هل "إسرائيل" على أبواب حرب جديدة؟

الحكومة الإسرائيلية


  • الأربعاء 12 أبريل ,2023
هل "إسرائيل" على أبواب حرب جديدة؟
تعبيرية

يتوقع محللون سياسيون أن تعرض "إسرائيل" في الأيام الأخيرة الماضية لصواريخ من لبنان وسوريا وغزة قد يتسبب بدخول "إسرائيل" في ما أطلقوا عليه حملات عسكرية وليس حرب شاملة، فيما يتوقع آخرون أن الوضع الشعبي للحكومة الإسرائيلية قد يحول دون وقوع حروب، وذلك بسبب عدم وجود قبول لدى "نتنياهو" ووزراء حكومته من الإسرائيليين.

"نتنياهو لا يستطيع الدخول في حرب"..

ويقول المحلل السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "لا أرى أي إمكانية لدخول نتنياهو في حرب مع أي دولة كلبنان أو إيران أو مع غزة، ومع غزة لا يسمى حرب وإنما يسمى عدوان إسرائيلي، نتنياهو لا يمكن أن يدخل في حرب بهذه المرحلة حتى لو كان هناك أزمة سياسية داخلية".

ويتابع، "نتنياهو لا يستطيع اليوم أن يدخل بحرب وأكثر من 50 - 70% من الإسرائيليين لا يريدون نتنياهو وحكومته، نتنياهو لا يوجد لديه دعم شعبي ولا سياسي حتى ولا مدني ولا عسكري، لذلك أستبعد كليًا أن يغامر بحرب في هذه المرحلة بالذات لأن موقفه في الشارع الإسرائيلي ضعيف جدًا".

ويردف، "رئيس الحكومة الذي يريد أن يدخل في حرب يجب أن يكون لديه ثقة كاملة من شعبه وهذا غير موجود لدى نتنياهو، وهو يعتبر معادي لـ 70% من الإسرائيليين".

وفي حديثه عن  عدم القبول الشعبي لـ "نتنياهو" يضيف عباس، "أي جملة تصدر من نتنياهو يكون رد الفعل الشعبي عليها الخروج إلى مظاهرات وإغلاق شوارع واحتجاج عمليًا، وحتى عندما أقال وزير الأمن من حزب الليكود ويعتبر مقرب جدًا منه خرج مئات الآلاف من الإسرائيليين ليتظاهرون ضد قراره".

ويقول عباس لـ الجرمق: " أي قرار يتخذه نتنياهو يلقى معارضة كبيرة على المستوى الشعبي وهذا دليل على أن نتنياهو لا يستطيع الدخول في حرب مع أي دولة،ربما يريد أن يعمل أبو علي ليقصف بعض المواقع في غزة ليس أكثر من ذلك ولكنني أستبعد حتى هذا".

وأكد عباس على أن إطلاق أي صواريخ من غزة نحو "إسرائيل" سيزيد من غضب الإسرائيليين على الحكومة الإسرائيلية، وتابع، "إذا ما أطلقت صواريخ من غزة سيتهم نتنياهو أنه السبب، لذلك وضع نتنياهو لا يحسد عليه خاصة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية في إسرائيل".

"نتنياهو" غير معني بمغامرات عسكرية

ويقول المحلل السياسي وديع عواودة في حديثٍ خاص مع الجرمق: "في إسرائيل تم انتخاب حكومة جديدة يمينية بالكامل منذ شهر نوفمبر الماضي، وكان من ضمن أهداف هذه الحكومة المعلنة، على المستوى الخارجي، زيادة اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، وعلى المستوى الداخلي كان هدفها محاربة غلاء المعيشة وإعادة الأمن في الشوارع حل مشكلة السكن وغير ذلك".

ويضيف، "ما حدث هو العكس تمامًا، لم يتم تحقيق هذه الأهداف وتراجعت الأوضاع الأمنية وتفاقمت وتوترت في كل الساحات بدءًا من الساحة الفلسطينية، وكان ذلك نتيجة لعدة أسباب، منها أن هناك احتاكاك بين محتل وناس تحت الاحتلال، والصراع الكبير على القدس والحرم الشريف والذي كان دائمًا سبب انفجارات كثيرة خاصة عندما تتزامن الأعياد اليهودية مع شهر رمضان".

ويتابع، "ما زاد الوضع سوء ورفع التوتر، وكادت إسرائيل تصل بسببه إلى أوضاع شبيهة بأحداث هبة الكرامة في مايو 2021 هو أن هناك وزراء ليسوا فقط عنصريين ويؤمنون بأن فلسطين هي أرض إسرائيل من البحر إلى النهر، بل يؤمنون أيضًا بضرورة حسم الصراع بدل إدارة عبر استخدام القوة المفرطة مع الفلسطينيين".

ويردف، "التفكير الفاشي هذا يؤدي لصب الزيت على النار، الفلسطينيين بين البحر والنهر ملايين ولا يستطيع أحد قمع شعب كامل، هذا رفع منسوب التوتر، ما حدث زاد المقاومة الفلسطينية وما زاد الاحتقان هو أن بن غفير وسموتريتش لم يكتفوا بالصلاحيات التي منحت لهم إنما أصدروا تصريحات استفزازية غير مسبوقة للفلسطينيين كحرق حوارة مثلًا".

ويقول عواودة: "كل هذا استفز الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر، ورفع منسوب الاحتقان والتوتر ووضع حركة حماس والجهاد الإسلامي أمام امتحان صعب، خاصة بعد مشاهد الاعتداءات في الأقصى، فجاءت الصواريخ من لبنان وغزة وسوريا".

ويتابع، "نتنياهو فهم في النهاية أنه في حال لم يدس على الفرامل ستقع حرب كحرب عام 2021، فاضطر أن يعلن ما أعلنه أمس، وهو إيقاف الاقتحامات للأقصى".

ويضيف، "أيضًا الحكومة الجديدة تحاول إنهاء ملف إيران بمنعها من إتمام مشروعها النووي، وهذا زاد أيضًا من التوتر لأن الهجمات الإسرائيلية في سوريا كانت شبه أسبوعية، وإيران بدأت تتجرأ أكثر من خلال حزب الله وقواتها في سوريا، وتحاول تنتقم بعملية مجيدو وإدخال مسيرات، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية في إسرائيل".

ويؤكد عواودة في حديثه مع الجرمق على أن الصواريخ التي أطلقت مؤخرًا نحو إسرائيل أصابت الهيبة الإسرائيلية في المنطقة، مضيفًا، "هذه الصواريخ حبست إسرائيل في الزاوية وكادت أن تشعل النار، والتحليل بأن نتنياهو حاول تصريف الأزمة الإسرائيلية الداخلية إلى الخارج عبر هذه الحروب باعتقادي تحليل منطقي وواقعي ولكنه غير موجود لأن نتنياهو  يدرك أن هناك مغامرة، ولأنه يدرك أن العديد من الحكومات في إسرائيل سقطت بسبب المغامرات العسكرية".

توقعات بوقوع حرب!..

ويقول القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي مطانس شحادة في حديثٍ مع الجرمق: "من ناحية التوقعات بأن تقع حرب واردة دائمًا في ظل الأوضاع الحالية في إسرائيل، ومن ناحية أخرى الأوضاع هدأت قليلًا".

ويضيف، "الأجواء مشحونة ومتوترة، وحتى أن المخابرات العسكرية أشارت في تقرير نشرته في هآرتس إلى أن التوقعات تغيرت عن الأعوام الماضية، وأن احتمال وقوع حرب وارد".

ويتابع، "مبدأيًا كل شيء يمكن أن يحدث، وكل التوقعات ممكنة في ضمن الأجواء المشحونة، من ناحية أزمة داخلية أمنية، وهذه الحروب قد تشكل مخرج سياسي لنتنياهو، لكن من ناحية أخرى الحروب ستكون مغامرة عسكرية ليست بسيطة، والحديث لا يقتصر على غزة فقط".

ويردف مطانس في حديثه مع الجرمق، "اليوم هناك ربط بين عدة جبهات مع بعضها البعض، فاشتعال جبهة واحدة قد يؤدي إلى اشتعال جبهات أخرى وهذا شيء لن يكون بسيط، ولذلك لا يمكن استبعاد أن يكون هناك حملات عسكرية وليس حرب شاملة، لكن يبدو أن المؤسسة الأمنية تفهم الوضع جيدًا وتحاول ضبط الأوضاع".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر