"يعمق العنصرية ويتجاهل الديموقراطية"..المصادقة على منهاج جديد للمدنيات


  • الثلاثاء 15 نوفمبر ,2022
"يعمق العنصرية ويتجاهل الديموقراطية"..المصادقة على منهاج جديد للمدنيات
المدنيات

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية المنتهية ولايتها صادقت أمس الإثنين على المنهاج الجديد لمادة المدنيات للصف التاسع، والذي يولي أهمية كبيرة للجوانب اليهودية لإسرائيل، ويقلص التعامل مع مواضيع مثل حقوق الإنسان والمواطن ومكانة الأقلية العربية والمساواة في الحقوق ودور القضاء وجوانب ديمقراطية أخرى.

ووفقًا لهآرتس فقد ادعت بيطون أنه يوجد في المنهاج الجديد "مضامين هامة"، ستساعد على "تطوير تفكير نقدي ومستقل لدى خريجي جهاز التعليم"، وذلك بالرغم من الانتقادات للمنهاج من جانب مسؤولين في وزارة التربية والتعليم ومنظمات تربوية الذين شددوا على أن المنهاج يولي أهمية للجوانب اليهودية في إسرائيل ويقلص التعامل مع قضايا الديمقراطية.

وقالت "هآرتس" نقلًا عن شاشا – بيطون، "أردنا أن نربط بين المادة والطلاب من خلال طرح قضايا من الحيّز الذي يعيشون فيه، والمضامين لم تتغير، وإنما جرى إعادة تنظيمها".

وسابقًا، وصف خبير قانوني المنهاج الجديد للمدنيات، بأنه "ينقل جيدًا أفكار التفوق اليهودي إلى الطلاب"، لافتًا، إلى أنه "لا يمكن تجاهل التأثير الكبير لجهاز التعليم على نتائج الانتخابات الأخيرة"، التي أوصلت اليمين واليمين الفاشي إلى الحكم.

 وأشار مصدر في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية إلى أن "جهات يمينية خطفت موضوع المدنيات وبلورته وفقا لمبادئها".

وبحسب "هآرتس"، فإن فصول كتاب المدنيات الجديد  تخلو من جوانب نقدية، ويتجاهل وجود ملايين الفلسطينيين تحت الاحتلال وانعدام المساواة الاقتصادية والاجتماعية داخل إسرائيل، كما يمتنع المنهاج عن تناول مكانة الدين والدولة. 

ويركز المنهاج على دائرة هوية مقلصة للغاية، مثل الجالية والحي أو المدينة التي تنتمي المدرسة إليها، الأمر الذي يجعل المعلمين يمتنعون عن طرح قضايا حول الواقع المحيط بالطلاب.

 

ووفقًا لهآرتس، فقد برزت فروق كبيرة بين منهاجي المدنيات الحالي والسابق، الذي وُضع في العام 1990 وجرى تعديله عام 2015. 

وتابعت، جاء في المنهاج السابق أن "القيم الأساسية للديمقراطية، الحرية والمساواة، تستند إلى المفهوم الذي يعترف بكرامة وقيمة الإنسان كإنسان"، وأن "قرار الأغلبية يخضع للقيم الأساسية للديمقراطية، والحفاظ على الحقوق الأساسية للفرد والأقلية"، وأن دور الدستور هو "حماية القيم الأساسية للديمقراطية"، مضيفة أن  هذه الأمور ليس مذكورة أبدا في المنهاج الجديد.

ولفتت أن المنهاج الجديد جاء فيه أن، "الهدف الأعلى" هو "تنمية مواطنين جيدين"، بحيث يكونوا "محافظين على القانون وموالين للدولة". 

وأشارت الصحيفة إلى أن المنهاج الجديد شطب إمكانية النقاش حول "حدود الانصياع للقانون"، وبدلًا عن ذلك، يطالب المنهاج بـ"التماثل مع الدولة والشعور بالانتماء".

ووفقًا لهآرتس، فإن منهاج المدنيات الجديد لا يتطرق بتاتًا إلى قانوني الأساس حول كرامة الإنسان وحريته وحرية العمل، بينما يتطرق المنهاج بتوسع إلى "قانون القومية" العنصري من خلال الإشارة إلى "مميزات يهودية مركزية".

وقالت "هآرتس" إن المنهاج الجديد يتجاهل "الأقلية القومية العربية في إسرائيل"، ويتعامل معها على أساس ديني، كمسلمين ومسيحيين ودروز وشركس.، ولا يذكر الفصل حول وسائل الإعلام مصطلحًا أساسيا مثل حرية التعبير.

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر