"حزب كل مواطنيها" هو حزب ميرتس بحلة جديدة


  • الجمعة 16 ديسمبر ,2022
"حزب كل مواطنيها" هو حزب ميرتس بحلة جديدة
أراضي48

"حزب كل مواطنيها" هو حزب ميرتس بحلة جديدة أو باصطفاف جديد في مركزه ميرتس، ولا بأس في ذلك وبالخروج من صدمة الاخفاق في الانتخابات والسعي لتحريك أوساط من المجتمع الاسرائيلي لمواجهة خطر الحكومة الصهيودينية ونزعتها الفاشية..

في المقابل فإنه ليس المشروع الوطني الفلسطيني، كما لا اعتقد بأنّ "دولة المواطنين" بحد ذاتها هي المشروع الوطني الفلسطيني أو تؤدي له، بل أن حزب كل مواطنيها فيه تأكيد بتعدد الصيغ وحتى المتاهات في "دولة كل مواطنيها" التي لا تحظى بتعريف بشأن علاقتها بمشروع التحرر الوطني الفلسطيني ولا باستحقاقات الفكرة والتطبيق وما تتطلبه من مُقابل فلسطيني تجاهها.

المشروع الوطني الفلسطيني يبدأ من حقوق شعبنا في العودة والتحرر الوطني وتقرير المصير.  نناضل من أجل حقوقنا المنبثقة من حقوق شعبنا في البقاء والصمود والتطور ومن أجل حقوقنا المدنية كمواطنين، لكن لا نوفر المخارج لاسرائيل. دولة المواطنين وحزب كل مواطنيها لا يضمنا مثلًا حق العودة لا للاجئين ولا للمهجرين داخل الوطن، وهناك تعارض أيضا، واستذكر هنا موقف حركة "القوس الشرقي الدمقراطي" نحو العام 1998 حين طالبت بأن تكون "أراضي الدولة" لكل مواطنيها، وإذ حظى بتأييد وتقبّل في أوساط سياسية وقيادية، لكننا في اتحاد الجمعيات العربية (اتجاه) قمنا بحملة مضادة في حينه باعتبار أن الشراكة لا تستوي هنا، فما يسمى أراضي الدولة هي أملاك الفلسطينيين اللاجئين والمهجّرين الفردية والعامة، ولا نتقاسمها مع الاسرائيليين حتى ولو أنهم يسيطرون عليها.

باستثناء شرائح إسرائيلية تتمثل أساساً بانصار ميرتس، فإن مصدر قلق التيار المركزي من المعارضة لنتنياهو وحكومته الصهيودينية، هو حرص هذا التيار على حماية المنظومة الاسرائيلية من هيمنة الإرهاب السياسي الشريك في الحكم، وليس موقف الحكومة من قضية فلسطين والاحتلال والعنصرية والمشروع الاستعماري. بينما ما يشغل جماهير شعبنا في الداخل كما كل شعبنا هو حماية أنفسنا وحماية قضيتنا إلى أن تجد حلًا عادلًا.

الأمر الرئيسي الذي يبعث على التفاؤل مقابل هول المخاطر المحيطة بنا، هو عدم قدرة اسرائيل مهما كان حكامها على تجاوز قضية فلسطين أو شعب فلسطين، كل ما عدا ذلك هو مبعث قلق كبير، وسيكون الثمن الفلسطيني غاليًا في كل الاحوال، وسيكون أغلى إذا لم نتصدّى للتغيير الجوهري الحاصل.

باعتقادي أن التصدي ينبغي أن يكون بمسارين واحد جماهيري عربي فلسطيني وواحد اسرائيلي في مواجهة الفاشية الحاكمة ولا مشكلة في وجود تقاطعات في المسارين تضع حدا لهذه الفاشية.

هشاشة الحالة الفلسطينية عامةً وفي الداخل أيضًا هي أكبر خطر نواجهه، ودون تقوية تنظيمنا الذاتي في الداخل سنكون قاصرين وقاصرات عن القيام بدورنا تجاه أنفسنا كشعب وتجاه أنفسنا كجماهير شعب.

لا تستطيع الحركة السياسية بكل أحزابها وحركاتها تبرير غياب جهوزيتها الكفاحية، وتغييب الوحدة الكفاحية الميدانية. إن ترك الساحة بات اٌقرب الى التقاعس.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر