كيف خسرت الأحزاب العربية 4 مقاعد بالكنيست رغم حصولها على أصوات كثيرة؟
الكنيست
حصلت الأحزاب العربية في انتخابات الكنيست الـ 25 على 510 آلاف صوت لتدخل الكنيست بـ 10 مقاعد فقط، بينما حصل تحالف "سموترتش" و"بن غفير" على 14 مقعد رغم تقارب عدد الأصوات بينه وبين الأحزاب العربية، حيث حصلت الصهيونية الدينية على 516 ألف صوت، ويعزي المحللون السياسيون هذه المفارقة لتواجد الأحزاب العربية في الانتخابات بـ 3 قوائم انتخابية وهي الموحدة، والتجمع، وتحالف الجبهة والعربية للتغيير.
ويقول المحلل السياسي إبراهيم أبو جابر في حديثٍ خاص مع الجرمق: "انقسام عرب الداخل إلى 3 قوائم حزبية انتخابية أدى إلى حرق أكثر من 138 ألف صوت، وهذا السبب الأول في حصولهم على 10 مقاعد فقط".
ويضيف، "الصهيونية الدينية دخلت الانتخابات بحزب واحد فقط فاستفادت من كل الأصوات، القضية الأخرى التي أثرت على الأصوات هي أن القوائم العربية رفضت أن تقوم بالتوقيع على اتفاقية فائض الأصوات بينها، وهذا سبب أيضًا جعلها تخسر الـ 138 ألف صوت".
ويتابع، "سبب آخر بخسارة القوائم العربية للأصوات وهو جنوح المجتمع الإسرائيلي منذ سنوات إلى اليمين والتطرف وهذا ساعد الصهيونية الدينية على الحصول على هذا الكم من الأصوات، الصهيونية الدينية حصلت على ما لا يقل عن مقعدين على حساب حزب الليكود، وهذا رفع مقاعدها".
ويردف أبو جابر، "لا ننكر أيضًا أن ما قام به بن غفير من حيث تواجده في كل النقاط الساخنة ومقارعته للعرب، ورفع شعارات عنصرية ومتطرفة هذا أدى إلى جرف الكثير من أصوات الناخبين اليهود له".
ويقول الكاتب الصحافي عودة بشارات في حديثٍ خاص مع الجرمق: "الأحزاب العربية أخطأت في كيفية خوضها للانتخابات، بينما سموترتش وبن غفير خاضوا متفقين بتحالف واحد، هم أحسنوا نسبيًا لهم، لكن العرب لم ينجحوا في عمل اتفاق والتوصل إلى قائمة واحدة أو قائمتين".
ويردف بشارات، "يوجد تباين بين الأحزاب العربية المشتركة سابقًا والموحدة، لكن الجبهة والعربية للتغيير يتفقون مع التجمع في الأمور الأساسية، لكن بالتأكيد يوجد تباين بين التجمع والعربية للتغيير والجبهة".
ويضيف، "كان هناك أجواء في أوقات الانتخابات ورأيت في حينه أن التوقيع على فائض الأصوات يطرح صورة إيجابية ويدعو الناس للتصويت، التجمع رفض التوقيع على هذه الاتفاقية ولديه أسبابه ورغم ذلك أن أرى أنه أخطأ".
دلالة الأرقام..
ويشير أبو جابر لـ الجرمق إلى أن حصول "سموترتيش" و "بن غفير" على هذا الأصوات يعني أن تحالفهما هو القوة الثالثة في الكنيست الإسرائيلي، مضيفًا، "هذا سيلقي بظلاله على حكومة نتنياهو القادمة، العرب سيكونون على دكة الاحتياط ولن يؤثروا شيئًا في المشهد السياسي الإسرائيلي".
ويقول الكاتب الصحافي عودة بشارات: "ما حدث في الانتخابات بحاجة لوقفة جدية من قيادة الأحزاب العربية، يجب أن تبحث قيادة الأحزاب العربية عن سبب عدم التوصل إلى صيغة تحمي هذه الأصوات لا أن تذهب عبثًا".