"مُنع من العلاج ومن لقاء المحامي"..والدة المعتقل طارق كيوان من جديدة المكر تتحدث للجرمق عن تفاصيل اعتقال نجلها


  • الثلاثاء 6 ديسمبر ,2022
"مُنع من العلاج ومن لقاء المحامي"..والدة المعتقل طارق كيوان من جديدة المكر تتحدث للجرمق عن تفاصيل اعتقال نجلها
طارق كيوان

"نعيش بجسد بلا روح"..بهذه الكلمات استهلت جيهان كيوان والدة المعتقل طارق كيوان 19 عامًا من بلدة جديدة المكر قضاء مدينة عكا حديثها عن تفاصيل اعتقال نجلها في 23 من أكتوبر/تشرين أول الماضي أثناء عودته من مدينة طولكرم في الضفة الغربية مع ابن عمه وعدد من أصدقائهما.

اعتقال على الحاجز

وتقول جيهان كيوان والدة طارق في حديث للجرمق إن نجلها معتقل من 45 يومًا، واعتقلته قوات الاحتلال على حاجز إسرائيلي قرب طولكرم في 23.10.2022، مضيفة، "حوالي الساعة 3 عصرًا انقطع الاتصال مع طارق وأصدقائه، ولم يُجب على هاتفه، حاولنا الاتصال لابن عمه وأصدقائه ولم يجبنا أحد".

وتتابع، "ظننا في البداية أن هناك مشاكل في شبكة الاتصال، وقلقنا كثيرًا على طارق واًصدقائه، لأنهم لم يجيبوا على هواتفهم حتى الساعة 5 مساءً"، مضيفة، "الساعة 8 من مساء ذات اليوم اتصل علينا صديق طارق وابن عمه، وأبلغنا أن القوات اعتقلته ثم أفرجت عنهم بعد ساعات ولكن طارق بقي معتقل".

وتشير للجرمق إلى أن الشبان ظلوا محتجزين على حاجز طولكرم منذ الساعة 4 وحتى 8 مساءً، وعند 8 مساء تحرر 3 من الشبان وبقي طارق معتقل، وتقول، "حققوا مع الشبان فور اعتقالهم، أيم كنتم ومع من تحدثم ولماذا ذهبتم إلى طولكرم بعدما قاموا بتفتيشهم".

وتقول للجرمق، "في ساعات المساء عرفنا أن طارق محتجز لدى شرطة حيفا بحسب ما أخبرنا ابن عمه، وتوجهنا لشرطة حيفا ولم نجد لطارق اسم هناك، وحاولنا التواصل مع الشرطة الإسرائيلية لمعرفة مكان احتجاز طارق ولكن لم نحصل على إجابة ولم نعلم مكانه حتى ساعات الليل المتأخرة".

وتضيف للجرمق، "حوالي الساعة 1 بعد منتصف الليل اتصل علينا المحامي، وأخبرنا أن طارق محتجز في معتقل كيشون، وأن المحكمة الإسرائيلية ستعقد جلسة لمحاكمته الساعة 10 صباحًا".

وتتابع، "ذهبنا للمحكمة متأملين بأن نرى طارق، ونعلم لماذا تم اعتقاله، فلم يسمحوا لنا برؤيته ومنعوه من لقاء المحامي لمدة 18 يومًا، وفي كل مرة ينتهي منع لقاء المحامي يتم تجديده تلقائيًا".

"25 يومًا لم أرَ ابني أبدًا"

وتلف جيهان كيوان في حديث مع الجرمق إلى أن  المحامي حينها استطاع من خلال تواصله مع النيابة الإسرائيلية معرفة التهم التي تم اعتقال طارق على خلفيتها، حيث تسلّم ورقة من النيابة الإسرائيلية تفيد بأن اعتقال طارق جاء على خلفية، "محاولة تفجير سكة حديد في 26.9.2022، وإلقاء حجارة في أيار 2022".

وتقول، "الشبهات كانت مفاجئة وصادمة للغاية، وأنا متأكدة أن هذه التهم غير صحيحة وملفقة"، مضيفة، "قاموا بتوقيف طارق لمدة أسبوع ومن ثم حددوا له جلسة محكمة، ولكنها كانت مغلقة، وفي كل جلسة يتم عقدها لا يسمحون لنا برؤيته وتكون الجلسة مغلقة بالكامل".

وتضيف، "لم نكن نعلم أي شيء عن صحته، هل يشعر بالبرد أو الجوع، لمدة 18 يومًا لم يسمحوا له بلقاء المحامي، وعندما انتهى المنع ذهب المحامي لرؤيته ولكن لم يجده في سجن كيشون".

وتتابع للجرمق، "عندما بحثنا بالأمر تبين أن القوات الإسرائيلية نقلت طارق إلى سجن أشكلون، وبعد حوالي 25 يومًا من اعتقاله استطعنا رؤيته"، قائلة، "صدمت مما رأيت، ابني ليس ابني، متوتر مضغوط، أخبرني أنهم لم يسمحوا له بالعلاج وظل يعاني 3 أيام، ابني لديه مشاكل صحية ويبدو أنهم ضغطوا عليه كثيرًا".

وتقول، "بعد شهر قدموا له لائحة اتهام تضمنت تهم من بينها أنه شارك في تظاهرات خلال أحداث هبة الكرامة، وتسبب بتعطيل عمل الشرطة الإسرائيلية، وتسبب أضرار بالإشارات المرورية وفي كل جلسة كانت تزداد بنود لائحة الاتهام"، مضيفة، "لم أفهم ماذا يريدون منا، نحن نسكن قرب الدوار الرئيسي الذي شهد أحداث خلال أيار 2021، أين نذهب، يلفقون لأبنائنا تهمًا ظالمة بحجة أنهم كانوا قريبين من المظاهرات، نحن نسكن هناك ماذا نفعل؟".

وتشير في حديث للجرمق إلى أن جلسات المحاكم الخمسة الأولى عُقدت في عكا ولكن المحكمة الأخيرة عقدت في المحكمة المركزية في حيفا، واستطعنا خلالها رؤية طارق مرة أخرى.

وتختم والدة طارق كيوان حديثها للجرمق، "بعد اعتقال ابني توجهت لأعضاء الكنيست، ولم أرَ منهم أي اهتمام بقضية ابني أو المعتقلين عمومًا، وأحد أعضاء الكنيست قال لي، ’الشاباك معه ضوء أخضر لإنزال أقصى العقوبات بمعتقلي هبة الكرامة ولا نستطيع فعل شيء’".

وتتابع، "الرد كان صادم جدًا، نحن بحاجة لدعم معنوي، حتى أعضاء الكنيست يقولون إنهم لا يستطيعون التدخل، فمن يتدخل؟ أبناؤنا يمرون بأوضاع صعبة للغاية، ولا نعلم ماذا يحدث معهم".

وتضيف، "حياتنا قُلبت رأسًا على عقب، لا نستطيع النوم أو العمل أو ممارسة حياتنا، نعيش بجسد بلا روح".

ومن الجدير بذكره أن القوات الإسرائيلية اعتقلت خلال أحداث هبة الكرامة في أيار/مايو 2021 مئات الشبان من عكا وحيفا واللد والنقب وطمرة ووجهت لهم تهمًا أمنية خطيرة، وحكمت على بعضهم أحكامًا عالية تصل إلى 10 سنوات.

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر