هزّات أرضية متتالية شعر بها أهالي البلاد..فماذا بعد؟

أراضي48


  • الخميس 9 فبراير ,2023
هزّات أرضية متتالية شعر بها أهالي البلاد..فماذا بعد؟
هزات أرضية

 

شعر سكان أراضي 48 والضفة الغربية يوم أمس بهزات أرضية ضربت منطقة نابلس في الضفة الغربية بقوة 3.3 ريختر، وهزة أخرى شعر بها سكان أراضي48 مركزها شمال بلدة مجدل شمس في الجولان السوري بقوة 4.1 على مقياس ريختر.

وجاء ذلك بعد ساعات فقط من شعور السكان في الضفة الغربية وأراضي48 بهزات أرضية متتالية بدرجات مختلفة.

ويأتي شعور سكان البلاد بالهزات الأرضية خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع وقوع هزات ارتدادية لـ الزلزال الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمالي سوريا وخلّف آلاف القتلى والمصابين.

مراكز الهزّات في البلاد

ويقول البروفيسور في علوم الأرض علي صغيّر في حديث للجرمق إن، "أخطر منطقة قد تحصل فيها هزات في البلاد هي منطقة غور البحر الميت، مؤكدًا، أن غور البحر الميت لا يعني البحر الميت نفسه وإنما غور البحر الميت هو مصطلح تكتوني المقصود فيه المنطقة الممتدة ما بين بداية الشق السوري عند بوابة كيليكيا في الشمال حيث جبال طوروس في تركيا حتى شرم الشيخ أو رأس محمد جنوب سيناء.

ويضيف علي صغيّر للجرمق بأن هذه المنطقة التي تمتد على مسافة 1000 كم حصلت فيها هزات أرضية في الماضي وستحصل مستقبلًا، قائلًا، "في عام 1995 وقعت هنا هزة أرضية ولكن لحُسن الحظ لم يحدث أضرار لأن منطقة جنوب سيناء مناطق صحراوية غير مأهولة".

ويؤكد صغيّر للجرمق أن هذه المنطقة هي أخطر منطقة قد تحدث فيها هزات أرضية مدمرة كتلك التي حصلت عام 1837 خلال فترة حكم إبراهيم باشا، والتي دمرت مدينة صفد.

ويضيف صغيّر للجرمق ، "أخطر منطقة في البلاد هي المنطقة الواقعة على الخط السوري الإفريقي، ثم تليها منطقة ثانية جنوب لبنان وتمتد من شمال شرق سهل الحولة وشمال شرقها"، قائلًا، "هناك مجموعة من الكسور في هذه المنطقة الحدودية تؤدي لحدوث هزات في الماضي، وهزات حاليًا كتلك التي شعر بها سكان مجدل شمس بالأمس، وقد وقعت الهزة على طول كسر اسمه الياموني، وهو كسر جيولوجي فعال يبدأ من شمال سهر الحولة ويمتد للغرب قاطعًا جبل الشيخ"..

ويتابع صغيّر للجرمق ، "هناك كسور أخرى تسبب هزات، ككسر رشيا وكسر الروم وغيرها من الكسور الفعالة في البلاد، فمثلًا كسر الروم الممتد من غرب سهل الحولة ويصل لبيروت تسبب بحصول هزة خلال سنوات الخمسين وشعرنا بها حينها".

ويضيف صغيّر بأن الهزات الأرضية التي تحصل بسبب الكسور الجيولوجية في المنطقة الحدودية مع لبنان ليست عنيفة كتلك التي تحصل بسبب الكسور في الشق السوري الإفريقي".

ويقول صغيّر، "هناك منطقة كسر طويل لا نراه تحت قعر البحر المتوسط يقع جنوب قبرص، هذا الكسر تغوص فيه الأطراف الشمالية للصفيحة الإفريقية تحت صفيحة الأناضول، وإذا وقعت هزة أرضية تحت البحر وتسبب بحركة صخور عمودية قد يحدث تسونامي على شط البحر، أما إذا كانت أفقية فلا يحدث شيء".

ويضيف علي صغيّر للجرمق ، "هناك منطقة كسور خطرة نسبيًا تسمى كسر الياجور الواقع من الطرف الجنوبي لخليج حيفا ويمتد 20 كم تحت البحر، ويصل إلى الأقدام الشمالية لجبل الكرمل ومنطقة الجلبوع وبيسان".

ويردف صغيّر، "هناك مناطق كسور فرعية موجودة في الضفة الغربية، وتقع بشكل شبه عمودي على خط كسر غور الأردن، وتسبب هزات كالهزة التي وقعت قرب عقربا ومركزها وادي الفارعة، وهذه الكسور شبه عمودية على الشق السوري الإفريقي".

هل الهزات بسبب زلزال تركيا وسوريا؟

ويقول البروفيسور علي صغيّر، "من الممكن أن يكون زلزال تركيا وسوريا قد أثر على المنطقة وتسبب بوقوع هزّات في البلاد، فعندما وقعت الهزة بدرجة 7.8 درجات على مقياس ريختر، فإنها أنتجت أمواج زلزالية، قد تسبب بحصول الهزات في منطقتنا".

ويقول صغيّر للجرمق ، "من المتوقع أن تحدث هزّات في بلادنا، بحسب الإحصائيات كل 100 سنة تحدث هزة قوية وكل 1000 سنة تحدث هزة أقوى، ففي عام 1749 تدمرت بيسان دمار شامل بسبب زلزال".

جهوزية مباني أراضي48

ويقول البروفيسور علي صغيّر، "غالبية المباني في بلادنا، وخاصة في المناطق العربية قديمة وغير مهيأة للصمود أمام الهزات، فالأبنية ضعيفة، وربما لن تصمد أمام هزة درجتها أعلى من 6.5 على مقياس ريختر".

ويضيف للجرمق ، "معظم المباني غير صامدة، والحكومة الإسرائيلية وعدت بأنها ستساعد في تقوية المنازل، ولكن لم يتم العمل على هذه الخطة".

ويُشار إلى أن زلزالًا بدرجة 7.8 على مقياس ريختر ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا تسبب بمقتل آلاف السكان في البلدين، حيث يقول البروفيسور علي صغيّر، "الزلزال الذي كان مركزه مدينة غازعينتاب كان سببه التقاء 3 صفائح صخرية من الصفائح التي يتكون منها الشرق الأوسط جميعه، الأولى هي الصفيحة الإفريقية وتشمل غالبية قارة إفريقيا وقعر البحر المتوسط، وصفيحة الأناضول التي تشمل معظم تركيا، حيث تغوص الإفريقية تحت صفيحة الأناضول، والصفيحة العربية التي تقع عليها شبه الجزيرة العربية والأردن وأغلب سوريا والعراق شرقي نهر العاصي، وفي منطقة الهزة بتركيا التقت الصفائح الـ3".

ويقول، "الصفيحة الإفريقية تغوص تحت صفيحة الأناضول، والعربية تتحرك للشمال، وتدفع بتركيا باتجاه بحر مرمرة ومضيق البسفور، ولهذا تركيا تتجه للغرب كل عام 12 ملم".

ويضيف صغيّر للجرمق ، "الصفيحة الثالثة "الأناضول" تشمل معظم تركيا باستثناء جبال بنطس، وهذه المنطقة التي وقع فيها الزلزال تلتقي الصفائح الصخرية الثلاث وعندما تنفلت الفائح تتسبب بهزة أرضية".



 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر