الكشف عن مخطط إسرائيلي في عكا القديمة يستهدف الكنيسة المارونية

عكا


  • الجمعة 3 فبراير ,2023
الكشف عن مخطط إسرائيلي في عكا القديمة يستهدف الكنيسة المارونية
عكا

تمّكن الأب سامر زكنون خادم رعية الموارنة في مدينة عكا -بمحض الصدفة- من اكتشاف مخطط إسرائيلي يستهدف الكنيسة المارونية والكنائس المجاورة لها في عكا القديمة، حيث يهدف المخطط إلى تحويل المبنى المجاور للكنيسة إلى منتزه ومقهى بجانب الكنائس وبشكل ملاصق لها.

ويستهدف المخطط الكنيسة المارونية في عكا، وكنيسة الروم الكاثوليك وكنيسة دير راهبات الناصرة، حيث يسعى مستثمر إسرائيلي يدّعي ملكيته لمبنى مجاور للكنائس إلى تحويله لمطعم ومقهى.

نبذة تاريخية

ويقول الأب سامر زكنون خادم رعية الموارنة في عكا في حديث للجرمق، "كنيسة الموارنة مقامة منذ القرن الرابع أو الخامس الميلادي، ولكن الموارنة تواجدوا في الأرض المقدسة وفي عكا منذ القرن السادس، وذلك بحكم موقع عكا وبِحكم أشغالهم، كما أن وجود المينا ساهم بتواجدهم".

ويتابع، "كان الأخوة رهبان الفرنسيسكان يخدمون رعية الموارنة في عكا حتى عام 1741، ولكن في ذلك العام أُرسل أبونا فاضل إلى المدينة لخدمة أبناء الرعية وتم تعيينه فيما بعد كبطريرك للموارنة".

ويضيف زكنون للجرمق، "كان الموارنة يُقيمون قداسهم في الكنيسة المارونية في القسم الداخلي والذي هو عبارة عن عقد صليبي عُمره 1200 عام، ولكن في عام 1741، بدأ الأب فاضل ببناء القسم الثاني من الكنيسة المارونية وهو القسم الأوسع".

ويتابع، "في عام 1751، انتهى البناء وتم تدشينه، وهذا يعني أن الموارنة موجودون في عكا ولهم تاريحهم في المدينة ولم يأتوا حديثًا، وإنما نحن سكان أصليون".

ويتابع زكنون للجرمق، "أبناء رعايا الكنيسة المارونية كانوا يسكنون بجانب الكنيسة، ولكن بفعل التضييقات التي كانت تمارسها السلطات والتي لا تزال تمارسها حتى الآن من تضييق الظروف المعيشية ونشر المخدرات والتهجير القسري، انتقل أبناء الرعية  للسكن خارج أسوار عكا القديمة، وبقيت فقط عدة عائلات في هذه المنطقة".

ويقول زكنون، "المباني في هذه المنطقة، مبنية بشكل متلاصق، والجدران مشتركة، وهذا كان طبيعي بالنسبة لأبناء الرعية وللسكان هنا، ومنذ نحو 20 عام وأكثر، اشترى مستثمر يهودي مبنى ملاصق للكنيسة، وهو ملاصق أيضًا لـ 3 كنائس، وهي الروم الكاثوليك من الجهة الغربية، وكنيسة دير راهبات الناصرة من الجهة الجنوبية والكنيسة المارونية من الشمالية والشرقية".

استهداف لقدسية المكان

وحول المخطط الإسرائيلي، يقول زكنون، "هذا المكان هو مجمع سكني لأبناء الرعية، وكانت تسكنه عائلة من الرعية المارونية قبل نحو سنتنين وخرجوا منه بالقوة بعدما قام المستثمر بإخراجهم بطريقة بشعة ومزعجة ورفع عليهم قضايا وكبدهم خسائر فادحة ليتركوا البناية".

ويتابع، "تبيّن في الفترة الأخيرة أن المخطط الإسرائيلي يتم العمل عليه منذ أكثر من 15 عامًا، والمستمثر يعمل بصمت دون معرفتنا، حتى أنني كشفت الأمر بالصدفة، حينما كنت أتصبح بأحد المواقع المحلية في عكا، ورأيت لافتة حول المبنى المراد تحويله لمقهى، وحينها خرجت للبحث عن اللافتة التي لم أجدها في المنطقة وإنما وجدتها في مكان بعيد جدًا عن الكنائس، تم وضعها في مكان بعيد حتى لا نقوم بكشف المخطط ونقدّم اعتراضنا".

ويضيف للجرمق، "كشفنا المخطط ولكن تم ذلك بعد مرور شهر على مدة الاعتراض، وبدأنا بمتابعة الأمر قانونيًا".

ويؤكد زكنون للجرمق بأن المؤلم والمزعج في المخطط هو أنه يمس بالكنيسة المارونية وبحسب ادعاء المستثمر فإن كل ما تحت المبنى وما فوقه له، وهذا الادعاء الخطير يعني أن المبنى القديم للكنيسة مستهدف ويدّي المستثمر بأنه له.

ويقول زكنون للجرمق إن المبنى المخطط تحويله لمقهى له جدار مشترك مع الكنيسة، وما تحته يصل إلى أسفل أروقة الكنيسة، وبالتالي يُهددها ويمسّ بها.

ويضيف حول إمكانية الفاتيكان بالمساعدة في إبطال المخطط، "هؤلاء الأشخاص تدعمهم بلدية عكا، وهذا الأمر واضح من خلال التقارير، البلدية وافقت على المخطط منذ سنة"، مشيرًا إلى أن المخطط يمسّ بقدسية المكان الذي يتواجد فيه 3 كنائس، وقدسية رعاياها.

ويقول، "المستثمر يريد أن يستخدم ما فوق المبنى وما تحته، والذي يصل إلى تحت الكنيسة، هذا غير مقبول لدينا، ونحن نناشد كل الجهات والمسؤولين القادرين على التأثير لمنع ذلك".

ويضيف، "نحن على صعيد كنسي سنفعل ما بوسعنا، وسيكون لدينا موقف جدي، وعلى كل من يستطيع المساندة مساعدتنا".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر