أحزاب وقيادات ونشطاء في أراضي48 ينعون الأسير خضر عدنان الذي ارتقى في سجون الاحتلال

نعت أحزاب وطنية وقيادات ونشطاء في أراضي48 الأسير خضر عدنان الذي ارتقى فجر اليوم الثلاثاء مضربًا عن الطعام في سجون الاحتلال رفضًا لاعتقال ورفضًا للتهم الموجهة له.
ونعت حركة أبناء البلد الشيخ خضر عدنان، حيث جاء في بيان لها، "استشهد المناضل الشيخ خضر عدنان في سجون الإحتلال بعد 86 يومًا من الإضراب عن الطعام مما أدى إلى تدهور في وضعه الصحي واستشهاده. نحن نحمل الإحتلال الإسرائيلي الغاشم مسؤولية هذا التدهور ونؤكد على أنها جزء من عمليات الاغتيال الممنهج والقتل البطيء لمناضلينا في السجون وآخرهم الشيخ الشهيد البطل خضر عدنان".
وتابعت، "استشهد الشيخ خضر عدنان، وهو قابض على جمرة الفكرة، فكرة التحدي والمقاومة والإباء، حيث قارع الإحتلال دائما وفي كل ساحة، وهزمه بمخابراته وسلطة سجونه مرارًا وتكرارًا في العديد من الإضرابات عن الطعام التي نال في نهايتها حريته. نحن في حركة أبناء البلد، إذ ننعى إلى شعبنا الشهيد البطل خضر عدنان، نؤكد أن تضحية الشيخ هذه، وبذل روحه في سبيل شعبه وقضيته، وقناعته المطلقة بعدم شرعية الإحتلال ومحاكماته في تحديد نضالنا الوطني جعلت منه رمزا فلسطينيا، وكتبت له صفحة مشرفة من صفحات تاريخ شعبنا وملحمته، سندرسها لأبنائنا جيلا بعد جيل".
وأضاف، "كما ندعو جميع أحرار شعبنا والعالم، إلى عدم السكوت، وتصعيد الاحتجاجات على هذه الجريمة النكراء، التي فضحت وستفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني بحق مناضلينا وأسرانا، وشعبنا كله، كي لا تذهب تضحيات الشيخ الشهيد سدىً، ولنصن العهد ونفي الوعد ... أن لا هدوء ولا استسلام ما دام الإحتلال قائماً..نم قرير العين شيخنا البطل، فقد عرفناك مناضلا شرساً، هزمتهم حيا وهزمتهم شهيداً".
وكتب النائب عن الجبهة والعربية للتغيير أحمد طيبي، "في كل زيارة لي للشيخ الشهيد خضر عدنان في مشفاه في الماضي وجدت رجلاً شجاعاً عنيدًا ملتزماً بمبدئه ومطلبه بلا تردد".
وأضاف، "من قرر أن يضع أسيرًا مضربًا عن الطعام لليوم الـ86 في هذه الحالة الطبية المتردية في غرفة سجن كان يدرك أن هذا قد يؤدي لاستشهاده وعليه فإن الاحتلال هو المسؤول عن ارتقاء الشيخ خضر عدنان شهيدًا".
وكتب الأسير المحرر والمحلل السياسي أمير مخول، "الشهيد خضر عدنان هو من أعلن الاضراب عن الطعام وهذا قراره، ولسان حاله يردد: "إن عشت فعش حراً أو مت كالأشجار وقوفا، الاحتلال ومصلحة سجونه ومرافقهم الطبية وحصريا مشفى سجن الرملة سيّء الصيت والخدمة، يتحملون المسؤولية عن وفاته، هل هو نمط جديد من سياسة التصفيات؟".
وبدوره، كتب الأسير المحرر أسير صفوري، "الشيخ خضر عدنان إلى رحمة الله، ما عرفته إلا كان مضربًا او عاصيًا أو مقاومًا للاحتلال، في السجن أو خارجه، لم يتوقف من أجل الحرية لحظة دون الاقتراب منها والسعي إليها، أنت الآن حر شيخنا الغالي، وكل ما أتمناه حالياً أن لا يرجع لنا أي أسير محمولا على الاكتاف".
وبدوره، كتب الصحفي بكر زعبي، "وجب التوضيح أن الشهيد الشيخ خضر عدنان لم يكن معتقلًا إداريًا هذه المرة على عكس اضطراباته السابقة، لكنهم تعمدوا تركه يموت..في اضطراباته الأربعة السابقة، كان يضرب بسبب الاعتقال الإداري، وهو اعتقال بلا اتهامات ولا أدلة ولا شيء، وكان ينتصر في كل مرة، وكان إضرابه يشكل في كل مرة ضغطًا على إسرائيل وانتقادًا عالميًا لها بسبب الاعتقالات الإدارية".
وتابع، "هذه المرة، بعد أن اعتقلوه إداريًا، استبقوا الأمر وقدموا ضده لائحة اتهام "فارغة المضمون"، تهم مثل التحريض في فيديوهات انتشرت بوسائل التواصل خلال زياراته العادية لعائلات الشهداء والأسرى، ليس فيها أي تحريض، حديث عادي، وتهم أخرى مثل العضوية بتنظيم محظور، والقصد هنا تنظيم الجهاد الإسلامي، وكأن حتى الفلسطيني في الضفة ممنوع من الانضمام إلى الفصائل الفلسطينية .. وكلها الاتهامات على شهادات من أشخاص مشبوهين. بمعنى، ألبسوه التهم. فرفض، وقرر الاضراب عن الطعام حتى الافراج عنه، وطالب محاميه الإفراج عنه بعد تدهور صحته، إلى اعتقال منزلي بديل كاقتراح، لكنهم رفضوا. وهم يعرفون أنه سيستمر في إصراره، ورفضوا أن تفحصه طواقم الصليب الأحمر أو أطباء بلا حدود، وهم يعرفون أنه يرفض أن تفحصه الطواقم الإسرائيلية. حتى لم ينقلوه إلى المستشفى، بقوة في عيادة سجن الرملة التي يسميها البعض "مسلخ سجن الرملة". أرادوا له أن يموت".
وتابع، "في إضراب نفحة الكبير عام 1980 وفي حالات أخرى، استشهد بعض الأسرى، ولكن أسباب الاستشهاد كانت، إما بسبب الاطعام القسري أو الإهمال الطبي أو تفاقم إصابة سابقة، أما الاستشهاد بسبب الجوع، بسبب استمرار الاضراب دون الاستجابة للمطالب، فقد كان الأسير خضر عدنان هو الأول..وسم نفسه كرمز للصمود، منذ إضراباته السابقة، والآن يصبح رمزًا لعزّة النفس، للموت كالأشجار وقوفًا، للمات يغيظ العدا".
وأضاف، "وصيته لوحدها يمكن أن تدرّس في الجامعات وأن تعلّق على جدران البيوت في أفخم البراويز، لما فيها من قيم إنسانية واخلاقية وما فيها من إصرار ومن روح وطنية..رحم الله الشيخ خضر عدنان، ابن عرابة جنين، وألهم زوجته وأولاده الصبر والقوة، وألهم شعبه القدرة على إكمال طريقه".
وقال، "تعمدت أن أنشر صوره مع أطفاله، لأن هنالك من يظن أن المنضالين الذين يُقبلون على الشهادة، لا تهمهم الحياة ولا يحبون الحياة، وأن هذا الشعب لا يُحب الحياة .. والحقيقة طبعًا غير ذلك، وأن هذا الشعب يحب الحياة أكثر من أي شعب آخر، ونحب أطفالنا وأهلنا، "نحب الحياة، إذا ما استطعنا إليها سبيلا"، وأن الطرف الآخر هو الذي يكره الحياة وهو الذي يقتل ويعتقل الآباء والأطفال والأمهات، وهو الذي يتسبب بكل المآسي .. الاحتلال، هو سبب كل المآسي".