اعتداءات الميليشيات الإسرائيلية على فلسطينيي48..تحديات ومواجهة..حوار مع الكاتب والمحلل أمير مخول


  • الثلاثاء 22 نوفمبر ,2022
اعتداءات الميليشيات الإسرائيلية على فلسطينيي48..تحديات ومواجهة..حوار مع الكاتب والمحلل أمير مخول
اعتداءات

تتصاعد اعتداءات عضو الكنيست الإسرائيلي من "عوتصماه يهوديت" ومجموعته على الفلسطينيين في أراضي 48 والتي كان آخرها اعتداء ومحاولة عرقلة ندوة في مدينة حيفا، إذ اقتحم كوهين الندوة بمرافقة مجموعة من الإسرائيليين رافعين الأعلام بحماية الشرطة الإسرائيلية.

ولـ ألموغ كوهين ومجموعته تاريخ حافل بالاعتداءات على الفلسطينيين في أراضي48، إذ كُشف قبل أيام عن اعتداء قاده كوهين عندما كان عنصرًا في الشرطة الإسرائيلية على عائلة فلسطينية في النقب عام 2014، خلال تصدي الفلسطينيين لمخطط برافر.

ومؤخرًا، تحدث محللون سياسيون ونشطاء في أراضي48 عن توقعات بارتفاع اعتداءات ميليشيات كوهين وغيرها على الفلسطينيين وتحديدًا بعد صعود حزب "عوتصماه يهوديت" في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة (2022).

ظاهرة الاعتداءات قديمة..ومستمرة

وحاور الجرمق الإخباري الكاتب والأسير المحرر أمير مخول، الذي تحدّث عن اعتداءات الإسرائيليين بحق الفلسطينين في الـ48، مؤكدًا على أن هذه الاعتداءات موجودة منذ النكبة، وبدأت عندما منعت العصابات الصهيونية اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم خلال النكبة.

وأشار مخول في حديثه مع الجرمق إلى أن الإسرائيليين كانوا يهاجمون الفلسطينيين خلال فتة الحكم العسكري، وفي الجامعات في سنوات السبعينيات والثمانينيات، ودائمًا ما كانت تصل عصابات للجامعات، وتعتدي على الطلبة الفلسطينيين وكل هذه الاعتداءات دائمًا كانت بحماية الشرطة الإسرائيلية.

ويقول للجرمق، "دائمًا الاعتداءات ضد العرب كانت بحماية الشرطة الإسرائيلية وبمشاركتها، فهي لا تأتي لحمايتنا وإنما لمشاركتهم".

ويضيف للجرمق، "الاعتداءات استمرت حتى وصلنا لعام 2021، حيث شهدنا اعتداءات كبيرة على الفلسطينيين خلال هبة الكرامة في اللد والنقب وعكا وبات يام وحيفا".

وحول حماية الميليشات والعصابات الإسرائيلية، يقول مخول، "هذه الميليشات لا تقتحم حي عربي فلسطيني إلا إذا كانت محمية من قبل الشرطة الإسرائيلية، وهناك احتمال كبير بأن تكون هذه الاعتداءات الآن أكثر كثافة، لأن الميليشيات مسلحة وتدعمها قوة حاكمة تتحدث باسم الدولة والقانون، وبالتالي نحن نعتبر أي اعتداء هو اعتداء من قبل الدولة وليس من قبل العصابات".

ويضيف مخول للجرمق، "ألموغ كوهين الذي يقود الميليشا في عوتصماه يهوديت انسان فاشي ويتفاخر بأنه  استغل خدمته العسكرية في قهر العرب، منهم عائلة أبو فريح في النقب، فهو عمليًا يأخذ دور ضابط العمليات في عوتصماه يهوديت، ودوره إقامة الميليشيات في البلدات الفلسطينية المختلفة".

ويلفت مخول للجرمق إلى أن كوهين حل محل بن غفير الذي سيصبح وزيرًا للداخلية، وبالتالي هو ملزم "بالقانون"، ولذلك يقوم كوهين وميليشياته بدور بن غفير بالاعتداء على الفلسطينيين، وفي المقابل يتم توفير المنح لهذه الميليشيات ويتم دعمها من قبل الشرطة الإسرائيلية والوزارات والدولة، والبلديات كبلدية بئر السبع التي نفت علاقتها مع ميليشيا "بارئيل" والتي تبين في النهاية أن لها علاقة مباشرة بها.

كالنقب واللد..هل سيُشكل كوهين ميليشيا بحيفا؟

ويقول أمير مخول أن حيفا ستشهد كغيرها من باقي المدن الساحلية تشكيل لميليشيا كاللد والنقب ويافا، مضيفًا، "في حيفا وجود عربي فلسطيني قوي، أعتقد أنه سيتم مواجهة هذه الميليشيات بشكل كبير".

مواجهة الميليشيات في الجامعات

يقول أمير مخول في حواره مع الجرمق إن الميليشيات الإسرائيلية غير محكومة بقوانين داخل الجامعات، بالتالي التعامل معها أصعب، وذلك لأن جمهورها ليس من الطلبة، ولا يخضعون لقانون جامعة أو محاكم تأديبية، وفي المقابل، تكون الميليشيات مسلحة.

ويتابع للجرمق، "الطلبة العرب في الجامعات قادرون على المواجهة، كما حدث سابقًا في جامعة بئر السبع خلال إحياء ذكرى النكبة عندما تم إبعاد الطالبة وطن ماضي، حيث وقف معها العديد من العاملين في الجامعة رغم أنهم يهود، وذلك لأنها واجهت الإسرائيليين".

ويقول، "أتوقع أن يكون هناك تصعيد في المواجهة بين الطلبة الفلسطينيين والإسرائيليين في الجامعات، وممكن أن تحدث صدامات خطيرة".

ويضيف، "إذا لم نقم نحن بردع هذه الميليشيات، سيسمحوا لأنفسهم بالاقتحام والاعتداء دائمًا، الشرطة الإسرائيلية دائمًا تدعمهم وتحميهم، ولكن عندما نواجه ونردع، ستتغير موازين القوى، وذلك تحديدًا ما حدث عندما اقتحم كهانا أم الفحم في سنوات الثمانين، ولم يكررها لأنه ارتدع".

اعتداء على ندوة حيفا..ولكن

يتحدث الكاتب والأسير المحرر أمير مخول عن اقتحام ألموغ كوهين ومجموعته للندوة الثقافية في حيفا والتي نظمتها مؤسسة "بيت الكرمة" التابعة لبلدية حيفا، قائلًا، "القائمون على الندوة أخطأوا عندما أقاموا الندوة وهم يعلمون بأن كوهين قد يقتحم المكان، ورغم معرفتهم بذلك لم يستثمروا الحاضنة الشعبية للتصدي له، وإنما اعتبروا أن الندوة هي المهمة وما يحصل هو تخريب عليها، ولكن الأمر أكبر من ذلك، الأمر هو فض الفاشية وليس الندوة".

ويتابع للجرمق، "لم يكن هناك تصدي حقيقي ومواجهة حقيقة لكوهين عندما اقتحم الندوة، الطرد والمشادات الكلامية ليست تصدي، التصدي الحقيقي لهذه العصابات هو تمامًا كما حدث قبل أشهر في جامعة بئر السبع من رفع الأعلام الفلسطينية مقابل الأعلام الإسرائيلية".

ويضيف، "بلدية حيفا ومؤسساتها خلقت نموذج ما أسموه "التصدي" ولكن هذا التصدي دون مواجهة، وأي تصدي دون مواجهة مع الفاشية، ستنتصر فيه الأخيرة".

ويتابع للجرمق، "الندوة الثقافية في حيفا كانت ندوة شبه رسمية وليست شعبية، ولذلك أهالي مدينة حيفا لم يتفاعلوا حتى مع الاعتداء والاقتحام، ولكن المؤسسة القائمة أخذت تسوّق بمتابعة الندوة وكأنها إنجاز".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر