هل بدأت الحكومة الإسرائيلية اليمينية بتطبيق سياساتها في أراضي48؟


  • الجمعة 23 ديسمبر ,2022
هل بدأت الحكومة الإسرائيلية اليمينية بتطبيق سياساتها في أراضي48؟
كفرقاسم

أكد نشطاء ومحللون سياسيون في أعقاب قتل الشرطة الإسرائيلية للشاب نعيم محمود بدير من مدينة كفرقاسم فجر الجمعة 23.12.2022 بأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة "حكومة نتنياهو السادسة" بدأت تطبق سياساتها اليمينية تجاه الفلسطينيين في أراضي48 حتى قبل المصادقة عليها رسميًا في الكنيست الإسرائيلي.

وفي المقابل يرى آخرون بأن إطلاق النار تجاه الشبان الفلسطينيين في الـ48 من قبل الشرطة الإسرائيلية هو جزء من سياسة إسرائيلية عامة تنتهجها "إسرائيل" بحق فلسطينيي48 منذ عام 2000 بعد هبة القدس والأقصى، حيث يقول المحلل السياسي أنطوان شلحت، "توجيه الرصاص تجاه العرب رغم كونهم مواطنين استمرار لسياسة عامة للشرطة في إسرائيل، فالشرطة قتلت 13 عربيًا في عام 2000 خلال هبة أكتوبر، وتشكلت لجنة تحقيق حينها عُرفت بلجنة أور خلُصت إلى نتيجة بأن الشرطة تتعامل مع العرب كأعداء".

ويتابع شلحت في حديثه للجرمق أن ما يمهد له إيتمار بن غفير من زيادة صلاحياته على الشرطة الإسرائيلية له بنية تحتية قائمة منذ سنوات في جهاز الشرطة الإسرائيلي تجاه العرب، مضيفًا، "لا أستطيع أن أفصل ما حدث في كفرقاسم عن السياق الذي يجري فيه الحديث عن سياسة الشرطة حاليًا وعن سياسة وزير الأمن القومي الجديد الذي يحمل سياسة عدائية تجاه العرب، صحيح أن ما حدث ليس بالجديد وإنما استمرار لسياسة عامة، ولكن مع تولي بن غفير لمنصبه الوزاري سيتفاقم  الوضع أكثر فأكثر".

ويؤكد شلحت للجرمق على أن فلسطينيي48 سيشهدون قمعًا أكبر مع تولي بن غفير لمنصبه الوزاري، قائلًا، "لا شك أن المرحلة القادمة سيدفع العرب فيها أثمان أكثر وأكبر بعد تولي بن غفير، والشرطة تريد من خلال حدث كفرقاسم أن ترسل رسائل بشأن الحكومة الجديدة وسياساتها".

ويتابع للجرمق، "الحكومة الإسرائيلية الجديدة هي الأكثر جنونية وعنصرية وليس هذا رأي الفلسطينيين فقط وإنما رأي الإسرائيليين الليبراليين".

وبدوره، يقول المحلل السياسي أمير مخول حول حدث كفرقاسم، "هناك تحول كبير في روح عمل الشرطة، صحيح أنها لم تكن يومًا لطيفة وإنما هي أداة قمع للفلسطينيين تاريخيًا ولكن الآن سلوكها أشبه بسلوك الميليشات، وكل شرطي يأخذ قراره بنفسه، ولذلك ادعاء عائلة بدير أن الشرطة استسهلت قتل نجلها ودمرت المنزل للتغطية على الجريمة هو ادعاء مهم الآن".

دولة ولها عصابات وميليشات

ويقول أمير مخول للجرمق، "هناك شعور عام لدى كل المؤسسات والمنظمات التنفيذية في إسرائيل بأنها في حِل من الحُكم، وأنها تستطيع فعل ما تريد، ليس فقط في الـ48، وإنما أيضًا في الضفة عبر جهاز الجيش الإسرائيلي والنقب والمدن الساحلية عبر الميليشيات التي تعمل بها".

ويتابع للجرمق، "هناك مستوى تحدي جديد نوعًا ما ولكنه واضح المعالم، وهناك روح جديدة في الدولة تحاول أن تعمل كالعصابة، كانت "إسرائيل" دولة ولديها تنظيم وجيش والآن أصبحت عصابات لها دولة، وهذه العصابات بالطبع إرهابية، فبن غفير وسموتريتش وغيرهما إرهابيين وعلى الفلسطينيين أن يستعدوا لمواجهتهم".

ويقول مخول في حديثه للجرمق، "نحن في وضع أخطر عما كنا عليه حتى قبل أشهر، الشرطة قتلت في الماضي فلسطينيين وارتكبت مجازر كيوم الأرض وهبة القدس والأقصى والكرامة، ولكن الآن هناك شيء جديد على مستوى الأدوات، وهناك انطلاق دموي فاشي في وظيفة الميليشيات والمنظمات الإرهابية التي بدأت تعمل على ترويع جماهيرنا لجعلها تستسلم وهذا تصعيد نوعي وليس شكلي".

"قتل لعرب أكثر..أوسمة أكثر"

ومن جهته، يقول لؤي خطيب عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد، "هناك استسهال لإطلاق النار على الشباب العرب، فكلنا رأينا فيديو قتل الشاب بدير في كفرقاسم، كان يمكن إطلاق النار عليه دون قتله، ولكن الهدف لم يكن الاعتقال وإنما القتل، لو أن هذه الحالة موجودة في الشارع الإسرائيلي لاستطاعت الشرطة تحييد الشاب".

ويستذكر خطيب عبر الجرمق إعدام الشرطة الإسرائيلية للشهيد يعقوب أبو القيعان عام 2017 حيث كان هناك ادعاء بأنه أراد تنفيذ عملية ولكن تبين فيما بعد أنه افتراء".

ويقول، "خلال السنوات الأخيرة، يتم إطلاق النار على الشبان العرب بحجج مختلفة، ومنها بزعم محاربة الجريمة ولكن عند اليهود نرى أن الوضع مختلف، فلا يتم قتلهم تحت حجة الجريمة، ولكن عند العرب هناك سهولة في الضغط على الزناد".

ويضيف خطيب للجرمق، "أنا لا أرى فروقات بين حكومات بن غفير وسموتريتش وبين حكومة لميرتس مثلًا، لأنه على مدار السنين هناك استهداف للوجود العربي وهناك عمل ممنهج ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين وغيرهم".

ويتابع، "هذه الدولة تتجه نحو الفاشية، فمن يقتل عرب أكثر يأخذ أوسمة أكثر، صحيح أنها لا تختلف عن سابقاتها ولكن سيكون بصمة ولمسة إرهابية لبن غفير خلال هذه الحكومة في الداخل الفلسطيني وفي الضفة أيضًا".

المواجهة

وبدوره يقول المحلل السياسي أنطوان شلحت، "لا شك أن أحزابنا وسلطاتنا المحلية مدعوة لإجراء بحث معمق للخروج ببرنامج لمواجهة الحكومة الإسرائيلية الحالية على المستويين السياسي والأمني".

ويتابع للجرمق، "هناك حاجة لإجراء بحث جديد ومعمق لمواجهة الحكومة التي تعتبر الأشد تطرفًا وستختلف سياساتها عن سياسات الحكومات السابقة وبالتالي ردة الفعل عليها يجب أن تكون مختلفة".

ومن جهته، يقول لؤي خطيب عضو حركة أبناء البلد، "شعبنا بالنهاية لن يرحل ولن يستسلم، وإن وصل لمرحلة التي يجب أن يواجه فيها هذه الدولة سيواجه".

وفجر الجمعة، أعدمت الشرطة الإسرائيلية الشاب نعيم محمود بدير من مدينة كفرقاسم بادعاء تنفيذه عملية دهس وإطلاق نار، حيث زعمت الشرطة أن 3 من عناصرها أصيبوا بالعملية.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر