الدروز

الفلسطينيون الدروز في مواجهة عنف الأسرلة والتنميط وتشويه الهوية

أراضي48


  • الأحد 25 ديسمبر ,2022
الفلسطينيون الدروز في مواجهة عنف الأسرلة والتنميط وتشويه الهوية
توضيحية

يؤكد الفلسطينيون الدروز بشكل دائم على عروبتهم وفلسطينيتهم، ورفض معظمهم للتجنيد الإجباري، حيث يجدون أنفسهم دائمًا بين الأفكار النمطية المجتمعية والتعامل معهم على أنهم أقلية ترغب التجنيد الإجباري الذي تفرضه عليهم القوانين الإسرائيلية وبين الإعلام الإسرائيلي الذي عادةً ما يصورهم على أنهم راغبون بالتجنيد.

ونشرت شبكة قدس الإخبارية مؤخرًا حلقة مصورة تناولت عبرها قضية الفلسطينيين الدروز، وأبرزت محاولات تشويه وطنيتهم من السلطات الإسرائيلية، حيث تحدثت الحلقة أيضًا عن الطريق التي خاضها الدروز تاريخيًا لمحاربة الأسرلة ورفض التجنيد الإجباري.

"الدروز ضد الحركة الصهيونية"..

ويقول الحقوقي وأحد مؤسسي حراك "ارفض شعبك بيحيمك" يامن زيدان: "إسرائيل قبل الاحتلال، أي قبل أن تصبح دولة كانت تعمل وترصد الخلافات الموجودة بين شرائح الشعب الفلسطيني، ورغم رصدها للمشاكل لم تستطيع أن تقود الشعب الفلسطيني بما فيهم الدروز إلى أن يكونوا موالين لها، القيادات الدرزية ما قبل الـ 48 كانت بشكل واضح ضد الحركة الصهيونية وكانت مندمجة على كل الأصعدة على الصعيد العسكري والسياسي بالقضية الفلسطينية".

ويتابع، "الدروز اشتركوا بالثورة عام 1936 كان هناك أكثر من 500 ثائر درزي في الثورة، وفي الـ 48، كان لهم حضور قوي  في جيش الإنقاذ بغض النظر أن البعض يرى جيش الإنقاذ على أنه إشكال لكن هذا الإشكال ظالم، هذا الجيش يتكون من مجاهدين ومقاومين ومحاربين من جميع الدول العربية جاؤوا لمساندة القضية الفلسطينية، وكان هناك أيضًا كتيبة درزية تتكون من 600 جندي منهم فلسطينيين".

ويردف، "هذه هي الرواية الصهيونية وللأسف أحيانًا كفلسطينيين نجد أنفسنا متلقين أكثر من أن نكون باحثين، وعلى هذا الأساس نتهم الدروز بأنهم كانوا يتعاملون مع الحركة الصهيونية، الدروز عددهم لم يكن يتجاوز الـ 11 ألف نسمة قبل عام 1948، وقيادات الدروز الدينية والسياسية كانت مندمجة على جميع الأصعدة بالقضية الفلسطينية ولم يكونوا يومًا على الحياد".

ويذكر زيدان في حديثه أنه بعد عام 1948 بدأت محاولات السلطات الإسرائيلية للقضاء على القيادات الدرزية الوطنية، مضيفًا، "بعدما أصبحت إسرائيل دولة حولت البعض إلى قيادات في الدروز وقضت على  دور القيادات الوطنية كما فعلت في كل فلسطين، ولاحقًا أخذت موافقة هذه القيادات السياسية التي قامت بتزعيمها على الدروز من أجل التجنيد الإجباري عام 1956".

بدوره، يؤكد رئيس حراك الشباب النهضوي ومدير جمعية النهضة والتنوير الشيخ سعيد الستاوي أن محاولات هندسة العقول ومسح الأدمغة كانت جارية منذ أكثر من 80 عامًا أي قبل النكبة حتى، موضحًا أن السلطات الإسرائيلية كانت دائمًا تستغل الخطاب الديني الذي يعتبر خطاب مقبول بالنسبة لمعظم طبقات المجتمع.

ويضيف، "عادة يقولون إن التجنيد الإجباري وقع عليه مشايخ الدروز وهذا حديث كاذب، وغير صحيح، بعد عمليات البحث التي أجريناها لم يكن أي شيخ أو مرجع ديني واحد راضٍ عن الخدمة، بل أصدرت أكثر من فتوى وقرار ديني لمنع التجنيد في الـ 56، أي أن التجنيد كان محارب من المراجع الدينية، تاريخيًا من أول المتصدرين للاحتلالات منذ 1000 عام؟ من هم حماة الحدود والمرابطون على الحدود؟ ومن أول من واجه الفرنسيين، كان السلطان باشا ورفاقه، وأسعد كنج، وأبو صالح من مجدل شمس".

ويؤكد الستاوي على أن يتم هضم كافة الأعلام الدرزية، وأن الدروز يفتقرون للمنصة المطلوبة في الإعلام المحلي والعربي، وأن الإعلام يركز فقط على أن الطائفة الدرزية وقع بعض المنتفعين فيها على الخدمة الإجبارية. 

تاريخ من رفض التجنيد الإجباري..

ويعود الحقوقي زيدان ليؤكد على أن الفلسطينيين الدروز رفضوا حاربوا التجنيد الإجباري، وأنه فرض عليهم بالحديد والبارود، مضيفًا، "غالبية الشباب الدرزي في حينه خرجت ضد  التجنيد الإجباري، وتم ملاحقة المتهربين وأسموهم من التجنيد، التهرب من التجنيد كان يعتبر مخالفة جنائية ويتم ملاحقة الشبان عليها، وأحيانًا كان يتم اعتقال الأم أو الأب والتضييق عليهم لإجبارهم على التجنيد".

ويشير زيدان إلى لجنة المبادرة الدرزية التي تأسست عام 1971 كانت هي أو عمل منظم يتشكل لرفض التجنيد الإجباري، مضيفًا، "إعادة بلورة الهوية الفلسطينية بدأت من منظمة التحرير الفلسطينية وتحديدًا بعد دخول فدائيين على منظمة التحرير عام 1968، لجنة المبادرة الدرزية كانت تعمل على محاربة التجنيد وعملت داخل الطائفة الدرزية وأثرت بشكل كبير وكانت هي السبب وراء تشكيل السلطات الإسرائيلية لحركة الصهيونية الدرزية، هذه الحركة كانت كرد على لجنة المبادرة ومناهضة التجنيد الاجباري وتم تمويلها بملايين الشواكل".

ويتابع، "الفارق هو أن حركة الصهيونية الدرزية مدعومة من إسرائيل ماليًا ولوجستيًا وعلى مستوى المدارس حتى كان مسموح لها الدخول إليها، لكن لجنة المبادرة الدرزية غير ممولة، وهي مقيمة بتطوع تام، ونحن ليس لدينا جهة فلسطينية أو عربية تدعمها، وحتى الأحزاب تدعم بشكل متواضع جدًا ولا يضاهي ما يتم رصده وضخه من أجل هندسة العقل الشباب الدرزي وتوجيهه نحو التجنيد وأسرلته".

"مشروع عسكري"..

ويقول الشاعر والروائي من قرية البقيعة علاء مهنا وهو أحد الرافضين للتجنيد الإجباري: "رفض التجنيد الإجباري هو مركب من مركبات الهوية الفلسطينية، وهذا ما توصلت إليه في دراستي الثانوية في البداية، أنا كنت أعيش بصراع ما بين مؤسسة تحاول تجنيدينا، وبيئة حاضنة وطنية تحافظ على هويتك وكيانك واستقلاليتك الفردية والفكرية وتعلمك بأنك تستطيع أن تختار ما تشاء".

ويؤكد مهنا على أن المدارس التي تعلم فيها لم تكن إلا مشروع عسكري، مضيفًا، "المدرسة مشروع عسكري، هم يعملون على منهاج تدريسي وأمور لا منهجية عديدة لتهيئة الدخول إلى الجيش ولتكون جندي في صفوفه، يأتون بجنود من قريتك إلى المدرسة ليقنعوك لماذا يجب عليك أن تذهب إلى الجيش، هذه المحاولات لها تأثيرها على الشباب، الشاب الدرزي العربي لم يحتك مع الشعب الفلسطيني، لم يشاهد جدار الفصل من قبل، لا يعلم إلّا ما يتم تلقينه إياه لذلك يخرج بأفكار مغلوطة عن نفسه ومجتمعه وشعبه الفلسطيني".

ويتابع، "وأنا بعمر الـ 6 سنوات وتحديدًا بيوم الأرض أنا والكثير من أقاربي وأصدقائي شاركنا في الفعاليات، لذلك أحيانًا مهما حاولت المؤسسة الإسرائيلية أن تغسل دماغك هذه البيئة أقوى وتستطيع أن تحافظ عليك وتوجهك بالشكل الصحيح".

بماذا يمر رافضو التجنيد؟

ويوضح علاء مهنا أحد الرافضين للتجنيد أنه قبل تجنيد الأفراد يمرون بمراحل، أولها مرحلة الفحوصات، وتشكل فحوصات طبية، قائلًا: "حتى يقومون بتجنيدك يرسلونك لفحوصات عديدة، هناك يقومون بامتحانات مختلفة، ذهبت للفحوصات وأخبرتهم أنني لا أريد أن أتجند، ومررت في الفحص الثاني والثالث والرابع، وجاء وقت الجلوس مع طبيب نفسي وهناك، الطبيب أقر أنني مجنون، نعم كل شاب درزي يرفض التجنيد يعتبر بنظر الدولة مجنون، نحن جيل إما أن نكون جنود مطيعون يغسلون دماغنا ونذهب للجيش أو نحن مجانين".

استغلال للدين..

ويقول مهنا: "إسرائيل استطاعت أن تفرض التجنيد الإجباري على الدروز، وهو أمر ليس اختياري القانون يفرض عليك أن تتجند أنت لا تختار، إذا اخترت ألا تتجند أنت تخرق القانون، إحدى المشاكل التي نواجهها هو أنه يشاع عن من يذهب إلى التجنيد بأنه ذهب بشكل طوعي، وهذا غير صحيح إسرائيل فرضت التجنيد على الدروز قهرًا، التجنيد ليس خيار هو مفروض علينا".

ويتابع، "إسرائيل لم تعزز تلك الأفكار فقط، بل استغلت الدين أيضًا في مصلحة سياستهم، ويعطون غطاء ديني لهذا المشروع ألا وهو التجنيد الإجباري ويكذبون، الشباب الصاعد يصدق هذه الأكاذيب لأن لا أحد يقول له العكس".

ويؤيد الشيخ سعيد الستاوي ما قاله مهنا، مضيفًا، "القاعدة التوحيدية المذهبية هو مذهب إسلامي وسطي معتدل يأخذ بالاجتهاد وهو فرع من الشجرة الإسلامية ولا وجود لأي صحة لهذا الادعاء بأن الدين أو هناك مرجع يحث على التجنيد، حاولوا سنين أن يقاوموا ذلك بشدة، حتى قاموا بإبعاد الشيوخ البارزين وشيوخ المراجع عن مراكز اتخاذ القرار ليؤثروا على عقول الشباب".

ويلفت الستاوي إلى أن السلطات الإسرائيلية تعمل جاهدة على إثبات ادعائاتها المتعلقة بالتجنيد الإجباري عبر بث الأكاذيب، ويردف، "ادعوا بأحد التقارير قبل أشهر أن نسبة المتجندين الدروز حوالي 83% وهذا غير صحيح، في مؤتمر هتسريليا قالوا إن معدل الرفض أكثر من 67% هناك تناقض شديد بين الحقيقة وما ينشر، يجب أن نوضح للضفة والقطاع وفي الأراضي المحتلة أنه ليس كل من يتكلم العربية على الحاجز أو في الأقصى أو في القدس أو على خطوط التماس هو درزي، حاولوا أن يضعوا الدروز هناك لكن ليس كل من يتكلم العربية درزي، عدد المتجندين من البدو والطائفة المسيحية واليهود المتكلمين العربية أعداد مضاعفة للدروز، وتم الكشف أكثر من مرة عن يهودي وأحد الأشخاص من قرانا العربية من باقي الطوائف حيث ادعى أنه درزي وتبين لاحقًا أن لا صلة له بالدروز".

ويشدد علاء مهنا، أحد الرافضين للتجنيد الإجباري الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على الطائفة الدرزية على أن الأغلبية الساحقة من الدروز ترفض التجنيد الإجباري، ويكذب مهنا الأرقام والبيانات التي تنشرها السلطات الإسرائيلية قائلًا: "أي شاب رافض يصل إلى مكتب للتجنيد ويدخل إلى السجن يعد جندي مسجون ويحسب مع المتجندين".

"أكثرية صامتة"..

ويقول الحقوقي يامن زيداني: "يوجد في المجتمع الدرزي الأقلية الصارخة التي تخرج ضد التجنيد، والأكثرية  الصامتة، هذه الفئة تحتضن الرافض وعلى الأقل تعتبره حر بقراره، هناك بعض الأفراد وعناصر موجودين في الجيش كضباط ويدخلون للسلك العسكري للعمل ويربون أولادهم على ألا يذهبوا إلى الجيش، هؤلاء لا يخرجون إلى الإعلام، تسليط الضوء يحدث عندما يرفض أحد التجنيد لأسباب وطنية وبشكل علني".

ويتابع، "الإحصائيات الإسرائيلية تقول إن أكثر من 50% ممن يصلون إلى عمر التجنيد لا يتجندون ويطلق عليهم اسم متهربين من الخدمة، وحتى الـ 50% الذي يتجندون لا يكملون جميعهم الـ 3 سنوات، منهم من يعود ومنهم من يسجن ومنهم من يهرب لأنهم يعاملون داخل الجيش بعنصرية وتمييز".

صور نمطية..

ويؤكد الشيخ الستاوي على ضرورة محاربة الصور النمطية التي يتم بثها عن الطائفة الدرزية، قائلًا: "يمارس الضغط على الضحية وكأنها القاتل، نحن عرب ومسلمون، أنت موجود في وسط حاضنتك، لكن أنا أقاوم مع قلة، اليوم يوجد عدد ويوجد وعي، لكن في السابق كان هناك أقلية، من كان يجرأ على الحديث في قضية التجنيد الإجباري، من يتحدث يتعرض لتحقيقات وملاحقات وأحيانًا قد تصل للقتل".

ويضيف، "كيف ستكون العودة إلى الحاضنة العربية الإسلامية إذا لم تكن من أهلنا في فلسطين!، نحن لنا تاريخنا الذي يشفع لنا ونحن أبناء واحدة من أعمدة الإسلام، الانتماء لا زال موجود لكن تخلي الكثير من أبناء شعبنا عنا وتصديق الرواية الإسرائيلية كأنني مفصولين عن عروبتنا وغسل الأدمغة والعمل عليها أثر وجعل البعد يزداد". 

تجربة رافض للتجنيد الإجباري..

ويقول حمودي أبو الريش ناشط من يركا وأحد الرافضين للتجنيد الإجباري: "بعمر الـ 16 عامًا في عام 2012، وفي عز الربيع العربي كان يصلني الكثير من الصور الجميلة والمؤلمة من ميدان التحرير، وكان الإنترنت في أوجه، وكنت أسمع عن الفلسطينيين في تلك الفترة لم أكن  أعتبر نفسي فلسطيني وأنا لم أكن أعلم من هم الفلسطينيين".

ويتابع، "في أحد المرات وأنا أتابع ما يحدث في الربيع العربي، ظهر أمامي مقطع فيديو لجنود دخلوا إلى منزل صحافي في النبي صالح في الساعة الـ 3 فجرًا، الأم التي كانت تصور الحدث تشبه جدتي، المرأة بدأت تغضب عندما دخل الجنود إلى غرفة الأولاد وهم نائمون وهم بعمر شقيقي الصغير، أيقظوهم من النوم في الـ 3 فجرًا".

ويردف، "في تلك اللحظة بدأت أغضب من هذا الوضع، وأتساءل كيف هكذا؟، انتهكوا خصوصية المنزل وأيقظوا سيدة كبيرة واعتقلوا الأب، في لحظة في الفيديو يفتح أحد الجنود دفترة ابنتهم الصغيرة ويبدأ يقرأ فيه، كنت وكأنني أرى في الفيديو بيتنا وجدتي وأخوتي الصغار، رأي نفسي من يقرأ الأم في الفيديو تقول للجندي: حرام تحكي عربي، والجندي يبدو من عمري، بدأت أفكر أنني بعد عامين سأكون في هذا الموقف، بهذه اللحظة الغضب تحول من غضب على الجنود لغضب لأن هناك من ضحك علي ولم يقل لي الحقيقة ولم يقل لي ما يفعله الجيش حقيقةً".

ويضيف، "أنا سأفعل أعمال إجرام بالناس، سأدخل وأقتحم منازلهم، كان هناك شعور صادم، وبعد عامين، عندما وصل أمر التجنيد الإجباري كنت كأن شخص عزيز علي توفي، أنا لا أريد أن أذهب إلى تلك المنظومة، في تلك المرحلة لم يكن المبدأ فلسطيني بل كان الشعور بأنني لا أريد أن أكون في تلك المنظومة، نحن نكبر في الداخل الفلسطيني ونقول أننا في غربة، نحن نتغرب عن كلمة فلسطيني".

ويردف، "الاضطراب النفسي هو أحد العلل التي يمكن استعمالها للخروج من المنظومة العسكرية، قلت لهم أنني أعاني من اكتئاب وأنه في حال تم تجنيدي سأنتحر، في تلك الفترة كنت أسمع على الفيسبوك عن حراك ارفض شعبك بيحيمك، كان هناك رافضون موجودين بشكل علني وانتشرت قصصهم، وعرفت أسمائهم، هاد جزء جعلني أخشى التعامل معهم لأنني كنت في مرحلة انتظار الخلاص من التجنيد، لاحقًا بعد أن انتهى الأمر ولم أتجند ذهبت إلى الجامعة وأصبحت ناشط بالحراك".

 

. . .
رابط مختصر



التعليقات 1

avatar
Dixieted
الثلاثاء 25 يوليو ,2023 رد

Bro - Ш§Щ„Ш¬Ш±Щ…Щ‚ ШґШЁЩѓШ© ШҐШ®ШЁШ§Ш±ЩЉШ© ЩЃЩ„ШіШ·ЩЉЩ†ЩЉШ© Щ…Ш®ШЄШµШ© ЩЃЩЉ Щ…ШЄШ§ШЁШ№Ш© Ш§Щ„ШЈШ­ШЇШ§Ш« ЩЃЩЉ Щ…Щ†Ш§Ш·Щ‚48 Ш§Щ„ЩЃЩ„ШіШ·ЩЉЩ†ЩЉШ©. - Best info! - Лучший сайт для покупки товаров разной направленности - Кракен (<a href="https://xn--2rn-7ua.cc">https://xn--2ra-7ua.cc</a>). Это крупнейшая в России и СНГ торговая анонимная площадка, которая позволяет быстро и безопасно продавать и покупать вещи любого типа. Для каждого пользователя представлена масса возможностей. К тому же, у каждого продавца есть рейтинг, отзывы, и другая информация, которая поможет вам подобрать подходящее предложение. — это лучший, и наверное, единственный сайт, на котором можно купить любые товары, независимо от вашего желания и требований. При этом Администрация проекта <a href="https://xn--2rn-7ua.cc">https://xn--2ran-g0a.com</a> гарантирует анонимность и безопасность при совершении сделок. И контролирует каждую покупку, чтобы пользователей не обманывали. Именно поэтому площадка настолько востребована и популярна. Re: <a href=https://xn--krkn-6q5a9f.com>кракен сайт </a> jrehfure9o1 <a href=https://mawka.cl/blogs/blog/una-campana-ondera-y-miau-profunda-%F0%9F%98%BB?comment=133557092628#comments>кракен даркнет ссылка</a> <a href=https://aljarmaq.net/post/13436/%D8%A8%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%AF-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8048-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%88%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%AF>кракен официальный сайт</a> <a href=http://escuelaechile.cl/news/viewpost/205064/11055>kraken</a> <a href=https://meridijan15.hr/de/?option=com_realestatemanager&task=view_house&catid=46&id=47&Itemid=118>кракен ссылка на сайт</a> <a href=https://www.bbellatore.com/index.php/casual/product/view/13/290>кракен даркнет</a> <a href=http://bwmusic.ru/news/aktsiya-tsifrovoe-pianino-casio-cdp-130-vsego-za-24900-rublej#comment_13366>ссылка на кракен</a> <a href=https://www.livejournal.com/login.bml?returnto=http%3A%2F%2Fwww.livejournal.com%2Fupdate.bml&event=Bro%20-%20%D0%A0%E2%80%9C%D0%A1%D0%82%D0%A0%C2%B0%D0%A0%D0%85%D0%A0%D1%91.%D0%A0%C2%A0%D0%A1%D1%93%3A%0A%D0%A0%E2%80%98%D0%A0%C2%BB%D0%A0%D1%95%D0%A0%D1%96%D0%A0%D1%91%20%2F%20%D0%A0%D0%8E%D0%A0%D0%86%D0%A0%D1%95%D0%A0%C2%B1%D0%A0%D1%95%D0%A0%D2%91%D0%A0%D0%85%D0%A0%D1%95%D0%A0%C2%B5%20%D0%A0%D1%98%D0%A0%C2%B5%D0%A1%D0%83%D0%A1%E2%80%9A%D0%A0%D1%95%20%20-%20Best%20info%21%20%0D%0A-%20%0D%0A%20%0D%0A%D0%A5%D0%BE%D1%82%D0%B8%D1%82%D0%B5%20%D0%BF%D0%BE%D0%BF%D0%B0%D1%81%D1%82%D1%8C%20%D0%BD%D0%B0%20%D0%BA%D1%80%D1%83%D0%BF%D0%BD%D0%B5%D0%B9%D1%88%D0%B8%D0%B9%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%20%D1%82%D0%BE%D1%80%D0%B3%D0%BE%D0%B2%D0%BE%D0%B9%20%D0%BF%D0%BB%D0%BE%D1%89%D0%B0%D0%B4%D0%BA%D0%B8%20%D0%B2%20%D0%A0%D0%BE%D1%81%D1%81%D0%B8%D0%B8%20%D0%B8%20%D0%A1%D0%9D%D0%93%3F%20%D0%A2%D0%BE%D0%B3%D0%B4%D0%B0%20%D0%BF%D1%80%D0%BE%D1%81%D1%82%D0%BE%20%D0%BA%D0%BB%D0%B8%D0%BA%D0%BD%D0%B8%D1%82%D0%B5%20%D0%BF%D0%BE%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B5%20%3Ca%20href%3D%22https%3A%2F%2Fxn--krkn-6q5a9f.com%22%3E%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D0%BE%D1%84%D0%B8%D1%86%D0%B8%D0%B0%D0%BB%D1%8C%D0%BD%D1%8B%D0%B9%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%3C%2Fa%3E%20%20%D0%B8%20%D0%B2%D0%B2%D0%B5%D0%B4%D0%B8%D1%82%D0%B5%20%D0%BA%D0%B0%D0%BF%D1%87%D1%83,%20%D0%B7%D0%B0%D1%82%D0%B5%D0%BC%20%D0%BF%D1%80%D0%BE%D0%B9%D0%B4%D0%B8%D1%82%D0%B5%20%D0%B0%D0%B2%D1%82%D0%BE%D1%80%D0%B8%D0%B7%D0%B0%D1%86%D0%B8%D1%8E%20%D0%B8%D0%BB%D0%B8%20%D0%B7%D0%B0%D1%80%D0%B5%D0%B3%D0%B8%D1%81%D1%82%D1%80%D0%B8%D1%80%D1%83%D0%B9%D1%82%D0%B5%D1%81%D1%8C%20%D0%BD%D0%B0%20%D0%BC%D0%B0%D1%80%D0%BA%D0%B5%D1%82%D0%B5.%20%D0%AD%D1%82%D0%BE%20%D0%B7%D0%B0%D0%B9%D0%BC%D0%B5%D1%82%20%D0%B2%D1%81%D0%B5%D0%B3%D0%BE%20%D0%BD%D0%B5%D1%81%D0%BA%D0%BE%D0%BB%D1%8C%D0%BA%D0%BE%20%D0%BC%D0%B8%D0%BD%D1%83%D1%82,%20%D0%B8%20%D0%B2%D1%8B%20%D0%B1%D1%8B%D1%81%D1%82%D1%80%D0%BE%20%D0%BE%D0%BA%D0%B0%D0%B6%D0%B5%D1%82%D0%B5%D1%81%D1%8C%20%D0%BD%D0%B0%20%D0%BF%D0%BB%D0%B0%D1%82%D1%84%D0%BE%D1%80%D0%BC%D0%B5%20Kraken.%20%D0%92%D0%B0%D0%BC%20%D0%BD%D0%B5%20%D0%BF%D0%BE%D0%BD%D0%B0%D0%B4%D0%BE%D0%B1%D0%B8%D1%82%D1%81%D1%8F%20Tor%20%D0%B1%D1%80%D0%B0%D1%83%D0%B7%D0%B5%D1%80%20-%20%D0%BD%D0%B0%D1%88%D0%B0%20%D0%BF%D0%BB%D0%BE%D1%89%D0%B0%D0%B4%D0%BA%D0%B0%20%D1%80%D0%B0%D0%B1%D0%BE%D1%82%D0%B0%D0%B5%D1%82%20%D0%B1%D0%B5%D0%B7%20%D0%BD%D0%B5%D0%B3%D0%BE.%0D%0A%20%0D%0A%20%0D%0ARe%3A%20%20%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Fxn--krkn-6q5a9f.com%3E%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%20%3C%2Fa%3E%20%0D%0A%20%0D%0Ajrehfure9o1%20%0D%0A%20%0D%0A%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-23-6418-5-06-2013%2Fsamyy-pesennyy-poet-belarusi%2F%3Ekraken%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%3C%2Fa%3E%0D%0A%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-12-6826-23-03-2022%2Fzheleznyy-narkom%2F%3E%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D0%BE%D1%84%D0%B8%D1%86%D0%B8%D0%B0%D0%BB%D1%8C%D0%BD%D1%8B%D0%B9%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%3C%2Fa%3E%0D%0A%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-24-6467-18-06-2014%2Fliteratura-kruglyy-god%2F%3E%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%82%D0%BE%D1%80%3C%2Fa%3E%0D%0A%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-19-20-6509-20-05-2015%2Fizobrazhaya-ruzvelt%2F%3E%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%20vk2%20top%3C%2Fa%3E%0D%0A%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-32-6426-07-08-2013%2Ffestival-muzyka-pletnyev%2F%3Ekraken%20darknet%3C%2Fa%3E%0D%0A%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-21-6645-30-05-2018%2F-talanty-prorastayushchie-v-russkoy-kulture-ne-zadavit%2F%3E%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%20%D0%BD%D0%B0%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%3C%2Fa%3E%0D%0A%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Fwww.domzamkad.ru%2Fnews%2Fzakon-o-dachnoj-amnistii-vstupil-v-silu.html%3Ekraken%3C%2Fa%3E%0D%0A%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-33-34-6655-08-08-2018%2Fvopreki-kompyuternomu-veku%2F%3E%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%82%D0%BE%D1%80%3C%2Fa%3E%0D%0A%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-37-6704-11-09-2019%2Fs-avtomatom-i-knigoy%2F%3E%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%3C%2Fa%3E%0D%0A%3Ca%20href%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-3-6446-22-01-2014%2Fnormy-uspekha%2F%3E%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%20%D0%BD%D0%B0%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%3C%2Fa%3E%0D%0A%20f3e065d%20>ссылка на кракен</a> <a href=https://aljarmaq.net/post/15142/%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%81-%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%84>kraken darknet</a> <a href=https://www.werpflegtwie.de/blog/2020/9/14/werpflegtwie-newsletter-august-2020>kraken darknet</a> <a href=https://aljarmaq.net/post/3213/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%A7-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%81%D8%A9-%D8%A8%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%86>кракен сайт ссылка</a> 1b10ebc

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر