47 عامًا على يوم الأرض..شاهد يروي للجرمق تفاصيل أحداث الهبة

يوم الأرض


  • الخميس 30 مارس ,2023
47 عامًا على يوم الأرض..شاهد يروي للجرمق تفاصيل أحداث الهبة
يوم الأرض

يروي غزال أبو ريا عضو اللجنة الشعبية في مدينة سخنين والشاهد على أحداث يوم الأرض الخالد في 30 من آذار/مارس 1976، تفاصيل الهبة، قائلًا، "هذه السنة تمر الذكرى 47 ليوم الأرض الخالد ويجب تعزيز هذه الذكرى في ذاكرتنا الجماعية وتعزيز رواية شعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده".

تفاصيل أحداث يوم الأرض

ويقول غزال أبو ريا في حديث مع الجرمق، "في عام 1976، أصدرت وزارة الداخلية الإسرائيلية قرارًا تسلّمه المجلس المحلي في سخنين لمصادرة أرض المل، التي كانت قبل النكبة منطقة للتدريبات العسكرية للجيش البريطاني، واستمرت التدريبات الإسرائيلية فيها بعد النكبة".

ويتابع للجرمق، "كنا ندخل لأرض المل بتصاريح خاصة تستصدر من الشرطة الإسرائيلية وأنا أذكر أنني ذهبت مع عائلتي في عام 1965 عندما كنت طفلًا صغيرًا في الثامنة من عمري إلى الأرض وكان التصريح يصدر ليوم معين ومكتوب عليه أنه في حالة شاهدنا تدريبات عسكرية في المنطقة علينا الخروج".

ويضيف أبو ريا للجرمق، "قبل النكبة وحتى بعدها، سقط عشرات الضحايا من الأهالي والعائلات من بلدات مثلث يوم الأرض بانفجار ألغام كانت مزروعة بمنطقة المل".

ويقول للجرمق، "في عام 1976 قبل تاريخ 30 من آذار، صدر قرار مصادرة الأراضي لما لا يقل عن 10 آلاف دونم، وفي الشهر الأول من العام، وأقيم حينها مؤتمر في سخنين حضره رؤساء مجالس محلية عربية، وقرروا الإعلان عن خطوات نضالية لمواجهة المخطط الذي يقضي بمصادرة أراضي المل".

ويردف أبو ريا للجرمق، "أتذكر أنه في تاريخ 15.1.1976، كان هنالك اجتماع بالمدرسة الثانوية في سخنين، وتواجد فيه أهالي مدينة سخنين، وقررنا القيام حينها بخطوات نضالية، وخلال ساعات المساء خرجنا بتظاهرة جابت شوارع سخنين بعد الاجتماع الذي ضم رؤساء مجالس محالية وأهالي سخنين".

ويقول للجرمق، "على الفور بدأت حينها ضغوطات على رؤساء المجالس المحلية بأن يتراجعوا عن خطواتهم النضالية وفي 25 من آذار 1976، كان هنالك اجتماع في بلدية شفاعمرو صدر عنه قرار بإعلان الإضراب في 30 من آذار، وفي المقابل حذر متصرف لواء الشمال حينها يسرائيل كينج رؤساء المجالس المحلية من هذه الخطوات لثنيهم عن مواقفهم".

ويردف للجرمق، "كنت حاضرًا ومعي عدد من زملائي بجامعة حيفا، في قاعة الاجتماعات ببلدية شفاعمرو، حين طوقت القوات المبنى وبدأت بتهديد رؤساء المجالس، وحينها استجاب بعض الرؤساء للتهديدات وعارضوا الإعلان عن الإضراب، بينما قرر 11 رئيس مجلس محلي عربي بالمشاركة في الإضراب".

ويتابع غزال أبو ريا للجرمق، "جميعنا نذكر كلمة توفيق زياد حين قال الشعب قرر الإضراب".

يوم الـ30 من آذار

ويقول غزال أبو ريا في حديثه للجرمق، "أُعلن الإضراب يوم 30 من آذار 1976، ودخلت الدبابات الإسرائيلية خلال ساعات المساء سخنين وعرابة ودير حنا، وفي سخنين دخلت الدبابات من الجهة الشرقية، ثم دخلت عشرات المجنزرات لشارع سخنين المركزي، والشبان بدأوا حينها بإلقاء الحجارة، حتى أنني أذكر بأن شخص يدعى أبو فرج أبو يونس وهو ملحمة من ملاحم سخنين، قرر حرق أحد الدبابات ولكن لم تعمل ’الولاعة’ لم تعمل لذلك قال ’حتى القداحات ضدنا’".

ويضيف، "عشرات الجرحى سقطوا حينها، وقسم منهم وصل للمشافي وقسم آخر لم يُنقل، والمشافي التي استقبلت الجرحى حينها مشافي الناصرة".

ويضيف للجرمق، "استمرت المواجهات في سخنين وفي بلدات عرابة وديرحنا، حتى صبيحة 30 من آذار، حيث دخل جيب عسكري إلى سخنين الساعة 6 صباحًا وجاب شوىارع المدينة وأعلن حظر التجول، ولكن الأهالي في سخنين قرروا الساعة 10 صباحًا الخروج من المنازل وكسر حظر التجول وبدأت الأهالي بالتجمهر، وبالمقابل بدأ الجنود بإطلاق النار وقنص الشبان، حتى استُشهد رجا أبو ريا حيث كان يقف بجانبنا، وحينها لم نعثر على مركبة إسعاف، فقام شخص من أقارب الشهيد بنقله لمشفى نهاريا ولكن ما وصلنا من معلومات حينه أن الشهيد لم يتلق العلاج وبقي ينزف لمدة ساعة".

ويقول للجرمق، "في الحي الغربي ’حي الخلايلة’ خرجت معلمة لدوامها المدرسي واعتدى عليها جندي إسرائيلي، فدافع عنها الشهيد خضر خلايلة واستشهد، أما في الحي الشمالي استُشهدت الشهيدة خديجة شواهنة".

ويردف أبو ريا للجرمقق، "الجرحى نقلوا لمشافي مدينة الناصرة، وعندها خرج أهالي المدينة للتبرع بالدم، وفي كفركنا كان هناك امرأة أحاطت رأس أحد الجرحى بحطتها، وبدت مبللة بالدماء، وعندما رأى أهالي كفركنا الدماء هبّوا أيضًا معنا، واستشهد حينها محمد حسن طه من كفركنا،  وفي اليوم السابق استشهد خير ياسين في عرابة".

كما استشهد خلال أحداث هبة يوم الأرض الخالد الشهيد رأفت علي زهيري من مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، حيث استشهد خلال تواجده في مدينة الطيبة بالمثلث.

ما بين 30 آذار 1976 و2023

ويقول غزال أبو ريا للجرمق، "أسباب اندلاع أحداث يوم الأرض لا تزال قائمة وموجودة والعرب الفلسطينيين في أراضي48 فقدوا نحو مليون دونم من أراضيهم، بقوانين مختلفة تصادر الأراضي، لأهداف عامة وما شابه".

ويتابع للجرمق، "سخنين مثلًا فقدت نحو 80% من أراضيها، وطوقونا من الجنوب والشمال، ولذلك أسباب الهبة موجودة حتى الآن، وفي النقب هناك هدم وعدم توسيع لمناطق النفوذ وصراع مستمر".

ويضيف، "كسلطات محلية نحتاج لـ30 و40 عام حتى نستطيع تحديد مناطق النفوذ الخاصة بمدينتنا، ونحن نعيش أزمة حقيقة من ناحية المسكن في قرانا ومدننا المهددة".


 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر