اعتقل خلالها أكثر من 100 فلسطيني.. عامٌ على هبة النقب

هبة النقب


  • الثلاثاء 10 يناير ,2023
اعتقل خلالها أكثر من 100 فلسطيني.. عامٌ على هبة النقب
هبة النقب

يصادف اليوم الثلاثاء الذكرى السنوية الأولى لهبة النقب التي خرج فيها الفلسطينيون بالنقب وكافة أراضي48 إلى الميدان رفضًا لعمليات التجريف والتحريش التي بدأتها في منطقة نقع السبع بالنقب، واستمرت لـ 3 أيام متتالية، ليخرج الفلسطينيون ويرفضوا السياسات الإسرائيلية التي تهدف لسلبهم أراضيهم.

كيف بدأت الهبة؟

في نهاية شهر ديسمبر من عام 2021، اقتحمت القوات الإسرائيلية وشرطة الخيالة أراضي عشيرة الأطرش بالنقب لمصادرتها والسيطرة عليها، حيث تصدى النقباويون للقوات الإسرائيلية التي انسحبت بعد اليوم الثالث.

وأكد في حينه نشطاء نقباويون على أن أراضي عشيرة الأطرش ونقع السبع مستهدفة من قبل السلطات الإسرائيلية التي تسعى للسيطرة على قرى النقع لمصادرة 45 ألف دونم في المنطقة وترحيل سكانها.

وبتاريخ 10/1/2022، عادت آليات الهدم وقوات من "الصندوق القومي اليهودي (الكيرن كييمت)" بحماية الشرطة الإسرائيلية اقتحام منطقة نقع السبع بالنقب متجهة إلى أراضي عشيرة الأطرش لمتابعة العمل في تحريش الأراضي تمهيدًا لمصادرتها والسيطرة عليها.

وتوعدت "دائرة أراضي إسرائيل" قبل ذلك بأيام أهالي النقب بالعودة إلى تحريش الأراضي ومصادرتها بعد استقرار الأحوال الجوية.

واعتقلت القوات الإسرائيلية في اليوم الأول للاقتحامات شاب من عائلة الأطرش وصحافي فلسطيني أثناء تغطيته للأحداث، كما اعتدت على مراسل الجرمق الإخباري خلال التغطية آنذاك.

وهدمت القوات الإسرائيلية في اليوم الأول من الاقتحامات خيمة لإحدى عائلات عشيرة الاطرش، ومنعت الصحفيين والمتضامنين من الاقتراب وأجبرتهم على التصوير من مسافة بعيدة.

وصعّدت قيادات النقب في برنامجها النضالي بعد هدم القوات الإسرائيلية لخيمة الاعتصام التي أقيمت في 11 من يناير، حيث أقيمت فجرًا ثم قامت القوات فور وصولها بهدم الخيمة ومصادرة الكراسي منها.

وانطلقت تظاهرة في 11 يناير الساعة السابعة صباحًا قرب مفرق قرية سعوة بعد إغلاق شارع 31، رفضًا لهدم الخيمة، واحتجاجًا على عمليات تجريف الأراضي وتحريشها، وانتقلت التظاهرة من مفرق سعوة إلى داخل القرية وتحديدًا على الأراضي المهددة، حيث اندلعت بعد ذلك مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي نفذت حملة اعتقالات واسعة طالت مع نهاية اليوم 21 فلسطينيًا بينهم فتيات وأطفال، كما اعتدت على الأهالي داخل المنازل.

واستأنفت القوات الإسرائيلية و"دائرة أراضي إسرائيل" اقتحاماتها لأراضي الأطرش لليوم الثالث على التوالي، حيث اشتدت المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في 12 من يناير 2022، إذ اعتقلت القوات الإسرائيلية في 12 من يناير 30 فلسطينيًا بينهم فتيات وأطفال، كما مددت اعتقال عدد من معتقلي الـ11 من يناير.

ومع نهاية الهبة، وصلت الاعتقالات في النقب إلى أكثر من 100 فلسطيني بينهم قاصرين وفتيات وكبار في السن، وانطلقت آنذاك تظاهرة يومية استمرت لأسبوعين للمطالبة بإطلاق سراحهم.

وامتدت الدعوات من دعوة للتظاهرة على مفرق سعوة الأطرش ووصلت إلى دعوات لتظاهرة في يافا وكفركنا وأم الفحم، والناصرة، وعرابة، وطمرة، وشفاعمرو، ويافا، وحيفا تنديدًا بالسياسات الإسرائيلية في النقب وتحديدًا في سعوة الأطرش.

مبادرة لدعم المعتقلين..

وبتاريخ 17/1/2022، أطلقت مجموعة من الأخصائيين النفسيين والمعالجين الاجتماعيين حملة لدعم معتقلي هبة النقب نفسيًا واجتماعيًا في ظل الاعتداءات والاعتقالات التي تعرض لها عشرات الشبان والفتيات والقاصرين خلال المواجهات التي اندلعت احتجاجًا على عمليات التجريف والتحريش في منطقة نقع السبع.

وأوضحت المتطوعة في مبادرة الدعم القطري للمعتقلين وعائلاتهم هتاف الهزيل أن المبادرة ليست وليدة هبة النقب حيث كانت قد أطلقت خلال هبة الكرامة في شهر مايو 2021 لدعم المعتقلين في ذلك الحين.

ولا تزال السلطات الإسرائيلية تستمر بملاحقة الفلسطينيين بالنقب منذ الهبة، حيث أوضح المحامي مروان أبو فريح في منتصف شهر ديسمبر 2022 أن 4 قاصرين 16 عامًا لا يزالون رهن الإبعاد والحبس المنزلي منذ احتجاجات الهبة، مشيرًا إلى أن الشبان يواجهون لوائح اتهام "قمعية خطيرة وظروف نفسية صعبة".

ولفت أبو فريح إلى أن المحكمة الإسرائيلية فرضت عليهم الإبعاد إلى مركز البلاد حتى انتهاء الإجراءات القضائية، بالإضافة إلى حرمانهم من حقهم  في التعليم، وذلك بعد تحويل ملفاتهم من جنائية إلى أمنية. 

وأضاف، "عائلات هؤلاء الشبان تواجه الأمرين، معنويًا وسياسيًا واقتصاديًا، حتى أن البعض من أفراد هذه العائلات تركوا مقاعد الدراسة العليا لمساندة ذويهم وأهل بيتهم".

وأردف، "المعتقلين وذويهم في أمس الحاجة لمساندتنا جميعًا وعلى المتابعة والحركات والأحزاب إقامة صندوق داعم للأهالي والمعتقلين إلى جانب مواكبة حالات الأهالي وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، لأن عدم الحراك في هذه المسألة قد يؤدي إلى نتائج سلبية على مجمل النضال الجماهيري".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر