محلل سياسي يؤكد: "ما حدث مع غالانت رسالة بأن كل من سيعارض نتنياهو سيخرج"

التعديلات القضائية


  • الاثنين 27 مارس ,2023
محلل سياسي يؤكد: "ما حدث مع غالانت رسالة بأن كل من سيعارض نتنياهو سيخرج"
"نتنياهو" و "غالانت"

أعلنت عدة قطاعات في "إسرائيل" مساء يوم الأحد عن مجموعة من الإجراءات الاحتجاجية ضد التعديلات القضائية التي ينوي "بنيامين نتنياهو" تمريرها بالقراءتين الثانية والثالثة خلال الأسبوع الجاري، وهي عبارة عن 126 تعديل قانوني.

ومنذ أكثر من شهر، تستمر التظاهرات في إسرائيل ضد تلك التعديلات القضائية التي تعتبرها المعارضة الإسرائيلية محاولات لتقويض دور جهاز القضاء الإسرائيلي، وتحجيمه، في سبيل تمرير قوانين تخدم وزراء في حكومة "نتنياهو".

"إسرائيل لن تعود كما كانت"..

ويقول المحلل السياسي أليف صباغ في حديثٍ خاص مع الجرمق: "حكومة نتنياهو هي حكومة يمينية متطرفة تشارك بها قوى فاشية علنًا مصرة على إجراء التغييرات في القوانين وهذا سيؤدي إلى تغيير في النظام لصالح اليمين المتطرف، وهذه الحكومة لديها فرصة تاريخية إن لم تفعلها اليوم لن تفعلها في المستقبل وفق قناعة مركبات هذه الحكومة بالغالبية العظمى، هم يريدون استغلال هذه الفرصة لإجراء هذه التغييرات القضائية".

ويضيف صباغ في حديثه مع الجرمق، "التغيرات القضائية تمس ليس فقط الحالة القانونية إنما أيضًا الحالة السياسية والاجتماعية، وبالتالي الجمهور الإسرائيلي العلماني الليبرالي يخرج إلى الشارع ضد هذه التغييرات لأنه يعلم أنه في حال تم تمرير هذه التغييرات لن تعود إسرائيل كما كانت عليه، و باعتقادي في كل الحالات تم تمرير هذه التغييرات أو لا لن تعود إسرائيل كما كانت عليه".

ويتابع، "يوجد إجماع صهيوني أنه لا بد من دستور لهذه الدولة ولا بد لهذه الدولة أن تدخل في حالة جديدة من حياتها تختلف عن المرحلة السابقة، ولا بد أن تعبر هذه التغيرات عن الواقع اليمين للمجتمع الإسرائيلي، لكن أن تصل إلى حالة تصطدم بها مع الولايات المتحدة الأمريكية هذا ما لا تريده القوى الليبرالية، ولا تريد أن تصل الأمور إلى إلغاء الآخر، بمعنى إلغاء القيم الليبرالية المعروفة لغاية الآن".

ويردف، "في نهاية الأمر نتنياهو لديه حكومة قوية ومتناسقة ومنسجمة من 64 عضو ويستطيع أن يجري  كل التغييرات، وتوقعات أنه سيجري كل التغييرات التي يريدها هذا الأسبوع، وستكون فقط الأساس لبناء طوابق أخرى في هذا البناء الجديد لمزيد من التغييرات في المستقبل، ولن يعود الحكم للقوى الليبرالية التي يسمونها يسار".

تدهور القطاعات الإسرائيلية..

ويقول صباغ لـ الجرمق: "قلت سابقًا أن النقابات العمالية هي آخر من سيدخل إلى دائرة الاحتجاجات ضد التغييرات القضائية، النقابات العمالية تدخل الآن ساحة الصراع السياسي بين القوى الليبرالية من ناحية والقوى الفاشية من ناحية أخرى، وبدون شك لديها قوة كبيرة جدًا تستطيع أن تشل الاقتصاد في حال أعلنت الإضراب العام، النقابات ستكون أيضًا هي ضحية لهذه الحكومة الفاشية، الفاشية لن تقبل في النقابات،وإذا لم تخرج النقابات اليوم، لن يكون هناك نقابات في الغد".

ويؤكد صباغ على أن ما يدور في الشارع الإسرائيلي يعني فقط أن الليبرالية ضد الحكومة الإسرائيلية، مضيفًا، "القوى اليمينية المتطرفة والفاشية لم تخرج إلى الشارع بعد، في حال شعرت القوى اليمينية الفاشية أنها ستخسر المعركة القانونية في الكنيست سنجدها في الشوارع أكثر عنفًا وعددًا وشراسةً من هذه القوى الموجودة حاليًا في الشارع".

ويتابع لـ الجرمق، "هذه القوى الفاشية على قناعة تامة أنها تشكل 64 عضو كنيست يهودي بالمقابل الطرف الآخر لا يمثل 56، بل 46 لأن هناك 10 عرب، في الميزان اليهودي 46 مقابل 64 لذلك تعتقد هذه الحكومة أنها صاحبة الحق والشرعية في إجراء عمليات التغيير، وإذا شعرت بالخسارة لأي سبب كان ستخرج إلى الشارع وستحسم الأمور في الشارع وهي قادرة على ذلك".

ويشير صباغ إلى أنه لا يتوقع أن يتم تمرير الـ 126 تعديل قضائي هذا الأسبوع بالقراءتين الثانية والثالثة، وإنما سيتم تمرير مشاريع قوانين أساسية فقط، قائلًا: "الآن قد تمر القوانين الأساسية، التي تضمن إمكانية التعديلات في القوانين الأخرى".

ويردف، "بنيامين نتنياهو لا يريد إيقاف مسيرة التغيير لأن لديه مصلحة شخصية، ولأن أيدولوجيته تتوافق مع هذه المسيرة ومع هذه التغييرات، نحن نتابع نتنياهو منذ عام 1983 ومنذ أن دخل إلى حزب الليكود في نهاية الثمانينات وحتى اليوم قام بتصفية كل من عارضه من الليكود، لذلك نرى كل من سمي آنذاك بأمراء الليكود خارج الحزب، كل من يعارض نتنياهو من داخل الليكود يخرج ولا يأخذ معه جمهور من الليكود".

ويشير أليف صباغ في حديثه مع الجرمق إلى أن الوزراء في الحكومة الإسرائيلية سيخشون على أنفسهم ولن يعارضوا "نتنياهو" في أيٍ من قراراته خشية أن يتم إقالتهم كما حدث مع وزير الجيش الإسرائيلي "يوآف غالانت".

ويقول: "لن يعارض أي وزير أو عضو كنيست بنيامين نتنياهو لأنه يعلم ما سيكون مصيره، ما حدث كان رسالة للجميع من الليكود وخارجه، بأن كل من يعارض نتنياهو سيكون مصيره الخروج".

"نتنياهو" من يقرر وليس "بن غفير"..

ويشدد أليف صباغ في حديثه مع الجرمق على أن "بنيامين نتنياهو" هو صاحب القرار في الحكومة الإسرائيلية، مضيفًا، "نتنياهو هو الرجل الأقوى وهو صاحب القرار، وبن غفير ليس إلا أداة عن نتنياهو يستغلها كيف مايريد، الليلة نتنياهو لم يستشر بن غفير لإقالة غالانت".

واحتجاجًا على التعديلات القضائية أعلن رئيس اتحاد العمال الإسرائيلي أنه سيتم إغلاق الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كامل احتجاجًا على التعديلات القضائية.

كما أعلنت الجامعات الإسرائيلية مساء اليوم الأحد عن تعطيل الدوام بدءًا من صباح يوم غدٍ الإثنين على خلفية التعديلات القضائية، التي تنوي الحكومة الإسرائيلية إدخالها إلى جهاز القضاء الإسرائيلي.

ويأتي إعلان الجامعات عن تعطيل الدوام، ضمن الاحتجاجات الإسرائيلية ضد التعديلات القضائية، التي أقيل على خلفية المطالبة بوقفها، وزير الجيش الإسرائيلي "يوآف غالانت".

وفي وقت سابق، أعلن القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية أنه قدم استقالته مساء اليوم الأحد في أعقاب إقالة رئيس الحكومة الإسرائيلية "نتنياهو" لوزير الجيش الإسرائيلي "يوآف غالانت".

واحتجاجًا على إقالة "غالانت" خرج آلاف المتظاهرين في مدينة "تل أبيب" وأغلقوا شوارع "أيالون"، كما تظاهر عشرات الآلاف في حيفا والقدس لذات السبب.

وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن الاحتجاجات أدت إلى اختناقات مرورية في شوارع المدن التي خرج فيها المتظاهرون.

أدان مسؤولون إسرائيليون إقالة رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" لوزير الجيش الإسرائيلي "يوآف غالانت" مساء اليوم السبت، على خلفية مطالبة الأخير بوقف التعديلات القضائية.

وقال الكاتب والمحلل "يوسي ميلمان": "أصيب نتنياهو بالجنون، كان أولمرت آخرين محقين في تشخيصهم له بأنه مجنون".

وأضاف زعيم المعارضة الإسرائيلية "أفيغدور ليبرمان": "اختار نتنياهو طريق كل الطغاة - إن إقالة غالانت يجب أن يكون إنذارًا حقيقيًا لجميع أعضاء الائتلاف - لن أتفاجأ إذا كانت الخطوة التالية لنتنياهو هي إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي".

وأردف زعيم المعارضة "يائير لبيد"، "إقالة وزير الدفاع غالانت يشير إلى مستوى انحطاط جديد لحكومة نتنياهو التي تضر بالأمن القومي".

وقالت "ميراف ميخائيلي" واحدة من زعماء المعارضة الإسرائيلية عن حزب العمل: "الآن أكثر من أي وقت مضى نتنياهو يشكل خطرًا شديدًا على إسرائيل".

وتابع "جدعون ساعر"، "قرار نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت هو عمل جنوني - نتنياهو مصمم على دفع إسرائيل نحو الهاوية - كل يوم يستمر نتنياهو بمنصبه يعرض إسرائيل ومستقبلها للخطر".

وهنأ وزير الأمن الإسرائيلي "ايتمار بن غفير"، "نتنياهو" بإقالة "غالانت" قائلًا: "من يخضع ويفشل في مهامه لا يمكنه البقاء في منصبه ولو للحظة، إنني أهنئ رئيس الحكومة نتنياهو على قراره إقالة غالانت".

وكانت مصادر عبرية قد أعلنت مساء اليوم الأحد أن رئيس الحكومة الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أقال وزير الجيش الإسرائيلي "يوآف غالانت".

وجاءت هذه الإقالة عقب مطالبة وزير الأمن الإسرائيلي "ايتمار بن غفير" بذلك، في أعقاب مطالبة "غالانت" بإيقاف التعديلات القضائية.

وأمس، أكد وزير الجيش الإسرائيلي "يوآف غالانت" على ضرورة وقف التعديلات القضائية التي تنوي الحكومة الإسرائيلية إدخالها إلى جهاز القضاء الإسرائيلي.

وقال "غالانت" اليوم السبت في تصريحات صحافية: "علينا وقف خطة التعديلات في الجهاز القضائي فورًا، نحن بحاجة إلى تغيير في النظام القضائي، لكن هذه التغييرات تتم من خلال الحوار".

وتابع، "الانقسام المتزايد في المجتمع يتغلغل إلى الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، هذا خطر مباشر وملموس وواضح على أمن البلاد ولن أدع هذا الأمر يحدث".

وردًا على تصريحات "غالانت" قال زعيم المعارضة الإسرائيلي، "يائير لبيد": "وزير الأمن غالانت يقود الليلة خطوة شجاعة لأمن دولة إسرائيل".

من المتوقع أن تصوّت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي خلال الأسبوع الحالي على جزء من التعديلات القضائية بالقراءتين الثانية والثالثة.

ومن بين القوانين التي يسعى الكنيست للتصويت عليها، قانون تركيبة لجنة اختيار القضاة والتي سيكون فيها أغلبية الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر