قطار "العفولة_جنين" يُهدد آلاف الدونمات من أراضي قرية المقيبلة ويحد من توسعها

 


  • الأحد 25 ديسمبر ,2022
قطار "العفولة_جنين" يُهدد آلاف الدونمات من أراضي قرية المقيبلة ويحد من توسعها
قطار "العفولة-جنين"

 

تخوض بلدة المقيبلة في أراضي48 نضالًا واسعًا ضد مخطط قطار "العفولة- جنين"  الذي يهدد حوالي 2000 دونم من أراضي القرية بالمصادرة ويمنع توسّع القرية مستقبًلا بعد إغلاق المنفذ الوحيد المتبقي للقرية من الجهة الغربية بسكة القطار.

ويهدف المخطط إلى مد سكة حديد من "العفولة" إلى المنطقة الواقعة شمالي الخط الأخضر، بمحاذاة قرية مقيبلة ويشمل تخصيص منطقة، "لتخزين البضائع وأخرى لمعبر حدودي وأخرى لمحطة ركاب". 

وترى "إسرائيل" أن هذا المخطط هو "مخطط وطني الهدف منه توصيل البضائع من المنطقة الصناعية الدولية في جنين إلى العفولة ومنها شرقًا، مستقبلًا، إلى الأردن وغربًا إلى ميناء حيفا".

وترى  شركة قطار "إسرائيل" ودائرة التخطيط في وزارة الداخلية الإسرائيلية أن، "هذا المخطط ذو أهمية إستراتيجية لمستقبل المنطقة وتطورها، وسيسمح في المستقبل بنقل البضائع من حيفا والعفولة إلى المنطقة الصناعية شمال جنين".

إعدام لمستقبل القرية

ويتسبب المخطط بإغلاق المنفذ الوحيد لقرية المقيبلة من الجهة الغربية مانعًا توسعها المستقبلي، حيث يقول المحامي تيسير قاسم من بلدة مقيبلة، إن المخطط يستهدف حوالي 2000 من أراضي أهالي قرية مقيبلة الذين يبلغ عددهم نحو 4300 نسمة.

ويتابع المحامي تيسير قاسم للجرمق، "المخطط يتم العمل به منذ عام 2009، وقرية مقيبلة هي القرية الوحيدة المتضررة من هذا المخطط، وعلى الرغم من أنها المتضرر الوحيد إلا أن اللجان المختصة لم تُشركها في المباحثات وجلسات النقاش حول المخطط".

ويُشير للجرمق إلى أن، "البلدات اليهودية المحيطة كانت شريكة في نقاشات المخطط ووضعت ملاحظاتها على الرغم من أنها ليست متضررة من المشروع ولكن أي بلدة سيمر المخطط بمحاذاتها -ليس حتى على أراضيها- تم إشراكها باستثناء مقيبلة".

ويضيف للجرمق، "جميع مستوطنات التعناخ، وهي مستوطنة أفيتال، ماغين شموئيل، ميتاف..وجميعها كانت ضمن المباحثات والمحادثات وتم الاستماع لها ولآرائها حول المخطط، حتى كيبوتس مرحافيا الذي يقع خارج نطاق المجلس الإقليمي جلبوع تمت دعوته لجلسات النقاش، وكان شريكًا ووضع ملاحظاته، إلا أن المقيبلة لم تُدعَ".

ويُشير المحامي تيسير قاسم إلى أن المخطط سيتسبب بمصادرة نحو 2000 دونم من أراضي أهالي قرية مقيبلة، 1400 دونم منها أراضي خاصة "طابو"، ونحو 600 دونم قامت "إسرائيل" بـ "إعطائها" لأهالي القرية بعد تهجيرهم من بلدة سيدنا علي.

ويقول قاسم للجرمق، "سيتم مصادرة 2000 دونم من جميع أراضي مقيبلة في الوقت الذي لا تتعدى مساحتها أكثر من 3800 دونم، وهذا يعني أن أكثر من 50% من أراضي القرية ستصادر".

ويلفت إلى أن المخطط سيُعدم مستقبل القرية، حيث سيقوم بإغلاق المنفذ الغربي للقرية بشكل كامل، مضيفًا، "القرية محاصرة، فمن الجهة الجنوبية هناك الخط الأخضر والدولة تمنعنا من التقدم نحوه سم واحد، كما أن الجهة الشمالية مغلقة، فإسرائيل أخذت أراضي من أهالي مقيبلة وأقامت مستوطنة ماغين شموئيل عليها، كما أقامت بجانبها منطقة صناعية ومعبر الجلمة".

ويوضح تيسير قاسم للجرمق أن حوالي ما يقارب 30 عائلة من أصحاب الأراضي الخاصة سيتضرون بشكل مباشر من هذا المخطط حيث يمر المشروع من أراضيهم، إلا أن هذا المخطط يضر بأهالي القرية جميعًا لأن سيحد من توسعها المستقبلي.

"سيفقد أراضيه كاملة"

بسبب مخطط قطار "العفولة جنين" سيفقد خالد محمود صالح 62 عامًا من قرية المقيبلة جميع أراضيه الواقعة في الجهة الغربية للقرية، ويقول صالح للجرمق، "جميع الأراضي التي أملكها سأفقدها، حوالي 80 دونم تقريبًا".

ويتابع للجرمق، "المخطط سيتسبب بالضرر لجميع أهالي مقيبلة الذين يبلغ عددهم حوالي 5000 نسمة، ويعيشون على تلة صغيرة، بينما يعيش 400 نسمة فقط على 1000 في المناطق اليهودية القريبة".

ويضيف للجرمق، "سأتكبد خسائر فادحة بسبب المخطط، لأنني أقمت قبل سنوات مشروع استثماري على الأرض "حظيرة أغنام" كلفني 3 مليون شيكل، وبفقدان الأرض سأخسر مشروعي".

اعتراضات 

وقدم أهالي قرية مقيبلة اعتراضات ضد مخطط قطار "العفولة-جنين" عن طريق مؤسسة "عدالة" الحقوقية، حيث جاء في الاعتراض، "المضيّ قدمًا في هذا المخطط سوف يتطلّب مصادرة ما يقارب الـ1,400 دونم من أراضي أهالي المقيبلة الخاصة والتي تشكل نصف الأراضي الزراعية لأهالي القرية.، كما يُعرض المخطط سكان القرية للمكاره البيئية ويترك القرية دون أي إمكانية مستقبلية للتوّسع والتطوّر، بحيث تصبح محدودة من جميع الاتجاهات بالخط الأخضر، والبلدات اليهودية وسكّة الحديد الجديدة".

ويوضح الاعتراض المقدم أنه "بالرغم من التأثيرات الكبيرة للمخطط على المقيبلة، لم تقم شركة قطارات إسرائيل بفحص أي بدائل لمسار السكة ومنذ البداية وضعت شروطًا لا يستطيع أي مسار بديل ملاءمتها"، كما أن "المخطط بمساره المقترح، لا يحقق هذه الشروط، حيث إنّ المسار الحالي للقطار لا يصل بشكل مباشر للمنطقة الصناعية في جنين ولا يمكن ربطه مستقبلاً بأي مخطط قطارات في الضفة الغربية كما تنص الشروط المذكورة".

بدائل مطروحة

ويؤكد المحامي تيسير قاسم للجرمق على أن الطاقم القانوني في مقيبلة قدم بدائل للجنة التخطيط على الرغم أن تقديم البدائل ليس مهمة هذا الطاقم، ويقول، "البديل الأول الذي طرحناه هو أن ينتقل المخطط من العفولة-بيسان إلى العفولة حيفا، بحيث يمر بجانب مفرق مجدو، وهناك يوجد أراضي مفتوحة وبعيدة عن جميع البلدات العربية واليهودية، ولا يصادر أراضي أحد، ولا يؤثر على أي بلدة، ويصل إلى مناطق السلطة كما يريد المخططون".

ويضيف للجرمق، "البديل الثاني هو تمرير مخطط القطار بمحاذاة شارع 60 بحيث يأخذ جزء من أراضي المنطقة الصناعية المقامة بجانب ماغين شموئيل بدلًا من أي يأخذ من أراضي مقيبلة".

ويردف أن البديل الثالث هو إبعاد المخطط للغرب بحيث يتعدى نهر "الكيشون"، قائلًا، "هناك أرض دولة يمكن استغلالها بحيث يتوزع الحمِل على مقيبلة وعلى هذه الأرض التي يزرعها سكان بلدة رمؤون، وبالتالي تظل مقيبلة قادرة على التوسع".

طرق المواجهة

ويقول، "قدمنا اعتراضات ضد المخطط، وكنا قد تواصلنا سابقًا مع وزيرة المواصلات والتي منعت بدورها التقدم في المشروع، ولكن بعد الانتخابات ضربت اللجان المختصة بالقرار عرض الحائط".

ويقول للجرمق، "المخطط معرّف كمخطط وطني دولي، فمن مقيبلة وهي بلدة عربية يسكنها فقط 4300 أن تقف في وجه هذا المخطط الوطني!"، مضيفًا، "رغم ذلك لن نيأس، رغم شعورنا بأننا نحارب في قضية أكبر منا، ولكننا سنستفذ كل الطرق القانونية، سواء في المحاكم أو لجان التخطيط، أو بالنضال الشعبي والاحتجاجات".

ويضيف للجرمق، "نضالنا ليس على الأرض الآن، وإنما على الوجود، فإذا صادروا الأرض لن يظل لمقيبلة وجود أصلًا، أو للتطور مستقبلًا".

ويردف للجرمق، "كان لدينا الأسبوع الماضي جلسة لمناقشة المشروع، وسيصدر القرار قريبًا، إن لم يكن القرار لصالحنا سنذهب للمسار القضائية، أو سنستأنف للجنة التخطيط القطرية أو للمحكمة".

ويختم تيسير قاسم حديثه للجرمق، "السلطات الإسرائيلية وقسم التخطيط في دائرة القطارات تدعي بان السلطة الفلسطينية وافقت على المخطط، في الوقت الذي تواصلت فيه مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية وأكدوا لي بأنهم غير مستعدين لتمرير المشروع".

ويُشار إلى أن أهالي قرية مقيبلة والطاقم القانوني ينتظرون قرارات اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتخطيط والبناء بشأن الاعتراضات التي قدمها أهالي القرية ضد مخطط قطار "العفولة-جنين".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر