منتدى الجرمق

منتدى الجرمق| معتقلو هبة الكرامة..أمل الصمود والمواجهة في وجه شبح الأحكام العالية

هبة الكرامة


  • الخميس 15 ديسمبر ,2022
منتدى الجرمق| معتقلو هبة الكرامة..أمل الصمود والمواجهة في وجه شبح الأحكام العالية
هبة الكرامة

على الرغم من إصدار أحكام عالية على عدد من معتقلي هبة الكرامة أعلاها السجن الفعلي للشاب محمد اغبارية من بلدة معاوية قرب أم الفحم لمدة 15 عامًا، إلا أن هذه الأحكام العالية ليست النهاية بحسب ما صرح به المحامي خالد زبارقة ضمن برنامج "منتدى الجرمق" الذي تحدث عن الأحكام العالية التي صدرت بحق معتقلين من أراضي48 وطرح طرق للتضامن وإسناد المعتقلين الموقوفين الذين لم تصدر بحقهم أحكام حتى الآن.

مرحلة جديدة 

ويقول المحامي خالد زبارقة في حواره مع برنامج "منتدى الجرمق"، "نحن أمام جهاز قانوني لا يسعى إلى تحقيق العدالة والوصول للحقيقة بطرق موضوعية وبإجراءات محايدة أو نزيهة، نحن الآن أمام جهاز وُظف لخدمة سياسة عنصرية تسعى الدولة إلى فرضها".

ويستذكر زبارقة بدايات أحداث هبة الكرامة في أيار 2021، قائلًا، "الأحداث انطلقت عندما سعت المؤسسة الإسرائيلية بكل قوتها لتغيير هوية المسجد الأقصى المبارك في رمضان 2021، حيث سعت المؤسسة لتغيير هوية باب العامود وترحيل الأهالي في حي الشيخ جراح".

ويضيف، "هذه السياسات التي سعت السلطات الرسمية إلى تطبيقها على أرض الواقع نقطة جديرة بالاهتمام ويجب أن نستذكرها جيدًا، كما أن الفئات التي حاولت تغيير هوية المسجد الأقصى وباب العامود هي الفئات الأكثر تطرفًا في المجتمع الإسرائيلي، وهي ذاتها الفئات التي الإرهابية التي تمارس الإرهاب وتتبناه كطريقة، فنحن خلال الهبة سمعنا دعوات لحرق البيوت العربية، وهذه الظروف كانت قبل انطلاق أحداث هبة الكرامة التي بدأت في 10 أيار 2021".

ويؤكد زبارقة في حديثه، على أنه بالرغم من صدور أحكام عالية بحق عدد من المعتقلين إلا أن هذه ليست النهاية، قائلًًا، "نحن أمام مرحلة جديدة تريد أن تفرض علينا واقع جديد خاصة نحن أهل الـ48، ونريد أن نؤكد أن الذين قاموا بالاعتداء على العرب والمجيء من المستوطنات وتوزعوا على الحارات والبلدات العربية هم نفس المجموعات التي تربت في بيئات الكراهية والإرهاب الموجود في المستوطنات".

ويقول زبارقة إن قضية المعتقلين ليست قضية قانونية فقط، ولذلك يجب أن تكون هناك حركة جماهيرية كبيرة للدفاع عن الشبان المعتقلين وعن روايتهم وعن حقهم في التعبير عن رأيهم وعن حقهم في الاحتجاج ضد من اعتدى عليهم في بدايات أيار 2021 قبل انطلاق أحداث هبة الكرامة.

وعرض "منتدى الجرمق" قصة أحد المعتقلين وهو محمد اغبارية من بلدة معاوية قرب أم الفحم الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا وغرامة مالية قدرها 10 آلاف شيكل.

وتقول إلهام اغبارية شقيقة المعتقل محمد عبر "منتدى الجرمق"، "نحن نعيش في حالة ضغط نفسي لا يوصف بعدما حكموا على محمد 15 عامًا، حتى الآن لم نستوعب هذا الرقم، محمد لديه أطفال سيكبرون وسيصبحون بعمر الشباب والزواج وهم لا يعرفون والدهم، ولم يعيشوا معه".

وتتابع، "النيابة العام طلبت سابقًا سجن محمد من 10 إلى 15 عامًا، ولكن نحن توقعنا أن يُحكم بالسجن 7 سنوات كحد أعلى، لم نتخيل هذه المدة الطويلة، وقمنا بطلب تخفيف الحكم خاصة أن محمد اعتقل بطريقة وحشية جدًا وأصيب بجروح مكث على إثرها عدة أيام بالمشفى لتلقي العلاج، والمحكمة لم تأخذ هذه الممارسات بحقه بعين الاعتبار ولم تخفف حكمه".

وتضيف اغبارية في حوارها مع الجرمق، "التهم التي وجهت لمحمد أنه كان يحاول قتل شرطة ويتسبب بأذى لهم على خلفية قومية، وأنه شارك بمظاهرة في محاولة للقيام بعمل إرهابي، ومن بين التهم أنه حاول قتل شرطي خلال الاعتقال عندما دافع عن نفسه وقاوم الاعتقال، يريدونه أن يستستلم دون أي مقاومة للاعتقال والاعتداء".

وتردف، "اقتصاديًا هناك ضغط كبير أيضًا، فتكاليف المحامين كبيرة جدًا كما أنهم فرضوا على محمد غرامة مالية عالية وهي عقاب لنا ولعائلته ولأولاده".

وتضيف اغبارية، "أطفال محمد فهموا كل شيء منذ اليوم الأول، كانوا في زيارات لوالدهم ورأوه خلف الزجاج، وهم يشتاقون له كثيرًا، ودموعهم لا تجف فما حدث معهم غير سهل، وابنة محمد سألت، كم سيكون عمري عندما يخرج والدي من السجن، وزوجته وضعها صعب جدًا".

ومن جهته، يقول الناشط سامي ناشف، "العقاب ليس فقط للأهل والعائلة، ولكنه عقاب مجتمعي يحاولون فرضه في مثل هذه الظروف علينا، وهذه الأرقام التي يضعونها، حتى يوجهوا رسالة لكل شخص، بأن عليه عدم المشاركة في أي تظاهرة، وعدم المطالبة بأي حق، العقاب مجتمعي".

ويضيف في حواره مع منتدى الجرمق، "تلفيق التهم أمر طبيعي واعتدنا عليه، وتكتمل الصورة عندما يرفعوا الأحكام حتى يكتمل العقاب المجتمعي، نحن كمجتمع علينا ألا نترك العائلات وحدها، وعلى لجنة المتابعة التي عليها متابعة الأمر، ودعم العائلات، المتابعة تسمي نفسها قيادة والقيادة يجب أن تمسك زمام الأمور ودعم الأهالي ماديًا".

ويقول، "لماذا لا تدعم المتابعة الأهالي، ولماذا لا يتوفر لديها طاقم مهني لمتابعة مثل هذه القضايا، نحن تحت احتلال، وهذه المظاهرات والظروف دائمًا ما تمر علينا، يجب أن يكون للمتابعة طاقم مكلف وطاقم محامين، منذ عام 2000 حتى الآن عدد المعتقلين الذين تكفلت بهم المتابعة صفر".

تعامل عنصري مع المعتقلين

ويقول المحامي خالد زبارقة، "السياسة القانونية التي قامت بها الدولة، بكل أجهزتها سواء الشرطة، أجهزة التحقيقات، المخابرات، النيابة العامة، هناك خطين من هذه السياسة يتم التعامل بهما، خط سياسي يتعلق بالمتهمين العرب وخط آخر يتعلق بالمتهمين اليهود وواضح هنا أن هناك فصل عنصري في جهاز القانون".

ويتابع، "عندما يتم اعتقال 8 أشخاص لقتل يهوشع الذي بحسب ادعاءات الشرطة قتل في الأحداث، هناك 8 معتقلين على هذه القضية، بالمقابل، الذين قتلوا الشهيد موسى حسونة قبلها بيوم، هم وبتدخل مباشر من وزير الأمن الداخلي حينها أمير أوحانا، أفرج عنهم بعد 48 ساعة، ورغم كل الأجراءات التي نقوم بها مع مؤسسة عدالة إلا أن المؤسسة تماطل في فتح الملف من جديد وتماطل في التحقيق معهم".

ويضيف، "قتل الشهيد موسى حسونة هو الحدث الذي فجر الأحداث في اللد، وفي كل مكان ببلادنا، هذا هو الحدث الأصلي"، قائلًا، "ما يحدث من مفارقة يعني أننا أمام جهاز قانوني لا يسعى لإظهار الحقيقة وإنما نحن أمام نظام فصل عنصري يستعمل العصا في المحاكم ضد العرب بينما يتغافل عمدًا عن المجرمين والإرهابيين اليهود". 

ويتابع زبارقة، "هناك رسالتين تحاول المؤسسة الإسرائيلية إرسالهما من خلال هذا الفصل، الأولى للشارع اليهودي، هناك رسالة تشجعهم على حمل السلاح وإطلاق النار وتقول لهم إن من يطلق النار على العربي حتى لو أدى ذلك إلى قتله ستقوم الدولة بكل أجهزتها على حمايته من الملاحقة القانونية وستمنع ملاحقته قانونيًا وسيتم الافراج عنه إن تم اعتقاله وهذا تشجيع لليهود لممارسة القتل بشكل واضح".

ويضيف، "الرسالة الأخرى هم يريدون كبت المجتمع العربي ويريدون تحويله إلى مجتمع مهزوم مأزوم ويريدون تحويل نظرة العربي لليهودي إلى نظرة العبد للسيد، وهذه السياسة معروفة وهي أحد أهداف قانون يهودية الدولة، ولكن رسالة الردع التي يحاولون أن يوجهوها إلى المجتمع العربي مفادها أن يجلس كل شخص في بيته، ولا يشارك في التظاهرات وألا يقوم بفعل أي شيء، هم يريدون قمع الحريات وكبتها وهذا غير مقبول".

ما المطلوب بعد صدور الأحكام؟

وحول الإجراءات التي يجب القيام بها بعد صدور أحكام عالية بحق معتقلين من هبة الكرامة، يقول سامي ناشف للجرمق، "المطلوب منا كمجتمع الوقوف إلى جانب المعتقلين، من المهم مهم العمل على تقديم المساعدة لهم قدر الإمكان وإيجاد الطرق القانونية لمساعدتهم، وعالميًا نستطيع خلق ضغط".

ويتابع، "قد يكون التأثير غير ملموس على مستوى دولي، ولكن التأثير قد يؤثر على السياسات الداخلية، هذه الأحكام يجب ألا تظل بهذه الوضعية".

ويدوره يقول المحامي خالد زبارقة، "المجتمع العربي لم يقوم بإدارة الحالة في هبة الكرامة بشكل صحيح، ولذلك تبعاتها السلبية ظهرت وانعكست علينا كمجتمع، كان يجب تفعيل الإرادة الشعبية لدعم الشبان ولإفشال رسالة الردع التي حاولوا إيصالها للمجتمع، إدارة المرحلة كانت خاطئة ولكننا لم نصل بعد للطريق المسدود، ويجب تحريك الملف على المستوى الدولي والمحلي وتفعيله".

ويوضح زبارقة عبر "منتدى الجرمق"، "تفعيل الرأي العام الدولي مهم جدًا، إلى جانب الحراك الشعبي والوقفات التضامنية، نحن بحاجة لتحرك جماعي على كافة المستويات لأن الهجمة جماعية، وليست على محمد وشبان طمرة وحيفا، هي تستهدفنا جميعًا وعلينا أن نتحرك جميعًا".

ومن جهتها، تقول شقيقة المعتقل محمد اغبارية، "يجب أن نتحلى بالامل ونرفع صوتنا مهما كان الثمن، هناك حكومة متطرفة قادمة، وستخنق التظاهرات، وسيحاولون التضييق علينا، وكل هذا سيؤدي للانفجار".

ومن جانبه، يقول الناشط سامي ناشف، "الحل هو تواجدنا بالميدان، والبحث عن حلول سريعة وجذرية، كما حدث في هبة الروحة، وفي هبة بوابات الأقصى، كل هذه الهبات دليل أننا نستطيع أن نأتي بحلول أسرع من القيادة، علينا ألا ننتظر المسار القضائي".

ويقول المحامي خالد زبارقة، "سنوجه رسالة لأهالي المعتقلين، وهي رسالة تضامن معهم ومع أوجاعهم، ولكن نقول لهم نحن نستطيع ولسنا عاجزين، ولكننا الآن نمر بمرحلة مخاض صعبة فيها الكثير من الألم، لكن دون شك هناك مستقبل، وفي نهاية المطاف سنستطيع إفشال كافة السياسات العنصرية التي يحاولون فرضها علينا بقوة السلاح والمحاكم وملفات النيابة المفبركة".

ويضيف، "إسرائيل تريد تفكيكنا، وإيصالنا لمرحلة استسلام كامل، لكن الجماهير لم تستسلم، ودائمًا يأتي جيل واعي أكثر ممن سبقوه، الحل هنا متكامل وليس جزئي، قانوني وسياسي تشارك فيه القيادات والمجموعات الشبابية والنسوية والأكاديمية".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر