مونديال قطر - حقوق الإنسان؛ الضحايا وشمّاعة الحقوق


  • الاثنين 21 نوفمبر ,2022
مونديال قطر - حقوق الإنسان؛ الضحايا وشمّاعة الحقوق
كأس العالم 2022

إشكالية كبرى حين تلقّن الأنظمة الاستعمارية ومنظوماتها الإعلامية شعوبَ العالم الثالث ومستعمراتها السابقة القيم ومعنى احترام حقوق الإنسان، وهي بذلك تسيء لمعيارية حقوق الإنسان. 

الأمر ينطبق أيضًا على دورها في إقامة الاستعمار العالمي لدول حين سعى إلى تجزئة الوطن العربي والأمة العربية من أجل هدف واحد وهو السيطرة على النفط والموارد الطبيعية وعلى الممرات التجارية العالمية، لم يفكّر الاستعمار العالمي يومًا بضحاياها بل بأرباحه واستراتيجياته التوسعية. 

هذا لا يعني أن أنظمة العالم الثالث اليوم هي أكثر احترامًا لحقوق الانسان من الأنظمة الاستعمارية الحالية أو السابقة.

 الدول مشغولة أولًا بمصالحها ووضعيتها داخليًا وعالميًا وبهيبتها، وبالأساس بمصالحها السياسية العليا، ويبدو أن قطر قد استثمرت في ذلك وحققت غايتها.

بخلاف الدول الكبرى الاستعمارية فإن منظمات حقوق الإنسان تملك الكثير من المصداقية حين تنتقد، وهذا دورها فهي تنتقد في قطر وفي فرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة، وهذا صوت جدير الإنصات له.

إن الاستغلال والطمع والجشع بالاستحواذ على الأرباح وعلى خيرات الشعوب هو من ملازمات الرأسمالية الثابتة.

منظومة الإعلام الإسرائيلي هي من أكثر منظومات الإعلام انحطاطًا عالميًا، فهي المنظومة التي تبرر الاحتلال والطرد والتطهير العرقي وكل جرائم الاستعمار والعنصرية وهي جزء من ذلك. 

لو لم تكن قطر بلداً عربياً لربما كانت الانتقادات الغربية أخفّ، وهذا دون علاقة لحال حقوق الإنسان، فهي الشمّاعة أمام حرب المصالح والابتزازات المنبثقة عن موازين القوى. 

استغلال العمالة الرخيصة في دول الخليج ومن ضمنها قطر وفي ظروف صعبة للغاية تحصد أرواح الكثيرين من العمال الأجانب وبالذات من شرق آسيا، وهم ضحايا بلدانهم اولاً وضحايا الاستغلال معًا. وكل استغلال مدان مهما كان مصدره ومهما كانت ضحاياه. 

المسابقات الرياضية على أنواعها والبطولات العالمية والمسابقات الفنية والغنائية والازياء وغيرها باتت من علامات التجارة العالمية والتسويق والأرباح، وفيها باتت المساحة لتحقيق الذات والتقدم الرياضي أو الفني وغير ذلك.

 وليس أمام الإنسان الفرد أو القوى الأضعف إلا أن تتماشى معها فهي تتحكم بأهواء وأذواق الناس أيضًا. 

سوف تستمتع شعوب العالم بالألعاب، فالغالبية معنية بأداء عالٍ وألعاب ممتعة، ومنها عساه ينسى فقره وبؤس الحال ويتماشى مع من يناصر، ومنها من يفكر بزيادة أرباحه واستثماراته حتى المونديال القادم، ومنها من يفكّر أن القيم الرياضية هي السائدة. 

حين يستضيف بلد عربي بطولة العالم أو أي حدث عالمي فهناك شعور بأن أفق بناء الأمّة العربية أمر ممكن، لكن الطريق طويل وطويل وهذا يعود للشعب العربي في كل بلد وبلد.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر