التظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو وفلسطينيو48 ما بين التظاهر والامتناع


  • الثلاثاء 17 يناير ,2023
التظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو وفلسطينيو48 ما بين التظاهر والامتناع
أراضي48

تظاهر آلاف الإسرائيليين قبل عدة أيام ضد الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، وخرجت مظاهرات حاشدة في "تل أبيب" وحيفا والقدس لمطالبة الحكومة بكف يدها عن جهاز القضاء الإسرائيلي والمحكمة العليا الإسرائيلية.

وبالتزامن مع خروج آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع في "تل أبيب" والقدس وحيفا، تصاعد الجدل في أراضي48 حول مشاركة فلسطيني48 في هذه التظاهرات من عدمها، وحول جدوى المشاركة إن حدثت.

شأن إسرائيلي داخلي

يقول الكاتب والمحلل السياسي صالح لطفي حديث للجرمق إنه، "كان واضحًا أن منظمي هذه التظاهرات ضد حكومة نتنياهو رفضوا الوجود العربي أو رفع أعلام غير الأعلام الإسرائيلية في التظاهرات من جهة، كما أن المتحدثين على المنصات في المدن الـ3 خلال التظاهرات كانوا يهودًا، سواء من مركز الخارطة السياسية أو يسارها".

ويتابع لطفي للجرمق، "هذه التظاهرات هي صراع داخلي إسرائيلي صرف، حول مستقبل الدولة والجدل القائم بين الدين والدولة وأيهما سيتقدم الديموقراطية أم الديانة اليهودية، وبالتالي ليس هناك وجود للعرب الفلسطينيين مطلقًا فيها".

ويقول لطفي للجرمق، "سابقًا تم الاعتداء على أيمن عودة رئيس قائمة تحالف الجبهة والعربية للتغيير خلال أحد التظاهرات ضد الحكومة على سبيل المثال لا الحصر ولكن لم يهتم الإعلام الإسرائيلي مطلقًا بالحادثة، كما أن منصور عباس رئيس القائمة الموحدة حضر كمشارك في التظاهرة في تل أبيب ولم يهتم به الإعلام الإسرائيلي، ما يعني أن الأمر موضوع إسرائيلي صرف".

ويضيف صالح لطفي للجرمق أن، "القضية الآن ليست قضية عرب ويهود في إسرائيل، بل هي قضية حاضر ومستقبل الدولة وشكلها في ظل نظام اليمين الإسرائيلي الذي فاز بالانتخابات الأخيرة بنسبة ساحقة وشكّل الحكومة، وحول برنامج هذا النظام الذي تم تقديمه كبرنامج يميني بامتياز على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي".

ويقول للجرمق، "تم اختراع وزارات جديدة تهتم بتعاليم اليهودية كدين ومنظومة قيم وكتربية في الواقع الإسرائيلي، بالتالي الفلسطيني العربي ليس له وجود في مثل هذه الصور التي تتعلق بعلاقة الدولة بالدين وعلاقة اليهود بين أنفسهم مع الدولة".

عدم المشاركة كتسجيل موقف

ويقول صالح لطفي للجرمق إن المسألة بعدم مشاركة الفلسطينيين في الـ48 في التظاهرات ليست مسألة تسجيل موقف، مضيفًا، "القضية قضية فعل سياسي يتعلق بالوجود اليهودي في الدولة، وعلاقة الدولة كدولة مع منظومتها الحاكمة كالجيش والمخابرات ومؤسسات المجتمع المدني والمجتمع الذي بنى المؤسسات".

ويتابعللجرمق، "مسألة تسجيل المواقف ليست هنا، قيادات أحزاب الكنيست حاولت تسجيل مواقف من خلال مشاركتها بالمظاهرات ولكن الإعلام الإسرائيلي لم يهتم بها مطلقًا، وعندما يريد الشخص تسجيل موقف يجب أن يكون لديه أجندات واضحة تظهر على المستوى الإعلامي حول الموقف الذي يريد تسجيله".

ويقول صالح لطفي للجرمق، "الصراع داخل إسرائيل، صراع بين الشرقيين والاشكناز، أو صراع بين المتدينيين والعلمانيين أو بين اليمين واليسار والمركز، وكل ذلك يتعلق بقيم الدولة وعصبها التي تم الاتفاق عليها بين بن غوريون ومجموعته قبل قيام الدولة".

ويضيف للجرمق، "أن يأتي العربي الفلسطيني ويسجل موقفًا من هذه القيم المُتصارَع عليها إسرائيليًا ليس بالمهم للشارع العربي الفلسطيني في الداخل، وبخاصة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة متغولة، فمثلًا لأول مرة في التاريخ يتم فيها عقد اجتماع لهيئة القضاء والقانون في الكنيست لمناقشة سحب جنسيات فلسطينيي48 بحجة الإرهاب ومناهضة قيم الدولة التي يتصارع عليها أقطاب المجتمع الإسرائيلية حاليًا".

"نضالان منفصلان"

ومن جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول للجرمق، "إذا قرر منظمو التظاهرات التفاوض مع لجنة المتابعة وليس مع أعضاء الكنيست حول أهداف التظاهرات من الممكن أن يُشارك الفلسطينيون في الداخل بهذه المظاهرات، هذه هي الحالة الوحيدة أما إذا لم يحدث التفاوض، فالمشاركة يُمكن أن تكون فريدة فقط، لأن المتظاهرين الإسرائيليين (المعارضة) ليسوا معنيين بمشاركة الفلسطينيين".

ويتابع للجرمق، "منظمو المظاهرة يريدون للمظاهرة أن تكون بطابع صهيوني صرف، ويريدون التركيز على الجهاز القضائي وحماية المنظومة الإسرائيلية فقط".

ويضيف للجرمق، "نحن لدينا جدول أعمال مختلف جدًا عن جدول أعمال المتظاهرين ضد الحكومة الجديدة، نحن نهتم بحماية شعبنا وذاتنا، نحن مهددون كشعب وكجمهور، هم يريدون الدفاع عن منظومتهم، وأجهزة دولتهم تريد الدفاع عن نفسها أمام الحكومة، ولكن هذا ليس أولوية بالنسبة لنا، ولا يقع ضمن جدول أعمالنا".

ويقول، "نحن نريد هامش حريات، ونريد مواجهة الدولة التي يسعون لحماية أجهزتها، أما بالنسبة لنا فإن المحكمة العليا التي يطالبون بعدم المساس بها، سيئة بالنسبة لنا، وليست ملاذًا للعدالة كما أن قضايا أجهزة الدولة كالجهاز القضائي والشرطة والجيش ليست أمور تشغلنا".

ويتابع أمير مخول في حديث للجرمق، "القائمون على التظاهرات ضد حكومة نتنياهو لا يهتمون بقضايا العنصرية وقضايا العلم أو قانون القومية، ولذلك من الأفضل أن يكون نضالنا منفصل عن ’نضالهم’، وأن يكون نابع من أجندتنا الفلسطينية، وأن يقوموا هم بنضالهم وحدهم بين المركز واليمين".

ويضيف مخول، "لقد استمعت للخطابات في التظاهرات السابقة، ومحتواها لا يكفينا أن نشارك فيها بالحد الأدنى، نحن نناضل بحسب جدول أعمالنا، وهم بحسب أجنداتهم، ولا مانع أن يُسقطوا الحكومة".

ويختم، "في النهاية، الحكومة والمعارضة لا تهمهم القضية الفلسطينية، الحكومة تتغول ضد الفلسطينيين، والمعارضة لا تريد أن تنشغل بها بتاتًا، في الوقت الذي نريد فيه نحن أن ننشغل بها".

 

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر