هل تؤدي إجراءات حكومة "نتنياهو" لاندلاع هبة بأراضي48؟

أراضي48


  • الأحد 19 فبراير ,2023
هل تؤدي إجراءات حكومة "نتنياهو" لاندلاع هبة بأراضي48؟
أرشيفية

أكدت قيادات ونشطاء من أراضي48 على أن قرارات الكنيست الأخيرة والمتعلقة بتوسيع البؤر الاستيطانية، والتضييق على الأسرى بأراضي48 وعائلاتهم، إلى جانب قرارات وزير الأمن الإسرائيلي بمنع رفع العلم الفلسطيني في التجمعات والأماكن العامة سيؤدي كله إلى مواجهة جديدة في أراضي48.

توتر سيؤدي إلى مواجهة..

ويقول مركز لجنة التوجيه العليا لعرب النقب جمعة زبارقة في حديثٍ خاص مع الجرمق: "قرارات الكنيست عنصرية بكل تأكيد وبشكل صريح، وهذه القرارات ستؤدي لتوتر إضافي في الداخل، منذ جاءت هذه الحكومة والوضع يزداد سوءًا، والحكومات السابقة ليست أفضل من هذه الحكومة".

ويتابع، "كل ما يصدر من قرارات عنصرية سيؤدي إلى مواجهة، نحن مقبلون على شهر رمضان، يوجد خلاف بين المفتش العام للشرطة ووزير الأمن على هذه القرارات، هذا سيؤدي إلى انفجار الوضع".

ويضيف، "قضية الأسرى والقرارات المتعلقة بهم من سحب المواطنة ستزيد السوء سوءًا، أوضاع الأسرى سيئة قبل هذه القرارات فكيف مع هذه القرارات، الأسرى سيتخذون إجراءات وسيضربون مع بداية شهر رمضان، وكل ما يحدث لا يخدم أحد، هذه الحكومة تقوم بكل ما هو مستفز بشكل يومي، بن غفير يتصرف اليوم وكأن الانتخابات على الأبواب".

ويقول عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد لؤي خطيب لـ الجرمق: "نحن نتعامل مع حكومة فاشية، الوزراء يتسابقون على من يقمع أكثر الفلسطينيين ومن يصدر قرارات أكثر فاشية ضد الفلسطينيين، كل القرارات التي تصدر مؤخرًا هدفها التضييق على الأسرى والفلسطينيين بالداخل".

ويردف، "قرارات الكنيست تضع الفلسطينيين أمام المواجهة الفعلية في الشارع، إذا اعتقدت الحكومة الحالية أنها تستطيع تمرير أساليب القمع ضده فهي واهمة، نحن على أعتاب شهر رمضان ونحن نعي ما يحدث في كل رمضان".

ويؤكد خطيب على أن حكومة "نتنياهو" مصرة على إشعال المنطقة، مضيفًا، "هذه الحكومة هي من تتحمل ما سيحدث، باتت تنقل جرافاتها إلى عكا، مسلسل الهدم لا ينتهي، بن غفير يريد أن يسجل نقاط سياسية على حساب الفلسطينيين وعلى حساب الأسرى".

ويتابع، "هذه المرة الأولى التي يوضع فيها وزير سياسي كمسؤول عن منطقة الضفة الغربية وهذا إعلان عن النية الواضحة لضم قطاعات واسعة من الضفة الغربية".

ويشدد عضو الحراك النصراوي الفلسطيني منهل حايك في حديثه مع الجرمق على أن كل ما يحدث وما تصدره الحكومة الإسرائيلية من قرارات شيء بديهي للاستعمار في فلسطين، قائلًا: "يوجد تطور ملحوظ للحالة الصهيونية، المنظومة الصهيونية تطور ذاتها، في بداية الألفين لم تجد إسرائيل طريقة لتطوير ذاتها وهذا جعلها تعود إلى الخلف".

ويضيف، "إسرائيل بدأت تعود لوجهها الصهيوني الاستعمار الإرهابي، منذ الـ 2000 هي لم تحاول أي محاولة لما يسمى السلام، وهذا طبيعي، وفي النهاية ما يحدث جيد للقضية الفلسطينية رغم كل المآسي، لأن هذا دليل على أن شعبنا صبر وسيصبر أمام كل ما يصدر عن هذه المنظومة الاستعمارية".

"الفلسطيني سيواجه إذا فرضت عليه المواجهة"..

ويضيف خطيب، "للأسف الشديد دائمًا الفلسطيني تعتمد كل سياساته على رد الفعل، بمعنى أن الفعل يأتي من الجانب الإسرائيلي، إما بمصادر أو قتل أو بهدم بيوت، والفلسطيني يقوم برد الفعل، لأنه ضحية هذا الفعل".

ويتابع خطيب: "دائمًا لدى إسرائيل تخطيط استراتيجي لكل فعل سياسي، في العلوم السياسية نعلم أنه ليس دائمًا من يخطط الاستراتيجيات يستطيع التنبؤ بكل شيء بشكل دقيق، أحيانًا كثيرة ينقلب السحر على الساحر، الفلسطيني لم يبقى لديه الكثير ليخسره لذلك أعتقد أن إسرائيل جربت الفلسطيني بكل شيء والفلسطيني يعلم أن المرحلة القادمة ستكون إما معركة ترد له كرامته أو هزيمة وبعدها لن تقوم له قائمة، لكنني متفائل، لأن هناك استعداد وجهوزية لدى الفلسطينيين للمواجهة وعدم التراجع".

ويقول زبارقة لـ الجرمق: "الفلسطينيون في الداخل لا يعشقون المواجهة والتظاهر، لكن في حال تطلب الوضع ذلك سينزلون إلى الشارع إذا فرضت عليهم المواجهة، نعم كان هناك أحكام كبيرة على معتقلي هبة الكرامة وصلت إلى 15 عامًا على خلفيات تافهة لكن ذلك لن يثنينا عن وجودنا في الشارع، نحن جزء من هذا الشعب".

ويضيف حايك، "في قانون الشعب الفلسطيني يوجد قانون الجكر، هذه معادلة بسيطة نحن شعب لا يخاف، والكسل الوطني الذي كان في العقود الأخيرة كان سببه محاولات الأسرلة وأوهام الأسرلة، وهذه الأوهام تسكرت في هبة الكرامة وفي الفترة التي سبقتها".

ويتابع، "شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي غزة والشتات يعي جيدًا أننا شعب واحد وإذا انتفض ابن غزة يسانده ابن الضفة ويرفعه ابن الداخل ويدعمه ابن الشتات وهذه حقيقتنا كفلسطينيين".

أبرز ما صدر عن الكنيست مؤخرًا..

وبتاريخ 15/2/2023، صادق الكنيست بشكل نهائي على قانون سحب المواطنة والإقامة من أسرى فلسطينيين ممن يحصلون على مساعدات مالية من السلطة الفلسطينية، حيث مررت الهيئة العامة للكنيست القانون بالقراءتين الثانية والثالثة، بتأييد 95 عضو كنيست.

وبحسب القانون، يحق لوزير الداخلية الإسرائيلي سحب المواطنة أو الإقامة من أي أسير فلسطيني بأراضي48 يحصل على مخصصات مالية من السلطة الفلسطينية، ويحق له أن يقوم بترحيله إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة.

وسابقًا، قدم عضو الكنيست الإسرائيلي "أوفير كاتس" مقترح قانون للتصويت عليه في الكنيست، بموجبه سيتم استبعاد أي عضو كنيست عربي في حال أدلى بتصريحات تضامنية مع منفذي العمليات، وبحسب ما أوردته القناة 12 العبرية في حينه، فقد وافقت جميع أحزاب الائتلاف في الاتفاقيات الائتلافية على تغيير البند 7 أ - الذي يحدد من يمكنه أو لا يمكنه الترشح للكنيست.

وتابعت القناة، "كانت النية واضحة: تبسيط شروط تنحية الأطراف العربية، وإلغاء أهلية المزيد من الأطراف العربية، اتفق رؤساء الائتلاف فيما بينهم على الترويج لقانون يؤدي إلى تنحية القوائم العربية".

ويوم 9 فبراير من العام الجاري، أصدر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، أوامر لقادة الجهاز بمنع رفع العلم الفلسطيني في الأماكن العامة، وذلك بعد تلقيه أوامر مباشرة بهذا الشأن من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، حيث اعتبر الأخير أن رفع الأعلام الفلسطينية يعبر عن "دعم لمنظمة إرهابية وتحريض ضد دولة إسرائيل" بحسب ما ذكرت صحيفة هآرتس العبرية.

ووفقًا للصحيفة العبرية فإن قرار بن غفير جاء بعد رفع العلم الفلسطيني خلال احتفالات الفلسطينيين بالإفراج عن الأسير كريم يونس في بلدة عارة.

تخوفات إسرائيلية من هبة جديدة..

وأورد موقع "عربي 21" تقريرًا يوضح عبره المخاوف الإسرائيلية من تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، وسط تقديرات بشأن دفع حركات المقاومة الفلسطينية لإطلاق انتفاضة جديدة في الأسابيع المقبلة بمشاركة فلسطينيي48 على غرار هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021.

وقال يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، إن، "استراتيجية قوى المقاومة تتمثل بدفع المقدسيين وفلسطينيي الضفة الغربية ومناطق 48 لانتفاضة مسلحة في الأسابيع المقبلة، وبالتالي فسيكون لهم دور في المقاومة المسلحة، مما سيدفع بقوات أمن الاحتلال لمزيد من الانتشار في التجمعات العربية والمدن "المختلطة".

وبحسب مناحيم فإن حركة حماس تخطط لحملة متعددة المجالات ضد "إسرائيل"، يلعب فيها فلسطينيو48 دورًا مهمًا، رغم أن القوات الإسرائيلية استعدت بالفعل لهذا الاحتمال، وبدأ بإنشاء "الحرس الوطني" للتعامل مع حوادث العنف بين فلسطيني الداخل".

وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل أن، "سياسة حماس تتمثل بمشاركة الشعب الفلسطيني بأكمله في الحرب القادمة، ناقلا عن قادة حماس قولهم أن "غزة مثل اللد، وجنين مثل يافا، ورفح مثل الجليل، والخليل مثل القدس"، مع التركيز على القدس المحتلة، والمسجد الأقصى التي يجب أن تعيد إشعال النار بين فلسطينيي48، حتى لو ترددوا بالمشاركة في أحداث المواجهات، فإن حماس تخطط لفرضها عليهم من خلال تحريضها، ولن تتراجع".

ويزعم يوني بن مناحيم أن حركات المقاومة تشجع الهجمات في شرقي القدس، وتدعو وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي للفلسطينيين للقيام بهجمات ضد أهداف إسرائيلية، وبمجرد اشتعال القدس، سيكون من السهل جدًا على المقاومة إشعال جبهات أخرى ضد "إسرائيل"، الذي يزعم أنها ستركز هذه المرة على زيادة محاولات خطف جنود ومستوطنين من أجل تحسين فرصها في الترويج لصفقة جديدة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، وفرض شروطها عليها.

وأشار الكاتب إلى أن الأحداث بأراضي48 تشبه "قنبلة موقوتة"، مشيرًا إلى أن واقع أمني وصفه بالـ "خطير" برز في الضفة الغربية وشرقي القدس عقب "ظاهرة الجماعات المسلحة والمقاومين المنفردين وحملة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي".
ولفت إلى أن المنطقة على وشك الانفجار، وأن "إسرائيل" ستواجه تحديًا أمنيًا كبيرًا في الأسابيع المقبلة حتى شهر رمضان، فيما لا تزال إسرائيل لم تتعافَ بعد من الهجمات المميتة الأخيرة.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر