محمد كيوان..شابُ خلوق..طالبٌ مجتهد..ثم شهيدُ فلسطين


  • الخميس 20 مايو ,2021
محمد كيوان..شابُ خلوق..طالبٌ مجتهد..ثم شهيدُ فلسطين

لم يعلم أصدقاء محمد كيوان أن مشهد "زفة العريس" الذي يملؤه التصفيق وتغزوه الابتسامات، سيحل مكانه مشهد وداعٍ أليم لعريسٍ مؤجل إلى أجلٍ غير مسمّى..أو ربما لطفلٍ تحرر لتوّه من طفولته، يحاولُ الانطلاق إلى محطته الدراسية المقبلة بكامل طاقته.

حلمه الدراسي لن يكتمل

فهذا الشاب..الذي كان طفلًا منذ مدة ليست طويلة، يبلغ من العمر 17 عامًا، أحد الطلبة المتفوقين في مدرسة التسامح بمدينة أم الفحم، فقد قال مجلس أولياء الأمور في أم الفحم  إن محمد طالبٌ مجتهد، تسلّم رئاسة مجلس الطلبة في المدرسة، ومثّل زملاءه ومطالبهم.

لكن رصاصتين من اليسام أطلقها أحد الجنود تجاه محمد أثناء مروره مع صديقه بمركبته عند مفرق ميعامي قرب أم الفحم الأربعاء 12/5/2021 ، كانت كفيلة بإنهاء مستقبله، ونسف مخططات والده له.

أما والده المكلوم محمود كيوان يقول للجرمق، "قنصوه برأسه"..لتكن هذه الكلمات اختصارًا لما أراد والد الشهيد إيصاله، شاب بحلمٍ بسيط، مقابل رصاصات من قوة خاصة جعلته يمكث لمدة أسبوع كامل موصلًا على أجهزة التنفس الاصطناعية، في الوقت الذي يتحضر رفاقه لامتحانات الثانوية العامة..كان يتحضر للشهادة، تابع كيوان للجرمق، "كنت أجهز له بيتًا كبيرًا فهو أصغر أولادي، أراد أن يُكمل تعليمه الجامعي".

ويتابع كيوان للجرمق، "كان ابني خلوقًا وناجحًا بدراسته، سأظل أعيد ما حدث معه ..مؤسف، ما حدث همجية، فمحمد لم يحمل حتى حجر".

وعن اجتماعيته وحبه للناس، يقول عبدالحليم كيوان عم الشهيد للجرمق، "محمد شاب اجتماعي يحب الناس ويحب الخير لهم، مجتهدًا في دراسته وفعّال خارجها، يمتلك صفات حسنة كثيرة".

ويضيف، "لقد قُتِل محمد بدمٍ بارد، تم اغتياله من المؤسسة "الإسرائيلية"، حتى أنه لم يحمل حجر، وحتى إن رمى حجر فهل هناك تناسب بين الرصاصة والحجر"؟

ويتابع عبد الحليم كيوان للجرمق، "سنتخذ الإجراءات القانونية كافة، ونقدم الشكاوى حتى إن كلفنا الأمر أن نتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، لأن ما حدث قتل بدمٍ بارد، لا مبرر له".

في السياق يقول عدالة الحقوقي إن السبب الرئيس لإطلاق الرصاص الحي من قبل الشرطي يقينه أنه لن يُعاقب ولا يوجد من يحاسبه.

وأكد مركز عدالة الحقوقي أن المسؤولين عن الشرطي سيدافعون عنه ويجنبوه العقاب بشكل مباشر أو غير مباشر".

شهيد الأقصى

أطلق أهالي أم الفحم اسم شهيد الأقصى على الشاب محمد كيوان، بعد استشهاده خلال فترة أحداث نصرة المسجد الأقصى وغزة، وانطلق تشييع الشهيد من السوق البلدي في المدينة وصولًا إلى مقبرة محاميد محاجنة.

ووصفت جنازته بالمهيبة بعد مشاركة الأهالي من معظم قرى ومدن الـ48، وبعد دعوات كان قد أطلقها شبان وناشطون للاهالي بالتواجد والتجمهر قبيل التشييع بوقت طويل خوفًا من إغلاق الشرطة للطرق ومنع الوصول للجنازة.

يُذكر أن الشهيد محمد كيوان هو ثاني الشهداء في أحداث نصرة المسجد الأقصى وغزة، بعد الشهيد موسى حسونة الذي ارتقى في مدينة اللد قبل أكثر من أسبوع بعد إطلاق النار عليه من مستوطن في اللد.

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر