من ذاكرة السجن..المطر الأول بعد السجن


  • الاثنين 26 ديسمبر ,2022
من ذاكرة السجن..المطر الأول بعد السجن
السجون

كنا تحررنا من السجن، بعد سنوات طويلة هناك، المرحوم راجح حسن بشر، جميل مصطفى ذياب، وأنا، وكان ذلك بشهر أيار من العام 1985.

بعد حوالي اسبوعين، دعانا أحدهم من القرية لفرح ولده، وكما جرت العادة في ذلك الوقت، يكون العرس بساحة العين في القرية، حيث يتجمع أهل القرية في الساحة، وعلى أهازيج الزجال (الحداي) يصطف الرجال والشباب في حلقه دائريه، يستمعون إلى الحداي، يصفقون بفرح ويرددون مقاطع مع الحداي، في انسجام وتجانس وسرور، فيما يقفن النسوة ويستمعن أيضًا، لم يمر كثير وقت، حتى هطل المطر بشكل مفاجىء، كان المطر شديدًا وغزيرًا، تفرق الجمع، وركض كل في اتجاه، وبالنهايه خلت الساحة من الناس، فيما استمر هطول المطر بغزارة، ووجدت نفسي وراجح وذيب لوحدنا بالساحة التي كانت خالية تمامًا، وكأنها لم تشهد وجود المئات قبل دقائق معدودة، لا أدري لماذا بقينا نحن ثلاثتنا تحت المطر، وقفنا هناك باحدى زوايا الساحة، تحت المطر، كان السرور والفرح يغمرنا، فقد كانت تلك المرة الأولى التي نشهد بها المطر يهطل ويلامس أجسادنا، فجأه انتبهنا لصوت ينادينا، لندخل إلى بيته ونتقي المطر.

كان هذا الشخص هو الاستاذ المرحوم سميح سرحان، أبو سهيل، والذي يسكن هناك بساحة العين، نادانا وعزمنا إلى بيته، مستغربًا من بقائنا هناك لوحدنا تحت المطر،، اقتربنا ناحيته، ودخلنا بيته، واحتراما لمشاعرنا لم يشأ سؤالنا عن الأمر وسر بقائنا، لكننا فهمنا استغرابه واندهاشه من تصرفنا، كان أبو سهيل إنسانًا محترمًا مثقفًا، وعليه شرح له المرحوم راجح ما الذي دعانا إلى ذلك، وأن المسأله كانت عفوية وتلقائيه منا، تفهم أبو سهيل الأمر، احتسينا الشاي وانصرفنا.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر