بعد مقتل بيان عباس وإصابة سيدة بالرملة..ناشطة للجرمق: الرصاصات ليست طائشة

العنف والجريمة

  • الجمعة 17 مارس ,2023
بعد مقتل بيان عباس وإصابة سيدة بالرملة..ناشطة للجرمق: الرصاصات ليست طائشة
العنف والجريمة

أصيبت أمس الخميس سيدة من مدينة الرملة بجراح ما بين المتوسطة والخطيرة بجريمة إطلاق نار في حي الجواريش وذلك بعد أيام فقط من مقتل الشابة بيان عباس من بلدة كفركنا.

واستنكرت مؤسسات وجمعيات نسوية عمليات القتل التي تستهدف النساء في أراضي48 حيث قالت فضا-فلسطينيات ضد العنف، "الضحيّة الجديدة لفوضى السّلاح والإجرام المنظّم ورصاصه الطائش ضحيّة الاستهتار بأرواحنا والإهمال السياسيّ الممنهج، قتلت بيان عباس، كما قتلت من قبلها بسنة رزان عباس في بيتها، برصاصة طائشة".

وتابعت، "بيان قتلت في بيت عائلتها، وعلى مرأى من طفليها. هل لنا أن نتخيّل حجم المصيبة؟! بات من الواضح أن تفشّي الجريمة هو نكبة المجتمع الفلسطيني في الداخل، حيث يقتل المجرمون الناس ولا يعوّل على قانون ولا شرطة. يقتلنا عجزنا وخوفنا وقلّة حيلتنا. لم يعد هناك بدّ من حراك واسع وقويّ يرتقي لحجم هذه المجزرة حتى يكبح جماحها".

واستنكرت الجمعيات والمؤسسات النسوية استخدام مصطلح رصاصة طائشة عند الحديث عن مقتل بيان عباس وإصابة السيدة الأخرى في الرملة.

وفي هذا السياق قالت الناشطة النسوية ومديرة مركز الطفولة نبيلة اسبنيولي للجرمق، "الرصاصة التي قتلت بيان لم تكن طائشة وإنما هي رصاصة موجهة لقتل الأشخاص، ولا يمكننا استخدام مصطلح رصاصة طائشة، وكأن الأمر عفوي وجاء بالصدفة، وحسب المعلومات التي وردتنا فالقاتل جاء بشكل متعمد ووجه الرصاص نحو بيان والرصاصة لم تكن طائشة".

وتابعت للجرمق "نحن في جمعية نساء ضد السلاح كان لدينا موقف من استخدام مصطلح رصاصة طائشة، وقلنا ’كفى توقفوا عن استخدام هذا المصطلح’".

وأردفت اسبنيولي للجرمق، "الأمر كان مخططًا له وموجه، وفي ذات الوقت يتم استخدام الأسلحة لقتلتنا بشكل يومي، ويوميًا نسمع عن إطلاق نار وتوجيه أسلحة، العنف مستشري في مجتمعنا ولا يمكننا السكوت عنه".

وأوضحت اسبنيولي للجرمق، "الشرطة الإسرائيلية هي السبب في هذا العنف، بل تعاونها مع الإجرام هو السبب، نحن الساحة الخلفية للمجتمع الإسرائيلي، والمجتمع يتهاون مع الإجرام المنظم لدينا، لانه موجه فقط لأشخاص عرب داخل المجتمع الفلسطيني، وفي الوقت الذي يتم توجيه السلاح لأماكن أخرى، كأن يتم تهديد أفراد الشرطة مثلًا، فإنهم يستخدمون كل الإمكانيات لملاحقة المجرمين".

وتضيف للجرمق، "عندما تكون الضحية عربية سواء امرأة أو رجل فيصبح التعامل مع الأمر غير جدي، والشرطة هنا مطالبة بالوقوف عند مهمتها في محاربة الجريمة".

وتابعت للجرمق، "أطلقنا داخل مركز الطفولة أطلقنا حقيبة أمان لمناهضة العنف والجريمة في داخل المجتمع الفلسطيني، ونسعى من خلاله لعمل حصانة داخل المجتمع، وأطلقنا على الحقيبة اسم أمان للعمل في الروضات والمدارس الابتدائية وهل نتاج عمل 4 سنوات للعمل داخل المدارس وندعو كافة المدارس لتبني هذا النهج لحل الازمات بشكل سلمي وتعاوني".

وكان ائتلاف نساء ضد السلاح قد أصدر بيان استنكر فيه استخدام مصطلح رصاصة طائشة عن الرصاصات التي قتلت بيان عباس، وجاء فيه، "بعد 31 جريمة منذ مطلع العام، نؤكد استعمال مصطلح الرصاص الطائش يقع كرصاصة أخرى على قلوبنا".

وتابع البيان، "قتلت في كفركنا ضحيّة إضافية، بيان نصار عباس في العشرينات من العمر، وأم لطفلين. وفق شهود عيان بيان كانت خارج منزلها عندما وصل مجهولان وقاما بإطلاق وابلا من الرصاص عليها وعلى زوجها وطفليها. حاولت بيان الهرب من الرصاص إلا أنّ ذلك لم يسعفها واصابتها رصاصة أخرى أدت إلى مقتلها على الفور".

وأضاف، "مع انتشار النبأ الصادم، طالعنا الإعلام والشارع بالحديث عن "رصاصة طائشة"، وبغض النظر عن الظروف والملابسات التي لا زالت قيد التحقيق ارتأينا بائتلاف نساء ضد السلاح ومنتدى عائلات الثكلى وامهات من أجل الحياة* أن نوضح مفهوم "الرصاصة الطائشة" الذي تحوّل إلى شماعة نعزي بها أنفسنا ونخفف بها من وطأة الجريمة المتفشية في مجتمعنا".

وأضاف، "يُقتل شخص برصاصة طائشة عندما تكون الرصاصة عن طريق الخطأ بلا قصد أو هدف، دون أي نية للمس او الاعتداء، عليه يُصاب شخص بطلقة نارية أثناء تنظيف سلاحه، وهذا يُسمى رصاصة طائشة، يُصاب آخر أثناء الصيد مع أصدقاء برصاصة صديق، وهذا يسمى طائشة، لكن خروج أحدهم إلى إطلاق النار باتجاه منزل، حتى بدون نية القتل وفقط للترهيب وبث الرعب، لا تقع في خانة الرصاصة الطائشة، فكل مجرم يعي أنّ المخطط قد لا يسير وفق ما رُسم له، وإحدى الرصاصات تصل إلى ضحية وتؤدي إلى قتلها".

وتابع، "نهيب بكم التوقف عن استعمال مصطلح "الرصاصة الطائشة" لوصف أي جريمة، فهي ليست طائشة أبدًا، هي قاتلة، هذا التوصيف ليس صائبًا ويقع على قلوبنا كرصاصة إضافية، هذه رصاصة أطلقها قاتل لربما يكون طائشًا بنفسه، وليد مجتمع ومنظومة طائشة، تفتقد إلى أدنى المعايير الإنسانية والأخلاقيّة، إلا أنها ليست بطائشة، هي نهج وأسلوب اختاره بعض الشباب بدوافع مختلفة، منها شخصيّة انتقامية ومنها مالية، وعززها اكثر التواطؤ الشِرطيّ معها".

 

 

. . .
رابط مختصر


مشاركة الخبر