح الشرطة".

وتابعت، لقد زعمت الشرطة يوم وقوع تلك الجريمة أن سيارة حاولت دهس أفرادها، ولذلك أطلقت النار على السيارة، وهذا يؤكده بيان الشرطة التي تبرر دائما جرائمها بالدفاع عن نفسها، فإذا كان هذا هو الحال، فإن الشرطة تعترف أنها هي التي أطلقت النار، ولأنها جهة رسمية فإن الأسلحة والذخيرة كلها مسجلة بالأرقام التسلسلية، ومن السهل تحديد السلاح الذي أطلق منه النار، فكيف يمكن عدم توفر أدلة".

ولفتت إلى أن، "هذا يحدث فقط في الدول التي ليس للعدالة فيها مكان ولا دور، والمؤسسة الإسرائيلية تتعامل معنا في الداخل الفلسطيني، بأنه يجوز سفك دمائنا دون أن يحاسب أحد".

وتابعت، "إننا نؤكد وقوفنا إلى جانب عائلة الشهيد التي طُعنت مرتين؛ بقتل ابنها وبالتستر على قاتله، وندعم كل خطوة تراها مناسبة بخصوص هذا الملف الذي يجب ألا يُغلق على المستوى الشعبي والحقوقي".

وأضافت، "نؤكد أن تجربة مجتمعنا الطويلة والدامية مع هذه المؤسسة الظالمة وشرطتها، التي تمارس قتل أبنائنا بدم بارد، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ما يسمى بقسم التحقيق مع الشرطة متواطئ، ويسعى دائمًا إلى اختلاق مبررات للتغطية على الـقــتلة ولإغلاق ملفات التحقيق عندما يكون الضحية عربيًا".

وقال حزب الوفاء والإصلاح، " لم نتفاجأ من إقدام ماحش (وحدة التحقيق مع رجال الشرطة) على إغلاق ملف التحقيق بقتل الشهيد محمد كيوان محاميد، فهذا ديدنها وهذا نهجها لا تحيد عنه قيد أُنملة، وها هي تضيف فضيحة أخرى إلى سجلها كممثلة للمؤسسة الإسرائيلية- الأسود".

وتابع، "إن كل من يعوّل على" ماحش"واهم، فهي جزء ومركب من مركبات المؤسسة العنصرية التي توفر الغطاء لجرائم شرطتها بحق أهلنا في الداخل".

وأضاف، "إننا نشد على أيدي أهل الشهيد-وجماهير شعبنا معهم- بمواصلة مشوار المطالبة بحق الشهيد أحمد، ومحاسبة الجناة، وسنواصل نضالنا في الانتصار لثوابتنا واسترداد حقوقنا، فلا يضيع حق وراءه مطالب".

رصاصةٌ أنهت أحلام محمد..

وقالت عائلة كيوان في حديثٍ سابق مع الجرمق إن نجلها طالب في مدرسة التسامح وهو رئيس مجلس طلبتها، وإنه يتمتع بروح جميلة ومعروف بحبه لجميع زملائه، وأن جل تفكيره كان بإنهاء تعليمه المدرسي لينطلق للتعليم الجامعي، لكن رصاص الشرطة الإسرائيلية كان أقرب إليه من حلمه البسيط.

وقد تداول أصدقاء الشاب كيوان مقطع فيديو سابق يظهر حب الطلاب له والتفافهم حوله وتعلقهم به، ولم يعلم أصدقاء محمد كيوان أن مشهد "زفة العريس" الذي يملؤه التصفيق وتغزوه الابتسامات، سيحل مكانه مشهد وداعٍ أليم لعريسٍ مؤجل إلى أجلٍ غير مسمّى، أو ربما لطفلٍ تحرر لتوّه من طفولته، يحاولُ الانطلاق إلى محطته الدراسية المقبلة بكامل طاقته.

وقال والد كيوان لـ الجرمق: "كنت أجهز له بيتًا كبيرًا فهو أصغر أولادي، أراد أن يُكمل تعليمه الجامعي، كان ابني خلوقًا وناجحًا بدراسته، سأظل أعيد ما حدث معه، مؤسف، ما حدث همجية، فمحمد لم يحمل حتى حجر".

وأضاف، "لقد قُتِل محمد بدمٍ بارد، تم اغتياله من المؤسسة الإسرائيلية، حتى أنه لم يحمل حجر، وحتى إن رمى حجر فهل هناك تناسب بين الرصاصة والحجر؟".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر