باسل أبو العلا.. طفلٌ فلسطيني قلعت الشرطة "الإسرائيلية" عينه


  • الخميس 20 مايو ,2021
باسل أبو العلا.. طفلٌ فلسطيني قلعت الشرطة "الإسرائيلية" عينه

لن يرى باسل بعينه بعد اليوم، بعد 15 عامًا رأي فيها الحياة من عينين اثنتين، سيُكمل هذا الطفل، دراسته، عمله، ومستقبله بعينٍ واحدة بعدما فقد عينه وبصره بعد أن استهدفته الشرطة "الإسرائيلية" بالمطاط أثناء تواجده في مظاهرة سلمية الأربعاء الماضي 12/5/2021 ببلدته شفاعمرو في أراضي الـ48.

فقد عينه بالمعنى الحرّفي..وليس بصره فقط

يقول والد الطفل نعمة أبو العلا للجرمق، "فقد باسل عينه وليس بصره فحسب، فقد تلقى ضربةً قوية بالمطاط، وعند تصويرها في المستشفى، وحديثنا المطوّل مع الأطباء..تبيّن أن باسل وصل إلى المشفى دون عينه، التي تم اقتلاعها من مكانها بمطاطة أطلقتها عليه الشرطة "الإسرائيلية" ".

ويتابع أبو العلا للجرمق، "كانت المظاهرة سلمية حتى أن باسل لم يكن في مواجهة مع أحد، والأوضاع هادئة نوعًا ما، فلم يحدث أي اصطدام بين الشبان والشرطة".

ويضيف أبو العلا للجرمق، "باسل كان يُجري اتصالًا حين تم استهدافه بالمطاطة، فلم يتوقع أن تأتيه ضربة من أي جهة".

ولم تتوقع العائلة أن ذهاب باسل إلى المظاهرة سيُفقده حياته، فساحة المظاهرة وسط شفاعمرو هو المكان المحاذي لمنزل جد باسل، فأمه وأبوه يُراقبانه طوال الوقت..ولم يُحذرانه من الخروج لأن الظاهرة هادئة، يقول أبو العلا للجرمق، "حوالي الساعة 12 ليلًا تلقينا اتصالًا من الإسعاب يُخبرنا أن باسل وقع أرضًا أثناء ركضه في المظاهرة".

ويتابع أبو العلا للجرمق، "لم نتوقع أن حالته بهذا السوء، فذهبنا إلى المستشفى وفي أذهاننا أنها إصابة بسيطة بالقدم نتيجة الركض والوقوع على الأرض..لكن تفاجأنا أن الخبر الذي تلقيناه يختلف كليًا عمّا وجدناه".

يُضيف أبو العلاج للجرمق، "منذ دخولنا المستشفى أخبرنا الأطباء بعد إجراء الصور، أن عين باسل متضررة منذ لحظة وصوله المستشفى، فقد وصل دونها، فلم يكن أي إمكانية ترميم للعين أو علاج".

فيقول أبو العلا إن الطبيب أخبرنا أن كتل من الدماء تجمعّت مكان عين باسل، والصور لم تُظهر أي وجود لها، سوى كتل الدم المتراكمة".

ويتابع نعمة أبو العلا للجرمق، "لقد رافقته طوال أيام جلوسه بالمستشفى، لقد كان باسل أقوى منّا جميعًا، أقوى من والدته، ومني أنا".

ويضيف أبو العلا للجرمق، "باسل كان يعلم جيدًا أنه فقد عينه، الأطباء نصحونا أن نمهّد له الأمر قبل إخباره".

ويقول أبو العلا "ظننا أن إخفاء الأمر عنه في البداية لصالحه، لكنه كان يشعر بذلك، فقال لي في أحد المرات عندما تلقيت اتصالًا وخرجتُ لأتكلم عن حالته بعيدًا عنه، أنه يعلم بفقدان عينه منذ اليوم الأول ولا داعي لإخفاء الأمر".

ويتابع أبو العلا للجرمق، "شخصيةُ باسل القوية ساعدته، على الرغم أنه طفل إلا أن تقبّله السريع للأمر كان صادمًا بالنسبة لنا نحن ، نحن الذين لم نعلم كيف نخبره بالحقيقة..لقد أخبرنا هو بها".

قويٌ..لوحده دون دعم

أما عن حالته النفسية، فقد تحسنت شيئًا فشيئًا، بقوة باسل وحده، فباسل ابن الـ15 عامًا رمم نفسيته لوحده، يقول نعمة أبو العلا للجرمق، "طالبتُ المستشفى بتوفير أخصائي من اليوم الأول، ولكن المستشفى لم تستجب سوى في اليوم الأخير عندما كان مقررًا أن يخرج باسل من المستشفى بعد أسبوع كامل من المطالبة".

ويتابع أبو العلا للجرمق، "حتى الأخصائي الذي وفره لنا المستشفى لا يتحدث العربية، بل العبرية، فلم يستطع باسل التواصل معه أو الاستفادة مما يقول".

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر